بقلم /احمد عبدالله الشاوش
تذكرنا مآسي ومجازر وتآمر " آل سعود " بالمثل العربي المشهور " جزاء سينمار" ذلك المهندس المعماري الرومي الرائع الذي شيد قصر " الخَورَنق" للنعمان بن أمرئ القيس مَثل أية في الجمال والروعة ، والدهشة والكمال وميز تلك

المدينة عن غيرها بذلك الصرح العظيم ..

وعندما رأى النعمان القصر " ذُهل "ونال اعجابه الشديد شاكراً " سينمار " وكعادته المريضة وطبعه الاجرامي

تولدت لدى الطاغية النعمان مشاعر الحقد والغيرة ، والانانية وحُب التملك والتفرد ونكران الجميل والإحسان ، سارع الى الاحتفال بطبعة اللئيم ونزوته الجامحة وجبروته الى رمي المهندس الرومي من اعلى القصر البديع ، بعد أن تم استدراجه " غدراً " في صورة من صور الجحود والكراهية ونقض المواثيق وفقدان الاصالة والنخوة العربية ، حتى لا يبني قصراً مثله لغيره ..

ووفق هذا السلوك المشين دأب حكام آل سعود الى عض الايادي التي أحسنت اليهم وأوتهم في نجد والحجاز رغم جينتهم الغريبة وعقليتهم التىآمرية وقلوبهم الأشد من الحجارة واصولهم المشكوك فيها تاريخياً وبقائهم على جماجم

الأبرياء والشرفاء.

ويسرد لنا التاريخ السياسي الكثير من المشاهد المؤلمة والصور المحزنة والاعمال المخزية لهذه الاسرة " المسعورة " التي رضعت أساليب الغدر والاحتيال والتزوير والتآمر والاستبدا د منذ ان جاء بها الاستعمار " البريطاني مدنساً بها أطهر بقاع الأرض ، وتنكرها لمحاسن ومآثر اليمنيين واياديهم البيضاء وفتوحاتهم المذهلة ورصيدهم الحضاري الضارب في أعماق التاريخ الإنساني وعطفهم على إخوانهم في " نجد والحجاز " أيام الشدة والمجاعة قبل اكتشاف واستخراج الثروة النفطية التي مدها بشحنات من السادية والغرور وتخريب الأوطان وتقمص شعار " الإسلام " وبندق السلفية ورصاصة الاخوان ومتفجرات داعش والقاعدة لقلب الأنظمة من الداخل.

ويكشف التاريخ مدى بشاعة ووحشية هذه النبتة الخبيثة في التهام نجد والحجاز والتآمر على مشايخها وحكامها ووجهائها واشرافها وتشويه سمعتهم بأطلاق الكفر والمجون زوراً والتنكر لكل من اغتر بهم ووقف معهم لتثبيت حكمهم الجائر القائم على القتل والخطف والاغتيال دون أي وازع ديني ، كما تآمرت على الكثير من الرؤساء والزعماء ومواقفها المشبوهة ضد العدو الاسرائيلي الغاصب ومراوغتها ضد العراق في حرب الخليج الأولى مع ايران رغم الدفاع عن الخليج وتنكرها لمصر وسوريا في حرب الخليج الثانية وغيرها من الحروب العبثية واخرها العدوان الوحشي على اليمن الذي قتل وشرد الالاف من الأطفال والنساء والرجال و حول أكثر من 16 مليون مواطن تحت خط الفقر امام مرآى ومسمع

ونفاق المجتمع الدولي الظالم الذي يوهم الشعوب عبر وسائل اعلامه ومنتدياته المظللة بأن الشعب اليمني مجرد مليشيات تابعة للحوثي وايران التي تسعى الى السيطرة على المنطقة ولابد من ابادت هذا الشعب الصامد ، في حين تعلم النخب السياسية والعسكرية والأمنية الأممية علم اليقين ان المجازر والابادة الجماعية لليمنيين ماهي الا نتاج لاستقلال القرار السيادي والسياسي بعد ان طرد الشعب اليمني عملاء ومرتزقة الرياض وواشنطن ولندن الذين حولوا سفاراتهم الى معبد تقدم فيه قيادات الأحزاب والمشايخ الولاء والطاعة وتنفذ طقوساً من المؤامرات لنهب ثروات الوطن و تجزئتة وبيعة في سوق النخاسة الدولي ، بعد ان فقد السفراء والسفهاء المتسكعين في محافظات و مدن وقرى اليمن نشاطهم المشبوه البعيد عن الأعراف الدبلوماسية واحترام سيادة الدول وصارت مسودة تعيين المناصب العلياء لليمنيين في أيديهم بغض النظر عن الذي يسيطر علىالأرض .

