بقلم / حمدي دوبلة
مذيعة قناة (العربية) منتهى الرمحي تلعثمت وظهر على وجهها علامات الحياء والخجل وعجزت عن الرد على ضيفها المحلل السياسي الخليجي والأكاديمي الذي يرأس مركزاً للدراسات والأبحاث وفقاً لتعريف (القناة) بهذا الضيف الذي راح بكل وقاحة وبجاحة يطالب دول العدوان بمسح محافظة صعدة من على جغرافيا الكرة الأرضية وقتل جميع سكانها دون استثناء بصواريخ وقذائف الطائرات الحديثة بعد أن وجه انتقادات لاذعة وشديدة للمنظمات الدولية ممن تتحدث عن الأوضاع الإنسانية والمعيشية الحرجة التي يعيشها أهل اليمن وضرورة البحث عن إيجاد معالجات ناجعة وسريعة لها باعتبارها حسب وجهة نظره قضايا ثانوية لا أهمية لها.

المذيعة الرمحي وهي المخضرمة بحكم عملها في ما يمكن تسميته بـ (الأكذبين) قناة العربية ومن قبلها قناة الجزيرة لم تجد رداً على هذا الطلب الشاذ غير مقاطعته بعبارات تحاول مواراة سوءاته وتجميل العدوان وإبراز أهدافه الإنسانية السامية في الدفاع عن الشرعية في اليمن والحفاظ على أمنه ووحدته وتأمين الحياة الكريمة لليمنيين قبل أن تختتم حوارها المثير مع ضيفها غريب الأطوار.

لاحت في تفكيري وأنا أرى وأسمع سخافات وترهات الأكاديمي الخليجي صورة حزينة لأحد ضحايا الغارة الوحشية التي نفذتها طائرات العدوان الآثم على سوق زبيد الأثري الشعبي قبل أيام , عندما فقد جميع أبنائه الثمانية الذين يعملون في بيع (القات) في تلك الغارة , وبحسب ما رواه لي بعض شهود عيان من أهل الثقة فقد قام الأب المفجوع برص جثامين أبنائه الشهداء أمامه وراح يطيل النظر إليهم لأكثر من 24 ساعة قبل أن يتدخل الناس لإقناعه بضرورة دفن الشهداء ومواراتهم الثرى من باب أن إكرام الميت دفنه.

بالتأكيد فإن هذه القصة المأساوية ومثلها الكثير والكثير من مآسي وويلات الناس جراء العدوان المقيت لا تعني شيئاً لهذا المحلل والأكاديمي ولأمثاله من دعاة القتل والتدمير , بل إن هؤلاء كما تفصح عن ذلك خطاباتهم وأقوالهم يجدون في جرائم القتل البشعة ما يشبع قليلاً من رغباتهم المريضة ونزعاتهم الشريرة وميولهم الجارف لإزهاق أرواح البشر وإراقة الدماء المحرمة ونسف وتدمير كل ما ينبض بالحياة.

وحقيقة لم يصدمني كثيراً طلب ودعوات هذا الشخص المريض بإبادة صعدة من على الوجود, فلعله يكون موتوراً وناقماً على كل ما هو يمني بعد كل هذا الصمود الأسطوري الذي أبداه الشعب اليمني الأصيل في مواجهة حقد ونقمة عدوان أشقائه الأعداء الذين على ما يبدو فقدوا أعصابهم وعقولهم وراحوا يتخبطون على غير هدى في أفعالهم وأقوالهم .. ولكن الصادم حقا ظهور يمنيين يحملون الجنسية اليمنية والجواز اليمني ويدعون انتماءهم لهذه الأرض الطيبة على شاشات العدوان ينبحون وينعقون بما هو أسوأ وأبشع مما قاله الأكاديمي الخليجي .

هؤلاء المرتزقة وقد وزعهم أسيادهم أعداء اليمن على مختلف البلدان منذ وقت مبكر على بدء العدوان لأداء هذا المهمة القذرة ما برحوا يصمون آذاننا ويرهقون مشاعرنا كل مساء في تلك الفضائيات يبررون للعدوان ويتغنون بمحاسنه وصنيعه الجميل تجاه اليمن وشعبه ..ومنهم من يرى في كل ما حصل في البلاد من خراب ودمار أمرا ليس كافيا ليذهب إلى ما هو أبعد من ذلك مطالباً بتنفيذ "البند السابع " ضد اليمن من أجل تطبيق القرار (2216 ) الذي تجاوزه الزمن والواقع " فهل لنا من بعد ما يقول هؤلاء أن نلوم مثل هذا الأكاديمي الخليجي وغيره من أشقائنا الأعداء؟

حول الموقع

سام برس