بقلم / احمد الشاوش
خلال ساعات جيش حكام الرياض الجاثم على بحيرة من النفط والمال والسلاح، عدداً من الدول العربية وديكورات الخليج باستثناء سلطنة عمان وبضوء أخضر أميركي لشن عدوان بربري ظالم على الشعب اليمني الذي حولته الدول الاقليمية والدولية إلى ساحة حرب لتصفية حساباتها والسيطرة على ثرواته ومواقعه الاستراتيجية، تحت ذريعة استعادة الشرعية وفزاعة الحوثيين.

حيث مثل العدوان الجوي السعودي بضرباته المرعبة والموجعة أبشع صورة من صور الظلم والجبروت واستعراض القوة غير المبررة، مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ، ومدمراً مباني سكنية آمنة ومعسكرات ومخازن الجيش اليمني، نتيجة للصراعات السياسية الطائشة التي وجد قادة الرياض فرصتهم في شراء عبدة المال من القادة العرب المؤلفة قلوبهم وتجار الحروب في الداخل والخارج، وسرعان ما دقت الجامعة العربية طبول الحرب بعد أن سكتت دهراً ونطقت كفراً، وصارت إسرائيل تضرب ليل نهار أمام مرأى ومسمع من الجامعة العربية والأمم المتحدة بكل غرور، ورغم ذلك العدوان الوحشي على الكثير من المدن اليمنية الآمنة لفلف العربي دمى واراجيز وقادة الأعراب لتأييد العدوان السعواميركي ودعمه قافزاً على الثوابت وميثاق الجامعة العربية والشرعية الدولية والأديان السماوية التي حرمت الظلم، إلا أن العنجهية والكبر والغرور والعزة بالإثم أمطرت المدن اليمنية بالصواريخ الدامية وتدمير ما تبقى لليمن من بنية تحتية استهلكتها مؤامرات الربيع العربي، دون أية رحمة أو وازع ديني .

ومن المثير للدهشة أن سارعت قوى الشر والضلال والدفع المسبق إلى عقد قمة " التسول " السادسة والعشرين بشرم الشيخ لمباركة الضربات الجوية بروح انتقامية صدمت الشارع العربي والعالم الإسلامي الذي لم يشهد أي دور ايجابي لنصرة القضايا العربية والإسلامية وفي طليعتها القضية الفلسطينية والسورية والعراقية وغيرها .. غير أن هذا العدوان وهذه الضربات الوحشية تأتي بعد أن صدم حكام الرياض وفشلت إستراتيجيتها في السيطرة على القرار السياسي والسيادي اليمني التي كانت مسودته تصدر من الرياض منذ العام 1962م، وبزوال مراكز القوى اليمنية العابثة والتابعة لها عن المشهد السياسي والجغرافي التي كان يديرها السفير السعودي بالعاصمة صنعاء بالريموت كنترول وعند انفراط السبحة، صعق حكام السعودية وولد صدمة كبيرة نتيجة الفشل الذريع في احتواء القرار السياسي اليمني بعد سقوط العديد من المدن اليمنية وفي مقدمتها العاصمة صنعاء بأيدي أنصار الله " الحوثيين مما أثار حفيظة السعودية وسارعت إلى شن عدوانها بشكل جنوني تحت غطاء الشرعية التي لا تؤمن بها في قرارة نفسها في محاولة لاستعادة هيمنتها على اليمن بعد أن سقطت صقورها وزادت كراهية اليمنيين جراء سياساتها الخاطئة مع مراكز القوى العابثة التي حالت بينها وحب الشعب اليمني للنظام السعودي لاسيما بعد عدوانها الذي طال البشر والشجر والحجر وأعاد إلى الأذهان جرائم ما قبل حلف الفضول، فهل آن الأوان إلى مراجعة النفس ووخز الضمير بإيقاف العدوان والعودة إلى روح الدين الإسلامي للخروج من الحرب العبثية وجبر الخواطر واستكمال ما تبقى من الحوار لإحلال الأمن والاستقرار في البلدين .. أملنا كبير.
shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس