سام برس
أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله موقف الحزب الرافض والمندد بالعدوان السعودي الاميركي على اليمن وشعبه.
واعلن السيد حسن نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال التضامني الذي أقامه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت تنديدا بالعدوان على اليمن،التضامن والتأييد الكامل للشعب اليمني في مواجهة العدوان.
وقال السيد نصر الله "نرى ان من واجبنا الاخلاقي والديني والشرعي ان نتخذ هذا الموقف"، داعيا جميع أبناء هذه الأمة ان يراجعوا مواقفهم.
وأضاف "نحن لن يمنعنا شيء ان نواصل موقفنا وتنديدنا للعدوان السعودي الاميركي على اليمن وموقفنا المؤيد للشعب اليمني المظلوم والصابر والمنتصر باذن الله".
وتابع "نحن قوم مسؤولون امام الله وسنحاسب على الموقف والمسؤولية في هذه المرحلة التاريخية على الامة والمنطقة جمعاء، وموقفنا حول العدوان على اليمن نابع من العقل والقلب والعقل والعاطفة فموقفنا ليس موقف القلوب القاسية الصماء".
وعبر السيد نصر الله عن أسفه لما يسوقه المعتدون على اليمن من حجج بأن هذه حرب العرب للدفاع عن عروبة اليمن، متسائلا "هل فوضت الشعوب العربية النظام السعودي بالحرب على اليمن؟، وإن لم يكن الشعب اليمني من العرب فمن العرب؟، ومن يعتدي على الشعب اليمني يجب أن يبحث عن شهادة لإسلامه وعروبته".
ولفت الى أن المعتدين حاولوا إعطاء الحرب بعدا طائفيا بأنها حرب سنية شيعية ولكن الحقيقة أن هذا عدوان سعودي على اليمن لأهداف سياسية.
وقال أمين عام حزب الله إن "المعتدين يحاولون الإيحاء بان الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة بخطر"، متسائلا "من الذي يهدد الحرمين الشريفين؟ هل الشعب اليمني، الجيش اليمني؟"
وأكد أن اليمنيين يعشقون رسول الله (ص) وآل بيته (ع)، محذّرا أن الحرم النبوي في خطر من داخل السعودية والفكر والثقافة الوهابية وكتب التاريخ تشهد على ذلك وأن هناك تهديد للحرمين الشريفين من قبل تنظيم داعش الارهابي لأنهم يعتبرون الكعبة مجموعة أحجار تعبد من دون الله وتتنافى مع التوحيد بالنسبة لهم.
وتساءل السيد نصر الله "هل يكون الدفاع عن الشعب اليمني بقتله؟"، مضيفا "يمكن للبنانيين أن يستحضروا حرب تموز والعثور على التشابه بين الحربين أي الحرب السعودية على اليمن والحرب الإسرائيلية على لبنان، ونحن كنا المغامرين والمنتصرين".
كما أكد أن "أن النظام السعودي يفشل في تحقيق أهدافه لذلك بدأ بتخفيض هذه الأهداف المتوقعة من العدوان، مشيرا إلى أن نتيجة العدوان على اليمن هي صمود يمني كبير جدا جيشا وشعبا وثبات وصبر ومظاهرات رغم القصف والاستعداد لحرب طويلة".
ولفت الى أن "العدوان فشل في تحويل المواجهة الى مواجهة داخلية بين زيدي وشافعي أو بين شيعي وسني أو بين جنوبي وشمالي"، مشيرا إلى أن "السعودي فشل في عدوانه لا سيما في العدوان الجوي وليس أمامه إلا الدخول البري الى اليمن وهنا سنرى ماذا سيفعل الجيش السعودي".
وقال "القصف الجوي لا يحسم معركة والهجوم البري مكلف والصمود يفشل العدوان، ومن تبريرات العدوان هو التهديد المحتمل للسعودية وبعد العدوان تحول التهديد من محتمل الى قطعي".
وتابع السيد نصر الله "حتى الآن اليمنيون لم يلجئوا إلى خياراتهم وعدم الرد لغاية الآن من قبل اليمنيين هو صبر استراتيجي، والنظام السعودي حتى الآن لا يبدو أنه جاهز لتقبل التسوية، وغالبية دول العالم ضد هذا العدوان لأنه أصلا لن يحقق شيئا للجلاد".
