سُئل رسول الله عليه وآله أفضل الصلاة والسلام عن امرأة صوامة قوامة كثيرة العبادة والتعبد غير أنها تؤذي جيرانها فقال الرسول الكريم "هي في النار".

رسول الرحمة والإنسانية الذي أخبرنا بأن ملاك الوحي جبريل عليه السلام ظل يوصيه بالجار حتى ظن أنه سيورثه أراد أن يعلم أمته المحمدية بأن العبادات مهما عظُمت فهي لا تساوي شيئاً أمام الأخلاق والمعاملات الحسنة التي على الناس أن يتحلوا بها مع بعضهم البعض ويزداد الأمر أهمية وفضلاً عندما يتعلق بالجيران والأقربين، لذلك ورد في الحديث الشريف الذي يقول فيما معناه لا يؤمن أحدكم حتى يأمن جاره بوائقه.

تلك المرأة التعيسة لم يشفع لها حسن عبادتها وكثرة صلاتها وصيامها وكان مصيرها إلى النار لأنها فقط تؤذي جيرانها باللسان وبعض التصرفات والسلوكيات الهامشية فهي بطبيعة الحال لم تمارس القتل على نطاق واسع بحق جيرانها ولم تحاصرهم ولم تقصف مستشفياتهم ولم تدمر مرافقهم الخدمية ومؤسساتهم المدنية ولم تستهدف بسلاحها الفتاك كل شيء أمامها سواء كان بشراً أو حجراً أو شجراً..

كما أنها لم تقطع الطرقات ولم تهدم المنازل على رؤوس ساكنيها ولم تخرب الجسور والأنفاق.. ولم يصل خبثها لدرجة تستهدف منازل الآمنين في المدن والقرى في ظلمات الليالي وأوقات السحر لتزهق أرواح الأبرياء وتروع الأطفال والنساء... وكبار السن ولم تفسد في الأرض بعد إصلاحها ولم تنشر الخراب والدمار في كل مكان يخص ممتلكات جيرانها.

كما أن هذه المرأة التي استحقت بجدارة لقب " الجارة السوء" لم تحرم جيرانها وتمنع عنهم وصول الغذاء والدواء وكل مواد وأساسيات الحياة ولم تنفذ بكل عزيمة واصرار حرب إبادة شاملة بحق جيرانها.. كما أن هذه السيدة العاثرة الحظ والسيئة المنقلب والتي اقترن مصيرها بنار جهنم والعياذ بالله حتى وهي لا تزال على قيد الحياة لم تؤلب العالم على قتل وعداء جيرانها.

ولم تستخدم نفوذها وأموالها الطائلة في سبيل الحاق الأذى بهم والاضرار بحياتهم وقوت أطفالهم ولم تستأجر أوباش الناس وأراذل الخلق من المرتزقة والقتلة المأجورين لقتل هؤلاء الجيران ونشر الخراب والدمار في ديارهم.

فياتُرى كيف سيكون مصير ومآل جارة السوء هذه وقد أقدمت ولا تزال على كل تلك الجرائم بحق جيرانها الفقراء المؤمنين والمسالمين والمتضرعين إلى الخالق العظيم في كل وقت وحين يسألونه الإنصاف والقصاص لهم من مرتكبة كل تلك الجرائم البشعة؟ّ

حول الموقع

سام برس