بقلم / عبد الله القاضي
اختتمت في العاصمة السعودية "الرياض"، ظهر يوم الثلاثاء 19/05/2015م، فعاليات "مؤتمر إنقاذ اليمن"، بحضور معظم القوى والأطراف السياسية اليمنية المؤيدة للشرعية.

وأصدر القائمون على المؤتمر، بيانا أكدوا على ضرورة المحافظة على الأمن والاستقرار ورفض الانقلاب واستعادة الدولة، والالتزام بالدستور، وإقامة دولة اتحادية وفق مخرجات الحوار الوطني.

لقد انعقد مؤتمر إنقاذ اليمن في الرياض - حسب قول القائمين عليه والمشاركين فيه "لإنقاذ اليمن" – وهو في حقيقة الأمر لدمار اليمن دماراً فوق دماره، فها هي بعد اختتام فعاليات المؤتمر بساعات تتواصل عمليات قصف طائرات التحالف لليمن وأهله، تدميراً للسلاح والبنية التحتية، وقتلاً وترويعاً للأبرياء، إضافةً لما يعانيه أهل اليمن من شدة المؤنة وغلاء أسعار السلع وانعدام المشتقات النفطية والخدمات نتيجة الاقتتال الداخلي الدائر بين حلفاء وعملاء طرفي الصراع الدولي الأنجلو أمريكي.

لقد لمس أهل اليمن على أرض الواقع نتائج مؤتمر الحوار الوطني، وما أوصلهم إليه من ويلات ومصائب وحروب نتيجة تغييب العقيدة الإسلامية عن المتحاورين كأساس لحوارهم، واعتمادهم لعقيدة فصل الدين عن الحياة في تحاورهم وفي أساس دستورهم، وقبولهم بالحلول الوسطية الترقيعية الآنية التي لا تأتي بالحلول الناجعة والمنتجة، وها هم متحاورو اليوم - مع تغيير بعض الوجوه - يكررون مأساة الأمس، حوار أساسه العلمانية الصريحة، وتحت رعاية وتوجيه الأمم المتحدة ومجلس أمنها الذين لا يرقبون فيكم يا أهل الإيمان والحكمة إلاً ولا ذمة، وحكام عملاء لا هم لهم إلا التنافس في خدمة أسيادهم الغرب الكافر، والسهر على حماية مصالحه مقابل كرسيِ معوج ودويلات كرتونية لا تثبت ساعة من نهار أمام إصراركم وعزيمتكم.

إن المؤمن يا أهل اليمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين فقد خيَّرنا المبعوث الأممي الأول بين القبول بالحوثي أو الحرب، وبعد أن أوصل البلاد إلى حالة الحرب كما ترون، إذا بالمبعوث الأممي الثاني يخيِّرنا بين الموافقة على مشاريع أمريكا ومن ثم الاكتفاء بما سال من دمائنا، وبين سفك المزيد منها!.

يا أهل الإيمان والحكمة: ألا يكفيكم ما حل بكم وبجميع المسلمين من كوارث وويلات؟! ألم تسأموا من ضنك العيش الذي حل بكم نتيجة إعراضكم عن ذكر ربكم؟! ألم تشتاقوا لحكم ربكم ونظامه؟! ما هكذا أراد ربكم عز وجل أن تكونوا، وبماذا ستواجهون غداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال فيكم: «الإيمان يمان والحكمة يمانية»؟!.

إن أهل الإيمان والحكمة الآن على مفترق طريق لا ثالث لهما، فإما حياة كريمة وعزة ومنعة وتمكين ورضوان من الله أكبر في ظل دولة خلافة على منهاج النبوة وعلينا أن نعمل لإقامتها، وأن ننبذ مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية والدولة الاتحادية التي تتمزق في ظلها البلاد وكذلك الدستور العلماني الذي لا يمت لعقيدتكم بصلة، وإما معيشة ضنكى وذلة وصغارٌ في الدنيا وخسران وعذاب في الآخرة ولن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين.
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
* عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير -اليمن

حول الموقع

سام برس