سام برس / متابعات

تحيي باكستان اليوم الثلاثاء بالذكرى الخامسة عشرة لإجراء تجاربها النووية، هذا اليوم من عام 1998م يمثل يوما عظيما في حياةو قلوب الشعب الباكستاني ولذلك أطلق علية ب"يوم التكبير" احتفاء بهذه الذكرى العظيمة.
وسيقام في وقت لاحق من اليوم حفل كبير بمدينة "لاهور" عاصمة إقليم بنجاب شرقي البلاد بهذا الصدد يكون فيه نواز شريف ضيفا للشرف.
وكانت باكستان قد أجرت خمس تجارب نووية في مثل هذا اليوم من عام 1998 ردا على تجارب جارتها الهند التي اختبرت قنابلها النووية في 11 و13 مايو من نفس العام.
وقامت سلطات العاصمة إسلام آباد بتزيين وتجميل مجسم جبل جاغي الذي تم إنشاؤه في أحد مداخل العاصمة بالقرب من منطقة "فيض آباد" وأنارته في الليل علما أن جبل "جاغي" يقع في إقليم بلوشستان حيث تم إجراء التجارب النووية عليه في عام 1998.
ويشار إلى أن باكستان حكومة وشعبا تنظم العديد من الاحتفاليات بهذه المناسبة في أرجاء البلاد لإبراز أهمية هذا اليوم التاريخي في تاريخها وللتعبير عن فرحة الشعب بيوم أصبحت فيه باكستان أول دولة إسلامية تمتلك قنابل نووية.
ويذكر أنه سيتم الاحتفال بهذا اليوم هذه المرة بلون مغاير لأن حكومة نواز شريف على وشك تولي حكم البلاد وكان نواز شريف هو الذي قد أمر بإجراء هذه التجارب ويذكر دائما في كلماته كمفخرة لحكومته.
وبدأت باكستان في العمل على تطوير برنامجها النووي تحت قيادة رئيس الوزراء الأسبق ذو الفقار علي بوتو.. وجاءت هذه الخطوة ردا على بدء الهند في تنمية برنامجها النووي.
ومن المعروف أن باكستان تتبع الأسلوب الصيني في تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم 235، وليس فصل البلوتونيوم 239، ما يسهل تماماً عمليات التعاون النووي والعلمي والفني والهندسي والكيماوي والإلكتروني بينهما.
وذكرت بعض التقارير أن الصين قد ساعدت باكستان فنياً في برنامجها النووي، ومن أمثلة ذلك إمدادها ب5000 مغناطيساً حلقياً لتطوير وحدات الطرد المركزي الخاصة بإغناء اليورانيوم ومساعدتها في تشييد وحدة استخلاص البلوتونيوم في كاسما بالبنجاب.
والجدير ذكره هنا أنه منذ الغزو السوفييتي لأفغانستان استأنفت الولايات المتحدة مساعدتها لباكستان على الرغم من مخالفة ذلك للقوانين الأمريكية .. وهكذا يكون البرنامج الباكستاني قد حظي بدعم دولتين نوويتين في أوقات مختلفة.
هذا وقد طورت صناعة الصواريخ الباكستانية بالتدريج شأنها في ذلك شأن الهند, فبدأت بالصواريخ البالستية القصيرة، ثم الصواريخ البالستية المتوسطة المدى، وتتابع باكستان برنامجها الصاروخي في تكتم ملحوظ سيصل بها "إن لم يكن قد وصل فعلا" إلى الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
هذا وقد شهد تطور البرنامج النووي الباكستاني عدة محطات من أبرزها:
1961م: إنشاء اللجنة الباكستانية للبحث الفضائي والجوي "سيوباركو".
1962م: بدأت سيوباركو في اختبار إطلاق صواريخ في المحيط الهندي.
1965م: تأسيس المعهد الباكستاني للتكنولوجيا والعلوم النووية.
1968م: الشروع في البحث النووي في مدينة راولبندي.
1970م: رفضت باكستان التوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
1974م: طورت سيوباركو قدراتها من أجل إنشاء مركبات صاروخية.
1978م: أعلن رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق ذو الفقار علي بوتو عن عزم بلاده تطوير السلاح النووي بعد أول تفجير نووي هندي.
1979م: اقترحت باكستان على الهند عدم امتلاك أو تصنيع الأسلحة النووية.
