بقلم / حمدي دوبلة
■.. عادل الجبير وأحمد عسيري هما الشخصان الأكثر ظهورا وشهرة في المشهد السعودي في الآونة الأخيرة والأصدق تعبيرا عن نظام أسرة "سعود" المتهالك وهو في عبايته الجديدة تحت قيادة "البزرين".

وللأمانة والانصاف فإن هذين الرجلين وبما امتلكاه من مهارات نادرة أحسنا لدرجة الإجادة والاتقان في تجسيد ضعف وهوان وهشاشة النظام السعودي سواء كان ذلك في الجانب السياسي او المجال العسكري وكيف أن هذا النظام الاسري المتسلط قد امسى باهتا وبائسا رغم ثرائه الفاحش ورغم فتحه خزائن المملكة على مصراعيها امام العالم دون ان تستطيع كل تلك الأموال أن تخفي شيئا من قبح وبشاعة هذا النظام الباحث بطيش وجنون المراهقين عن عظمة زائفة ومكانة مرموقة بين الأمم معتمدا في ذلك على سياسة توزيع الأموال ونهج البطش بالأبرياء وممارسة جرائم القتل والتخريب على أكبر نطاق ممكن في حق أشقائه الفقراء سواء في اليمن الذي أعطاه العالم وبصورة علنية سافرة ومباشرة حق التنكيل بشعبه الجريح المحروم نظير أموال طائلة أنفقت وصفقات وعقود تجارية
وعسكرية اُبرمت مع مختلف أنظمة الدنيا أو بطريقة غير مباشرة في سوريا وليبيا والعراق ولبنان من خلال دعم التنظيمات الارهابية والتخريبية والعمل الدؤوب على ضرب استقرارها وقتل وتشريد ابنائها دون وجه حق.

فالجبير الذي قيل عنه بأنه يجيد خمس لغات عالمية كبرى واسهبت ابواق نظام أسرة سعود طويلا في ابراز مواهبه ونجاحاته الديبلوماسية الخارقة لم يسمع منه العالم منذ توليه قيادة الخارجية السعودية قبل اشهر عديدة غير جملة واحدة أصبح يحفظهاالصغير قبل الكبير ومفادها ان لا دور للرئيس الأسد في مستقبل سوريا وان عليهالرحيل سلما أو بعمل عسكري ستقوده مملكته كما يريد أن يقول على ما يبدو وان اي تسوية سياسية في سوريا يجب أن تتم وفق مرجعية جنيف1.

هذا القزم "المريد" اعتاد الناس على رؤيته في كل اجتماعات ولقاءات الدول الكبرى وكأن حضوره الدائم هذا إنما يندرج كما يعلق أحد الخبثاء في إطار الكرم السعودي اللامحدود وان مهمة الوزير الجبير تقتصر فعليا على القيام بواجب دفع قيمة الفواتير والالتزامات المالية المترتبة على انعقاد مثل هذه اللقاءات لكنه يحرص عقب كل لقاء على الظهور أمام كاميرات الاعلام ليدلي مجددا بالعبارة اياها حول الأسد وجنيف1والتي تبقى على حالها الجامد والممل مهما كانت التغيرات وطبيعة التطورات السياسية والعسكرية من حول معالي الوزير ومملكته التي لا تعطي بالا لما يستجد على الارض بعد أن ترسخت قناعتها حسب ما يظهر بأن المال هو القادر الوحيد على فعل كل شيء في هذا العالم الذي كثر فيه المتشدقون بالحقوق والحريات الانسانية لكنه يتحول امام بريقه وجاذبيته الى عبد ذليل ومتربص جاد للانقضاض عليه حتى ولوكان ذلك على حساب دماء
الشعوب ومفاهيم ومبادئ الانسانية.

هذا ما يتعلق بالمجال السياسي والدبلوماسي الذي يتزعمه المبدع جبير أما في الجانب الحربي وبطولات "سعود" فيظهر اسم عسيري وعن هذا الكميت الاحمس حدث ولا حرج فعنده فقط يحقق اسياده من صبية نجد انتصارات ساحقة وحاسمة في اليمن تفوق حتى انتصارات اسيادهم في واشنطن وانجازات حربها في افغانستان منذ سنين عديدة.

والحق يقال فان عسيري يظل اكثر قدرة وكفاءة من نظيره الجبير في صنع الانتصارات الوهمية وسرد الاكاذيب واخفاء الهزائم المذلة التي يتجرعها العدوان وجنوده ومرتزقته في مختلف الجبهات والمحاور على أيدي بواسل اليمن قليلي العدة والعتاد..

كما ان أسود الوجه والقلب هذا لا يتحرج ولا يتعرق وجهه خجلا وهو يسوق التبريرات والحجج الركيكة في استهداف طائرات "سعود" للأبرياء من الاطفال والنساء والصيادين وقصف المنازل والمدارس والمستشفيات وتدمير الطرق والجسور وتخريب البنى التحتيةالعامة والخاصة وضرب كل شيء يتصل بقوت الناس ووسائل معيشتهم وبعد كل ذلك يتحدث عن انتصارات ومكاسب عسكرية غير مسبوقة وحقا(إذا لم تستح فاصنع ما شئت).

ويبقى القول بأن الجبير وعسيري رمزان معبران عن نظام مملكة الفساد والجنون تحت مرة "البزرين" النافذين ولعله يكون آخر عهود هذه الاسرة الطاغية وما ذلك على الله بعزيز.

حول الموقع

سام برس