بقلم / محمد مغلس
الحوثيين ليسوا هم البلد ولا يمثلون الشعب وحدهم وعلى الشعب أن يقف صفاً واحداً في مواجهة التعنت الحوثي لإرغامة على العودة إلى جادة الصواب والعمل جمباً إلى جمب مع كافة اطياف وشرائح ومكونات وقوى وفئات الشعب اليمني لإخراج البلد من الأزمة الراهنة لا أعني بذلك المواجهة المسلحة وإن كانت هي اللغة التي يفهمها الحوثي ولكن أعني التعبير بكافة الوسائل السلمية لرفض استمرار المليشيات في مصادرة الإرادة الجمعية للشعب وتبني خياراته الوطنية ولتدارك عدم الإنزلاق في مستنقع الفوضى والحروب الأهلية والعمل على تحقيق بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة.

إذ أن مكوناً واحداً من مكونات الشعب اليمني لا يمكن له أن يصادر إرادة بلد ولا يمكن له أن يختزل خيارات مستقبله وفق أجندته الخاصة وعلى الحوثي اليوم وأكثر من أي وقت مضى العودة إلى طاولة الحوار والتراجع عن الخطوات التي أوصلت البلد إلى هذا الوضع وسحب مليشياته من كافة المحافظات والإنصياع للرغبة الشعبية الجامعة في السلم والتعايش والتنمية والعيش بكرامة والتخلي عن قوة السلاح ومنطق الغلبة وعدم اللجوء إلى فرض خياراته بالقوة وإدراك أن اليمن لا تُحكم من قبل تيار أو طائفة أو مكون منفرد كما ليس لأي طرفٍ أو جماعة أن تنصب من نفسها وصيةً على الوطن والشعب دون العمل وفق شراكة حقيقية مع مختلف الأطراف.
لم يعد هناك متسع لسماع شعارات أو مبررات واهية كما لم يعد هناك قدرة ورغبة في خوض مغامرات جديدة فعدوانكم على الشعب في مختلف المحافظات ورث جراح لن تندمل على المدى القريب كما أن بلدنا الان يتعرض لتدخل عربي لم يكن بحاجة إليه لولا سيطرتكم واستفرادكم بالدولة والخيارات الأحادية التي انتهجتموها والتصعيد الخطير الذي بات يهدد أمن اليمن والمنطقة والخوف والقلق الذي صدرتموه للداخل والخارج في لحظة سُكر ونشوة إرتهان لمشروع إيران التي سارعتم في اقامة علاقات معها في ظل عدم إعتراف العالم بما أقدمتم عليه والعزلة الدولية التي تسببتم بها ولم تعيروا ذلك أي اهتمام بل عمدتم الى تقديم البلد لقمة صائغة لأطماع أيران لتصبح اليمن بذلك العاصمة الرابعة للامبراطورية الفارسية وفق ما صرح به مسؤولين ايرانيين واصبحت اليمن ورقة رابحة في يد طهران للإبتزازات والتفاوض على مصالحها في المحافل الدولية على حساب دمار بلدنا متجاوزين بذلك السيادة التي تتباكون عليها الآن وشرعتم بذلك للتدخل الخارجي ولتدمير البلد وقد استحمل الشعب منكم الكثير لكنكم لم تقدروا ذلك بل تماديتم الى تهديد كل من يقول في وجهكم لا أنتم مخطئون وأتهمتموهم بالدواعش والارهابيين.

أنتم وجماعتكم وحلفائكم من اوصل البلد إلى هذا الوضع بسبب غروركم وتعنتكم واستكباركم والإرتهان للإرادة الخارجية وتجاوز كل القيم والأعراف والحلول التي طرحت من قبل مختلف القوى والمكونات السياسية وتتحملون المسؤولية الوطنية والتاريخية وعليكم الان الإسراع في تنفيذ الحلول الناجعة للخروج من الأزمة الراهنة.

فصمت الشعب لن يطول وستجنون عواقب إصراركم على مصادرة الإرادة الشعبية ولن تكون حججكم اليوم مقنعة تحت أي مبرر كان وتحت أي ظرف فأما أن تعودوا إلى جادة الصواب وتقتربوا من المشروع الوطني وإما أن تنتظروا مصيراً قد يحدده غضب الشعب عليكم وكل يوم يمر أو تدميراً يحدث لمقدرات وطنه تحاصركم لعنات الشعب وغضبه أكثر.

لم يعد الشعب اليوم قادراً على تحمل المزيد والوضع الإقتصادي يتدهور أكثر وبات بين نارين نار الحروب العبثية التي تقودونها ونار الجوع والأزمات الخانقة التي كان طيشكم وتهوركم سبباً فيها فأخشوا غضبة شعبٍ حليم ولا يغرنكم صمته أو قوتكم فإنه إن غضب لن يخمد غضبته شيء.

حول الموقع

سام برس