بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
من المفارقات العجيبة أن تجد تنوع بلاحدود في وجهات النظر السياسية والفكرية التي يتبناها السواد الأعظم من أبناء وساكني مدينة تعز الحالمة .. ذلك التنوع المثير والملفت للنظر حير الكثير من اليمنيين ، كونه ينطلق من قاعدة ثقافية ونتاج معرفي متأصل وضارب في جذور تاريخ المدينة التي كانت ومازالت وستظل مركز أشاع حضاري في كافة جوانب الحياة .. هذا المزيج وتلك الخلطة وذلك التلاقح البشري والفكري الحر أنتج رؤى متعددة جسدت لنا خلاصة الخلاصة في وجهات النظر .

ولذلك لا غرابة أن نجد ذلك الفكر الخلاق الحر الذي أعجز الكثير من مراكز القوى من احتواء هذه المدينة أو تطويعها اولجم مفكريها بمختلف اتجاهاتهم السياسية والفكرية ، وعجز ترزي السلطة وخياط القبيلة ورموز القوى العابثة من اختزالها في تصميم أو إعادة تفصيلها وفق " الهوى ".

تعز .. هي الثورة ، والجمهورية ، والسلال ، والارياني ، والحمدي ، وسالمين ، وفتاح ، وعلي ناصر محمد ، وعلي عبدالله صالح ، وهادي ، وبحاح ، والبعث والاشتراكي والناصري والاصلاحي والمؤتمر والحوثي ، والشافعي ، والزيدي والصوفي ،،.

تعز .. هي مدينة العلم والادب والفن والسياسة و النضال الوطني ، وتسمع فيها صوت الحق والباطل والحكمة والجنون ، ولذلك فالمدينة الحالمة تحمل كل المتناقضات واشبه بمدينة الجن والملائكة ، ولاغرابة في ذلك ، فمجرد الحديث في مقيل أونقاش في مؤسسة او تناول كأس من الشاي في بوفية " مدهش" بمنطقة التحرير بالعاصمة صنعاء مع بعض الحضور تجد قمة التأييد للرئيس السابق صالح والآخر للرئيس هادي وثالث لبحاح ورابع للحوثي وآخر يلعن الكل ، بمعنى ان تعز خلطة ذات معايير ومواصفات ونكهات عجيبة ونفس طويل ، ولوحة فسيفساء تمثل نبض وطن لاحتوائها ابن التربة ومأرب وعدن والجوف وذمار وحضرموت وصنعاء والحديدة وابين وشبوة والبيضاء وريمة ،، .

ولذلك فأن تأديب هذه المدينة الفاضلة من قبل مراكز القوى العابثة والدول الإقليمية والدولية لمواقفها الثورية وكفاح أبنائها منذ الازل واطلاق شرارة التغيير لن يجدي رغم الدمار و القتل والتشريد والحصار و من الصعب أختزالها اوصهرها او استثمارها في قالب الطغيان لانها بمثابة الجمر التي تعتليه أوراق القش ، وأقرب الى الاعصار.

Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس