بقلم حميد منصور القطواني
عندما اطلق التحالف السعودي عدوانه على اليمن عاصفة الحزم عنوانا لعملياته الإجرامية والعدوانية لاستهداف الشعب اليمني أرضا وإنسانا وتاريخا وهوية للوصول الى تقسيم اليمن كأمر واقع وبالقوة العسكرية بعدما عجزت أدواته في الداخل اليمني وفشلهم في تمرير مخطط تفتيت اليمن تحت عنوان الأقلمة المتمثلة في الرئيس الفار هادي وشركائه في الخيانة والفساد والإرهاب المركونين في إحدى مزابل الرياض .
المهم وما اريد التركيز عليه قراءة واقعية من وجهة نظري لحيثيات العمليات العسكرية وعنواينها وانعكاسها في الميدان ابتداء من ما أطلق عليه تسمية عاصفة الحزم سابقا وما تلاها من تسميات لا تُوصّف إلا بالغبية والسخيفة بما للكلمة من معنى، حيث كانت ركيكة المعنى و سطحية المدلول و فاشلة المراد فإطلاق عنوان عاصفة في نطاق جغرافي تضاريسه جبلية أمر يدعو الى السخرية و رسالة هزلية توحي للمتلقي من الوهلة الاولى ان من اطلق العنوان مقلد أعمى ومتأثر بالأفلام الكرتونية لا يعي الميدان ولا يجيد محاكاة الواقع ولا يعرف ماذا يريد .

ولا يدرك ان المعنى الواقعي لعنوان العاصفة في مناطق جبلية هو ان ال سعود وتحالفه كمن يحرث في الماء، فالمدلول الذهني يرتبط دائما بحقيقة تكسر العواصف عند اصطدامها بالجبال بل استحالة صمودها وفي المضمون الفعلي لم تكن سوى غيمة القت حملها بشكل عشوائي وبطريقة غلب عليها الشعور بالحقد والأنانية والتكبر ولم تحقق أي هدف واقعي يؤدي الى الحسم .

وبالنسبة لما اطلق عليها التحالف السعودي عنواناً السيل الجرار لتحرير صنعاء تبداء من مأرب وتنتهي بصنعاء.

و وفق المنطق فان العنوان هي الصورة بأبعادها المراد تشكيلها في ذهنية العدو والحليف بحيث تشمل مفرداتها ومضمونها المقاربة الذهنية في رسم الهدف العميق و الحرب النفسية و جاذبية المنطق و دمجها في عنوان يشمل زمانية الفعل ولا يتعارض مع الملامح الذهنية لطبيعة الجغرافيا المكانية للفعل .

وعليه فقد كان مشوه ومشوشا وسطحياً وغير منطقي او واقعي ويفتقر لأدنى مقاربة ذهنية ويوحي بان العقل المخطط والمقرر عبارة عن اشخاص هواة غير ناضجين فكريا ومعرفيا ولا يمتلكون ادنى المهارة والخبرة في هذا الجانب وعلى العكس يبدو جلياً أنهم لا يجدون الا ألعاب البلستيشن ليس تحاملاً او تجنياً ، فبالرغم من ما استخدمه التحالف من قوة أهلكت الحرث والنسل بعشرات الالف من الغارات الجوية طيلة اشهر، الا انها كانت من حيث المبداء والنتيجة تثير السخرية على القائمين بالتخطيط وقيادة للتحالف او العقل المخطط والذي اوكلت اليهم التخطيط في المرحلة الأخيرة ،ويدرك معنى ما سبق المتابعين والمراقبين لها والذين لديهم خبره ومعرفة بالديمغرافيا السياسية والعسكرية والاجتماعية وحتى الجغرافية لليمن واقعية التوصيف ومنطق النقد.

لنبداء من تسمية عملية تحرير صنعاء بالسيل الجرار ومنطقية جدوى عملياتها و عرضها على ما سبق ..

التسمية من حيث المبداء سخيفة ومضحكة و تثير السخرية بل والشفقة على القائمين بتخطيط هذه العملية وذلك لعلل كثيره اهما و ابرزها ان الهدف مبالغ فيه وغير واقعي ميدانياً واكبر من العنوان، والسقف النفسي فيه سطحي و دوني الأثر و تنعدم فيه أي مقاربة ذهنية للواقع الزماني او التجانس مع ملامح الطبيعة الجغرافية في نطاق الهدف المكاني.

لأنه لو أخذنا مفردة السيل من غير المعقول او المنطقي او الواقعي أن ينجح أي سيل مهما بلغ حجمه في التحرك من مناطق منخفضة وصحراوية الى مناطق مرتفعة وجبلية وهذا العنوان يتعارض معناه مع حيثيات إسقاطه و ينصدم مع العقل و المعرفة الفطرية لدى الإنسان الطبيعي وبالنسبة لسقفه المعنوي متدني بل هابط قياس بالعنوان الأول لعملية العاصفة كون المرحلة الحالية هي مرحلة تصعيدية.

أيضاً إطلاق مفردة السيل وفي منطقة مأرب بالذات امر يدعو الى الشفقة والسخرية بما تعنيه الكلمة من العقل المخطط للتحالف ويبدو ان قرار العلمية برمتها اتخذت على عجل ولم يراعي قادة التحالف عند قرارهم أبعاد التسمية وأثرها العكسي في الوعي الجمعي لدى قبائل مـأرب وارتباط معنى السيل في ذاكرتهم المتجددة بالدمار والهلاك على كل أسباب الحياة و الذي ألحقه السيل العرم على اجدادهم وما تبعها من معاناة و مشقة على الأجيال المتلاحقة الى ان اتى النفط فكان بمثابة المنقذ والمخلص لهم من مشقة الحياة ونكد العيش .