في العام 1980م قطعت الولايات المتحدة مساعدتها عن باكستان بسبب أنشطتها في مجال البحث النووي.. واقترحت باكستان على الهند إنشاء مفتشية هندية باكستانية للإشراف على البحث النووي.. كما اقترحت توقيع الدولتين المتزامن على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ودخول الدولتين المتزامن للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي 1981م أصبحت باكستان تمتلك صواريخ أرض/أرض من نوع حتف 1 وحتف 2. ويقدر مدى حتف 1 بمقدار 80 كلم وحمولة 500 كلغ.. بينما قدر مدى حتف 2 بمقدار 280 إلى 300 كلم وحمولته 500 كلغ.
وأكد تقرير صادر عن الولايات المتحدة في العام 1983م أن باكستان تمتلك برامج تطوير الأسلحة النووية، وفي السنة نفسها نشر كتاب القنبلة الإسلامية بالإنجليزية للعالم النووي الباكستاني الدكتور الفيزيائي عبد القدير خان.
وأكدت أميركا في عام 1984 عن وجود تجارب لإنتاج اليورانيوم المخصب بمدينة كهوتا "على بعد نصف ساعة من العاصمة إسلام آباد".. وفي 1986 حذر الرئيس الأميركي ريجان باكستان من تخصيب اليورانيوم أكثر من 5 في المائة.
فجرت باكستان انفجارا قويا ما بين 18 و21 سبتمبر1987، مما يعني -حسب بعض التقارير الغربية- امتلاكها لليورانيوم المخصب بنسبة 93.5 في المائة.. وقال الرئيس الباكستاني آنذاك ضياء الحق إن بمقدور باكستان امتلاك التكنولوجيا وعلى ذلك الأساس يمكن للعالم الإسلامي مشاركتها في ذلك.
فيما قال وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر إنه رغم اعتراض الولايات المتحدة فإن باكستان تواصل تفجيراتها النووية، فمصنع كهوتا لليورانيوم المخصب بمقدوره إنتاج القدر الكافي من الأسلحة النووية خلال سنة 1987.
1989: كشفت الأقمار التجسسية الأميركية عن وجود مصنع ثان لإنتاج اليورانيوم المخصب بباكستان.. وأكد د. عبد القدير خان ما ذكرته تقارير CIA عن إنتاج باكستان للقنبلة الذرية.. وصودرت كميات من اليورانيوم المخصب متجهة نحو باكستان في ألمانيا الغربية وفي سويسرا.. وفي نفس العام وقعت الصين وباكستان اتفاقية ستبيع بموجبها الصين لباكستان صواريخ من نوع M-11 وقاذفات للصواريخ.. وصنعت باكستان صواريخ ذات دفع وقودي.
في عام 1990م أعلن في شهر أبريل عن تجارب على حتف 1 وحتف 2، وقالت باكستان إن صناعتهما محلية في حين ذكرت تقارير غربية إن للصين دورا في إنشائها.. وظهر صاروخ حتف 2 لأول مرة للجمهور في عرض عسكري بمناسبة يوم باكستان الوطني "23 مارس" وهو محمول على قاذفة متحركة.
قامت باكستان برد فعل غير مباشر على مناورات القوات الهندية القريبة من حدودهما المشتركة عام 1991 بإنزال إحدى طائراتها العسكرية السبع من طراز C-130.. وتسلم الدكتور عبدالقدير خان منشئ القنبلة النووية الباكستانية جائزة الدولة.
في عام 1992م: اشترت باكستان الصاروخ النووي M-11 من الصين.. وفي نفس العام أنتجت باكستان ستة رؤوس نووية حسب تصريحات غربية.. ووقعت باكستان والهند اتفاقية مشتركة تلتزم بموجبها كلتا الدولتين بعدم مهاجمة المنشآت النووية للدولة الأخرى.
1996م: إنشاء جيل جديد من حتف 1 يسمى "حتف 1 أ" ويبلغ مداه 100 كلم.. واشترت باكستان 30 صاروخا بالستيا من الصين من بينها صواريخ من نوع M-11 التي يبلغ مداها 300 كلم بحمولة 800 كلغ.
وصرح رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في العام 1997 بأن قدرة باكستان النووية أصبحت حقيقة لا غبار عليها.. وبعد التفجيرات الهندية ما بين 11-14 مايو 1998 بدأ التحضير لإجراء التجارب النووية الباكستانية في مرتفعات جاكيا.. وفي 28 مايو 1998 أجرت باكستان خمسة تفجيرات نووية، وأعلن رئيس الوزراء نواز شريف عن إمكانية حمل الصاروخ "جوهري" المتوسط المدى رؤوساً نووية.
وبالرغم أن التفجيرات النووية الباكستانية أهلكت الحرث والنسل في مناطق جاغي ببلوشستان وما جاورها إثر التفجيرات الخمسة النووية حيث أادت الاشعاعات النووية والغبار النووي الى الآن في تشوه الأجنه وبوار الارض.. ورغم الاحتجاجات إلا أن باكستان عازمة على المواصلة إلى مبتغاها كدولة نووية.

حول الموقع

سام برس