بقلم / جميل مفرح
بدأت مملكة الشر عدوانها على بلادنا وفي واجهة مبرراتها لهذا العدوان التصدي للتمدد الإيراني في المنطقة واشتغل إعلامها الآخر المشترى من قبلها على ذلك الهدف أو الغرض والترويج له بطريقة مركزة ودقيقة حتى أًصبح الكثيرون وفي مقدمتهم يمنيون بعض من اليقين بمكان بتلك الفكرة وبعض على مشارف الإيمان بها وقريباً من الإدراك بتواجد إيران في اليمن وكونها هدفا لتلك الحرب التي عاثت فساداً وعلت جرماً في حق اليمن واليمنيين مستهدفة الشعب اليمني ومقدراته وكل التفاصيل المتعلقة بحياته وبقائه وسرعان ما تبخرت أو تلاشت فكرة استهداف إيران لتحل محلها أفكار أخرى منها إعادة الشرعية للرئيس الفار هادي ونظامه المهلهل والمتداعي!!
نقلا عن صحيفة الثورة

تلك الأفكار وغيرها ما تزال تراوح بين عشية وضحاها وتعاود البروز بين فينة وأخرى حسب متطلبات ومتغيرات الأحداث والواقع الذي تواجهه السعودية في هذه الحرب الظالمة والتي تعد وستظل تعد إحدى أكبر خطاياها التي لن تداوى ولن يغفر لها, والمشكلة التي تبرز في موضوع كهذا تكمن في كيفية تعامل اليمنيين مع تلك الأفكار وأخص هنا من اليمنيين السياسيين الذين لا يعنيهم الواقع بكل ما فيه ولا الحقيقة أيا كانت ما لم تكن مصالحهم الشخصية في الكامن والظاهر من تلك المتغيرات ولا يحرك عواصفهم ولا انتماءهم ولا حتى عقولهم وتفكيرهم شيء ما لم يكونوا في قائمة المستفيدين من تلك الأحداث والمتغيرات وإن تكن النتيجة إفناء وتدمير كل ما هو حي وقائم على أرض الوطن!!

أنا لا يحزنني بالمرة حين أجد بعض العامة يرددون تلك المقولات والأفكار المتعلقة مثلاً بالتواجد الإيراني في اليمن ولا ألوم الناس البسطاء على التفكير بهذه الطريقة ولكن ما يوقد غيظي وحزني في آن واحد أن يتبنى مثل تلك الأفكار أشخاص من ذوي الثقافة السياسية المناسبة التي تهيئهم للتعامل مع الأحداث بواقعية أكثر وقراءة الواقع بجلاء ودراية, خصوصاً مع ما تكشفه الوقائع والمتواليات من يوم لآخر من حقائق لا يخطئها اللبيب!! ففي هذه الحالة يتضح بقوة أن تلك الشخصيات التي من المفترض أن تكون نخبا وقادة رأي وفعل وطنيين أصبحت واحدة من أدوات عدوان ظالم يستخدمها ويدوس على رقابها ويتفضل عليها بفتات لا يستحق أبداً تفريطها بحيائها وانتمائها وبوطن كبير لا يستحق ما يبدر منها من خيانات كريهة!!

سياسيون .. أساتذة جامعة.. مثقفون .. إعلاميون .. ناشطون وكتاب وإن كانوا قلة إلا أنهم في الحقيقة يعدون خسارة وتعد أعمالهم وتصرفاتهم مبعثا للخزي والعار وهم يبررون العدوان الخارجي على وطنهم.. أشعر أحياناً بالخزي حقا وبالعار حين أرى أو أسمع وأتابع أحدهم وهو يهذي بتلك الافتراءات والدعاوى والمعلومات التي يعرفون جيداً حتى هم أنفسهم أنها عارية عن الصحة وأنها مبعث خزي وعار في حقهم وفي حق وطنهم وأن ما يجعلهم يتبنونها ويبثون سمومها أكثر عاراً وخزيا ويعرفون جيداً في بواطنهم أنهم في مقام الخيانة والارتهان لمعتد خارجي بغي يستخدمهم لتحقيق مصالحه وسيأتي يوم يبصقهم أو يركلهم بكعب قدمه بعد أن يحقق ذلك!!

بالفعل أمر محزن للغاية ما يحدث من قبل تلك الزمرة التي ارتضت لنفسها أن تكون خنجراً مسموماً في يد العدو.. خنجراً قريبا ما سيلفه الصدأ ويغدو عديم الفائدة وسيتم قريبا التخلص منه ولن يكون له من قرار أو نهاية سوى مكب النفايات!!

كيف سمح أولئك لأنفسهم أن يكونوا في ذلك الموقف الدنيء والحقير؟! وكيف هانت عليهم أنفسهم قبل أن يهون عليهم وطنهم الذي جعلوا من أنفسهم بساطا على بابه تدوس عليه الأحذية المتسخة التي تقصد الوطن فتزيدها اتساخاً وتتسخ بمرورها؟!

يا إلهي كم أشعر بالغيظ مما يفعله أولئك المرتزقة السيئون وكم أشعر بالشفقة عليهم أيضا من أنفسهم حين يواجهونها بكل هذا العار والخزي!!

حول الموقع

سام برس