(وللعلم هذا ما يريده قادة المملكة لمأرب بل واليمن!!

كما ان هذا يظهر مستوى الارتجالية ومدى التخبط والعشوائية في سلوك المقرر من قادة ال سعود و التحالف وحجم الغباء والفشل لدى مقاولي التخطيط(الخبراء) وهذا نتيجة لحالة من اضطرابات نفسية سيطرت عليهم بسبب الخوف والقلق المتزايد من تطورات خطيرة داخل العمق السعودي أيضاً يظهر مدى شعورهم بالإحباط والفشل والخيبة والملل إن لم يمكن الشعور باليأس والهزيمة النفسية وهذا يحاكي الواقع الميداني ونتائجه المتلاحقة .

وفي نفس السياق لو أخذنا مفردة الجرار صحيح قد تأتي بمعنى كبير ولكن في الواقع اليمني وكون بعض المفردات لا ترتبط بمفهوم ومعنى ثابت ولا يحتكم مفهومها في الوعي الإنساني الا للمعطيات الحسية ومجريات الأحداث.

و إسقاطاً على المعطيات والنتائج والتطورات على الجبهة الحدودية من تراكم الاخبار المستمرة لدى المتلقي في اليمن وخارجه عن انتصارات القوات اليمنية وهزائم الجيش السعودي القائد للتحالف على أرضه وفرار جنوده يجرون اذيال الخيبة والهزيمة والفشل وبالصوت والصورة وهذا ما رسخ ويرسخ معنى مفردة جراراً للفشل والهزيمة والخيبة وارتبطت في ذهنية المتلقي العدو والصديق بوقائع الهزيمة والفشل للجيش السعودي امام انتصارات القوات اليمنية او (امام مليشيات الحوثي وصالح) والذي جعلها اكثر تأثيرا وأعمق فهماً واصبح المعنى البديهي المحسوس والتلقائي لمفردة جرارً لدى الناس في صورة واحدة معناها الجيش السعودي الجرار للفشل والهزيمة .

أما بالنسبة للمضمون الفعلي للعنوان فالهدف الرئيسي و تهيئة الظروف الواقعية لتحقيقه كانت ضئيلة أو متوسطة ولا نستخف بعدونا ولكن يظهر للمراقبين لسير المعركة والظروف التي يمر بها الميدان العسكري حقيقة ما أقوله و يدركون حجم التخبط و العشوائية والارتجالية الظاهرة والجلية لدى قادة المملكة السعودية.

وبغض النظر عن كم الذين تدربوا فلو افترضنا بأنهم دربوا عشرة ألاف مثلاً على استخدم المدرعات بأنواعها وهذا الجديد والباقي اليمنيون مقاتلون بالفطرة في المقابل وهذا ما على المخطط الهاوي أن يدركه بان الطرف الأخر المتمثل في قيادة الجيش واللجان الشعبية والقبائل اليمنية قد دربوا و أهلوا أضعافهم على تدميرها والتعامل معها باحترافية وبالنسبة للجو فقد تكيف هذا الطرف على التعامل معه في مختلف الظروف وادخل عقيدة عسكرية جديدة تتناسب مع التطورات .

وما استطيع الجزم به ان الجانب اليمني الذي يمثله الجيش واللجان لا يحتاجون لسحب جندي واحد من الحدود الشمالية او من أي جبهة أخرى لسبب بسيط ان الإعداد والتأهيل والتجهيز للقوات اليمنية في جبهتيها الداخلية والخارجية تمت على مسارين منفصلين ومستقلين تماما ما عدا التطعيم النوعي فقط ومازالت عملية الإعداد لكل مسار على قدم وساق استعدادا لسيناريوهات معقدة و مواجهة أي تطورات او متغيرات تحصل في كل الظروف سواء في شرق اليمن او غربه او أي منطقة يمنية مستهدفة .

و من ملاحظتي لسلوك وأفاق الفكر ومدراك العقل لقيادة الثورة والقوات اليمنية بكل وحداتها التقليدية والنوعية والوحدات المستحدثة طيلة أشهر خمسة والكتلة الصلبة العقائدية في الجيش واللجان الشعبية وعملية التحديث النوعية والكمية في كل الجوانب التنظيمية و التسليحية والأمنية و العملياتيه وعلى كل المستويات وتحديث العقيدة العسكرية النظامية وشبه النظامية والشعبية و المستمرة للقوات اليمنية والتي عززت من التماسك الأسطوري وكان كمن تم بناءه من الصفر بحيث تم تشكليه وإعداده وبناءه في ظروف الحديد والنار وفضاء سياسي مريح غير معرقل وهذا يجعل القوات اليمنية مستقبلا من أقوى و أرقى و أعظم الجيوش في المنطقة وسوف يكسب احترام العالم عسكريين ومدنيين .

وما استطيع قوله هنا أن الاستراتيجية القادمة للقوات اليمنية في مواجهة مرتزقة السعودية القادمين من العبر يمكن وصفها بالرمال المتحركة فعلا إن لم يكن قولا وسوف يكون حال ومصير مرتزقة السعودية و دروعهم مصير من يذهب بقدميه للهلاك تحت جبال الرمل المتحركة .

وعلى ما اعتقد أن لدى قيادة القوات اليمنية مساحة حرة ومريحة لتحديد مسرح العمليات القتالية والقدرة التكتيكية على الثبات او الاستدراج الشامل أو الجزئي .

"الا سيل الجبل دمكم يا اهل التواطي " الحكيم اليماني الحُميد بن منصور

(homid95@gmail.com)

حول الموقع

سام برس