كل ذلك اثار حفيظة الشعب اليمني وشفع لجماعة الحوثيين القوة الصاعدة الجديدة التي التي اسقطت رهان الرياض واخواتها ورحب بها الاخوان المسلمين في الربيع العربي وفقاً للمقولة المشهورة في ساحات التغيير " حيا بهم حيابهم " وبعد ان تصدى الجيش واللجان الشعبية للعدوان السعو امريكي ، تحول قادة الاخوان والأحزاب التقدمية وبعض كوادرهم الى عملاء ومرتزقة وادلاء لتدمير الوطن مع العدوان نتيجة الفجور والحقد السياسي وسقوط المصالح الشخصية رغم ادراج الاخوان " المفلسين " على القائمة السوداء " مسجل خطر " من قبل حكام الرياض ورفض البعض الاخر من كوادر الإصلاح والأحزاب الاخرى الشرفاء الانغماس في مسلسل الخيانة العظمى.

وماان شعرت تلك اسرة آل سعود الخبيثة بنجاح العقل اليمني وتحويلات المغتربين اليمنيين في السبعينات والنهضة العمرانية الكبيرة وتسارع وتيرة البناء والتعليم وعجلة الاقتصاد والتنقيب عن النفط واستخراجه وحالة الاستقرار وجذب رؤوس الأموال وتوحيد اليمن ، والتحول الديمقراطي الفريد الذي ازعج حكام الخليج وفي طليعتهم " الرياض " وتخرج الالاف من الجامعات الى سوق العمل في الطب والهندسة والكيمياء والتدريس والرياضيات والتكنولوجيا وغيرها رغم صعوبة المعيشة وتسابق دول الخليج على احتواء هذه الكوادر والخبرات للاستفادة منها في جامعاتها ومؤسساتها الخاصة والحكومية بعقود مغرية حرمت البلاد منها ..حتى جُن جنون حكام الرياض وتحركت فيهم مشاعر الحقد والكراهية والتآمر والنكران والجحود لكل يد يمنية شريفة ساهمت في بناء المملكة وحولتها من الخيام والعشش الى مباني شامخة ومنجزات فريدة التقت فيها سواعد الجميع ولكنها لم تستطع في بناء العقلية السعودية المريضة، ولذلك سارعت الى تجنيد الكثير من المرتزقة اليمنيين المؤثرين في كافة المجالات واعتماد مرتبات شهرية مقابل تخريبهم لوطنهم وتدميرهم لمنجزاتهم من خلال تصفية الشهيد إبراهيم الحمدي رجل الدولة المدنية الحديثة وكبار الشخصيات الوطنية الشريفة الذين مثلوا ضمير الامة وصوت الشعب وحاولت الاجهاز على الوحدة بالاغتيالات وفتح الجبهات وحروب الاستنزاف بين اليمنيين حتى لاتقوم لهم قائمة لاسيما بعد ان نسقت مع قطر وواشنطن ولندن وتركيا في الربيع الصهيوني لهيكلة وتدمير الجيش اليمني ومقدراته ومنجزاته التي لاينكرها الا حاقد اوفاجر ومن ثم شن عدوانها بتحالف العديد من جيوش المرتزقة واساطيلهم .

ورغم ذلك الحشد الوحشي الا ان حكام آل سعود تولدت فيهم مشاعر الحقد والكراهية والانانية فجأة كما تولدت في النعمان بن امرىء القيس بالمعماري الرومي وسارعت الى إبادة اليمنيين ، وقد اتضحت حالاتها الهستيرية وجحودها

لـ " مصر " المتحالفة معها ضد اليمن بمجرد مقابلة اجرتها جريدة لبنانية مع الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل وصف فيها حقيقة ان النظام السعودي غير قابل للبقاء رغم انها وجهت نظر !!

حول الموقع

سام برس