وحول قرار مجلس الأمن الأخير أشار إلى أن المجلس الذي يفترض أن يقدم حلا للحرب على اليمن اصدر ما اصدر قبل يومين وهذا متوقع ولا يفاجئنا كما لم يفاجئ اليمنيين، مؤكدا أن قرارات مجلس الأمن لا قيمة لها".
وأضاف أمين عام حزب الله "نتيجة الحرب على اليمن هي الهزيمة النكراء للمعتدين جميعا"، وتقدم بالشكر للبرلمان الباكستاني الذي منع الجيش الباكستاني من التوجه للقتال ضد الشعب اليمني، داعيا باكستان ومصر لمنع هدم بلد عربي وإسلامي.
وطالب "بتدخل كل الدول العربية والإسلامية لوقف كل هؤلاء الذين يريدون الاستمرار في الحرب على الشعب اليمني، وإنقاذ اليمن من هذه الكارثة المتعمدة".
ولفت السيد نصر الله الى أن "البعض في لبنان يعتبر أن النقد الموجه الى السعودية هو إهانة لها"، وقال "رغم كل معلوماتنا عن دور السعودية في الماضي في لبنان خلال الحرب الأهلية ودورها اليوم في الأزمة السورية وتدخلها المباشر في البحرين، كنا ندعو دائما للحوار لكن اليوم السعودية لم تعد تتدخل بالواسطة إنما هي التي أعلنت الحرب".
وأشار الى أن السعودية هي التي تكابر بعد فشلها في لبنان وسوريا والعراق، وآن الأوان لكل العالم العربي والإسلامي أن يقف ويقول للسعودية كفى".
وتساءل "من الذي يبني مدارس في كل أنحاء العالم لتعلم شباب المسلمين مناهج التكفير والإرهاب، من يقوم بذلك هي المملكة العربية السعودية، لذلك يجب على العالم العربي والإسلامي الوقوف بوجه السعودية ليقول لها كفى، ونقول اليوم شكرا سوريا لأنك صمدتي ولم تخضعي للإرهاب التكفيري، ولولا صمود سوريا وجيشها وشعبها فأين كان سيصبح لبنان؟".
وقال السيد نصر الله "نحن نرفع الصوت ضد العدوان على اليمن وضد نشر الإرهاب ولن يمنعنا شيء في العالم أي تهويل أو تهديد عن رفع هذا الصوت وسموه ما شئتم لأنه صوت لله وفي سبيل لله، وسنواصل رفع الصوت رغم التهديد من اجل الناس التي تسفك في العالم، والخاسر الأكبر من كل ما يجري هو فلسطين والرابح الأكبر إسرائيل، وكفى تضليلا باسم الحرمين الشريفين"، مؤكدا أن اليمنيين سيصمدون ويملكون الكفاءة والقيادة والجيش ومن كان لديه هذه الصفات هو منتصر لا محالة.
وبالشأن اللبناني الداخلي، دعا السيد نصر الله "البعض في لبنان لعدم الرهان على العدوان السعودي الاميركي على اليمن وان يرسموا مستقبلهم أن هذا العدوان نجح وحقق أهدافه"، مضيفا "نحن في لبنان نريد ان نعيش سويا ولكن ليس بالضرورة إذا قدمنا نقد معين أن نعتبره شتما وسبا".
واوضح "نريد أن لا ننقل ما يجري في اليمن إلى لبنان، وليعبر كل منا عن موقفه بالطريقة المناسبة مع الالتزام بالضوابط الأخلاقية، نحن في لبنان نريد أن نعمل معا".
وقال السيد نصر الله "بمناسبة شهر نيسان يجب أن نقف بإجلال وإكبار امام تضحيات وصمود شعبنا في لبنان وخصوصا في الجنوب في العام 1996 في مواجهته للعدوان الصهيوني بدعم أميركي في نيسان من ذلك العام".
وتابع "نقف بإجلال أمام الشهداء الذي سقطوا في هذا العدوان لا سيما شهداء مجزرة قانا، ونقف أمام بطولات المقاومة من كل الفصائل والحركات والاحزاب التي أثمرت الانتصار التاريخي في العام 2000 والذي نقل العرب من زمن الهزائم الى زمن الانتصارات".

حول الموقع

سام برس