بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
في ظل غياب القيم ، تحول العالم الى غابة من الوحوش ومصاصي الدماء في سبيل الحصول على المال السحت الذي من خلاله تمكن النظام السعودي القاتل للإنسانية ان يشتري ذمم سماسرة المجتمع الدولي الماجن في مجال السياسة والقانون والاعلام والدين والاقتصاد ، وان يخدر ضمير العدالة الدولية بالمليارات في مشاهد مأساوية بدأت بالعراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن مجسدة قمة الحقارة والافلاس ، التي ساهمت في سقوط منظومة مبادى العدالة والحرية والديمقراطية والمساواة التي ثارت من أجل تحقيقها الشعوب الأوروبية ، ورغم ذلك الإفلاس ، مايزال هناك تفاؤل كبير وامل بلاحدود في السقوط المريع لذلك النظام الفاشي والعدوان الجائر .

ولذلك لم يكن الموقف الأمريكي والبريطاني مستغرباً من قبل الشعب اليمني ودول العالم في تفاعله مع مشروع القرار " الهولندي " المقدم الى مجلس الامن الدولي لتشكيل لجنة تحقيق دولية ، لكشف جرائم العدوان السعودي وعصابته التي أمعنت في إبادة وتشريد الالاف من اليمنيين ، لاسيما بعد استهداف عمال ومهندسي محطة المخا وحفلات الاعراس في ذُباب ومجالس العزاء في المدن ومساكن المدنيين بالصواريخ والقنابل المحرمة دولياً ، لان العاقل والمنصف يعرف مقدماً مواقف واستراتيجية الإدارة الامريكية والدولة العجوز التي نبتت على أنهار من الدماء والجماجم والاشلاء في سبيل امبراطوريتها الزائفة وتحقيق أكبر قدر من المصالح الغير مشروعة بدليل ماتعرضة الهنود الحمر من حرب إبادة والفيتناميين واليمنيين في جنوب الوطن وشعوب أخرى .

غير ان مايثر الصدمة حتى النخاع واحدث شلالاً كبيراً في منظومة القيم الإنسانية وهز ثقة اليمنيين والعالم هو الموقف الهولندي المبتذل الذي أستغل قضية أنسانية بكل ماتعنية الكلمة ، واخذ على عاتقه لواء العدالة والانتصاف والدفاع عن جرائم إبادة اليمنيين امام المجتمع الدولي ليكتشف العالم حالة من حالات التظليل والتزوير والابتزاز والمساومة والاتفاق مع النظام السعودي من اجل حفنة من أموال الرياض المسعورة للتغطية على جرائم آل سعود مقابل سحب المشروع الذي قدمته للأمم المتحدة والمتاجرة ببني البشر وتقديمهم قرابين للجلاد والقاتل والسفاح .

ورغم ذلك تكشف لنا كل ثانية ودقيقة وساعة مدى بشاعة ووقاحة الدول العظمى ومنظمات المجتمع المدني المفرخة وخدام العم سام من الاوربيين والدول الصغرى المتاجرة بحقوق الانسان والمفجرة للحروب والمستثمرة للازمات والذارفة لدموع الشياطين.

ورغم ذلك الطغيان وتزييف الحقائق ومحاولة اغواء الرأي العام وعملية البيع والشراء والتستر على القتلة سنظل نراهن على انتصار القيم وتفاعل كل الشرفاء مع قضايا الإنسانية في فضح تجار الحروب ومتابعة جرائم الإبادة في كل مكان وملاحقة القتلة وتقديمهم الى المحاكم الدولية لينالوا عقابهم الرادع أياً كانوا ، مستمدين تلك القوة والثقة والعدالة من الله عز وجل الذي حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين البشر ، فهل تعتبر هولندا والعم سام ودول أوروبا في ايقاظ الضمير والعودة الى القيم الانسانية ووقف مجازر ملالي آل سعود وقطر والامارات وتركيا في سوريا والعراق واليمن لحفظ قطرات الدم ، وهل آن الأوان لدمى الجامعة العربية التي أصبحت تسبح على مدار الساعة بحمد حكام نجد وعزبة قطر التحرر من عبدة الشيطان والامتثال لقوانين الجامعة مالم فان ان دماء الشعوب لعنة في رقاب الجميع الى يوم الدين ، وان الأيام سجال والظلم ظلمات وان الامبراطوريات تندثر في لمح البصر والثارات والاحقاد تورث للأجيال فهل من عاقل وحكيم ؟.
shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس