بقلم / حمدي دوبلة
السقوط الأخلاقي الذي سطره ويسطره "بواسل" سعود في عدوانهم على اليمن هو الأكبر والأبرز في التاريخ الحديث وربما في تاريخ الإنسانية عموماً.
هذا العدوان الأحمق لم يبق نقيصة أو عيباً أو خرقاً لقواعد الحرب والخصومة المتعارف عليها في بني البشر إلا ارتكبها وبالغ في ممارستها وبغرور وحماقة قل نظيرها في التاريخ الإنساني.

ولا أعرف حقيقة ما إذا كان المرتزقة والمأجورون من "مغاوير" أسرة سعود الدموية قد سمعوا من قبل عن شيء اسمه أخلاق المحاربين والفرسان وكيف أن تلك الأخلاق تفرض على المحارب أن يمكن خصمه من امتلاك نفس السلاح الذي يحمله لدرجة أنه لو سقط سيف أحد المتحاربين أثناء النزال خاطبه بالقول "خذ سيفك" ويتجنب قتله وهو أعزل.

هؤلاء "الجبناء" من مقاتلي أسرة سعود لا ولم يتمتعوا بأي سجية أو سلوك في عدوانهم الأحمق يدل على شيء من الرجولة أو المروءة فهم لم يكتفوا باستهداف المدنيين الآمنين في منازلهم بأسلحة فتاكة ومحرمة دولياً والتعمد في قتل وتشريد الآلاف من السكان الأبرياء وتدمير مقومات الحياة والإمعان في تخريب البنى الأساسية الضرورية للحياة الآدمية في هذه البلاد، بل إنهم عمدوا إلى فرض حصار شامل على شعب اليمن ومنعوا وصول الماء والغذاء والدواء ومواد البنزين والمشتقات النفطية إلى أبناء الشعب قاطبة.. خوفاً وهلعاً على ما يبدو من قبل أولئك "المغاوير" من إبداء أي مقاومة يدركون في قرارة أنفسهم "المريضة" أنهم سينهارون أمامها مهما بلغت قوتهم ومعداتهم المتطورة ومهما بلغ الدعم العالمي لهذا العدوان السافر الذي كان مدفوع الثمن، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تمادى إلى استهداف وسائل الإعلام اليمنية التي تكافح أمام إمبراطوريات إعلام سعود الهائلة لإظهار ما أمكن من قبح وبشاعة العدوان فسفكوا دماء الإعلاميين ودمروا معدات القنوات كما حصل لقناة اليمن اليوم التي فقدت 4 من طاقمها في جريمة فج عطان الوحشية وكثيراً من إمكانياتها البشرية، وليت الأمر توقف عند هذا الحد، فها هو العدوان يسجل سقوطاً أخلاقياً آخر بإعلانه وقف ما أسماها "عاصفة الحزم" في الوقت الذي يواصل فيه العدوان عملياته الإجرامية ليلاً وصباحاً وإرسال صواريخه وقذائفه على منازل المواطنين والمرافق التعليمية والحيوية في سابقة لم يعرفها العالم من قبل.

ومع ذلك ها هو العدوان بآلته الحربية الضخمة يترنح أمام الدماء الزكية التي تراق يومياً على أرض اليمن الطاهرة من أطفال وشباب ونساء اليمن الذي دفعوا أرواحهم ثمناً لوطنهم ولكشف سوءات وأحقاد هذا العدوان الأرعن الذي أصبح يتخبط تائهاً في عملياته الوحشية ولا يجد سبيلاً لمواراة جريمة ارتكبتها آلته الإجرامية إلا بتسطير جريمة أخرى أشد وأفظع فداحة وجرماً.

ويبقى السؤال الكبير .. هل حقاً مات الضمير العالمي وخارت قواه أمام بريق أموال أسرة سعود المدنسة وماذا حل بهذا الضمير الإنساني حتى يشاهد كل هذه الجرائم الرهيبة ثم لا يكون له أي موقف من شأنه الانتصار لقيم الحياة ومبادئ السلام والخير والتسامح.. وإلى متى سيظل هذا النظام الأسري المتهالك ينفذ حرب الإبادة في حق شعب لا ذنب له إلا أنه أراد الحياة بكرامة على أرضه دون وصاية من أحد؟
ويستمر السقوط الأخلاقي لنظام أسرة سعود ومعه السقوط اليومي للضمير الإنساني في العالم.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل..ولانامت اعين الجبناء.

حول الموقع

سام برس