سام برس
تكليف ديمستورا بتشكيل وفد المعارضة السورية المفاوض هل يعني الغاء قرارات مؤتمر الرياض؟ وهل الخلاف على شخصية رياض حجاب “الرئيس المقبل” ام تغيب مناع وجميل ومسلم؟ وماذا حدث بلائحة الارهاب “الاردنية”؟

من المفترض، ووفق البيان الذي اصدره اجتماع فيينا الموسع، وقرار مجلس الامن الدولي 2254، الذي وضع خريطة طريق للتوصل الى حل سياسي للازمة السورية، من المفترض ان تبدأ المفاوضات بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة مطلع العام الجديد، اي بعد بضعة ايام للاتفاق على وقف لاطلاق النار، وتشكيل حكومة انتقالية، تمهد لوضع دستور جديد، واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
المفترض شيء، وما يجري في الكواليس شيء آخر، فبعد اسبوع تقريبا من صدور قرار مجلس الامن، ما زالت الخلافات على اشدها حول قضيتين رئيسيين:

الاولى: تشكيل وفد المعارضة السوري الذي سيتفاوض مع النظام، واعلن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي مع نظيره القطري الزائر لموسكو، انه حتى هذه اللحظة (الجمعة) لم يتم الاتفاق على اعضاء هذا الوفد وعدد المنضويين تحت لوائه.

الثانية: لائحة اسماء التنظيمات والجماعات الارهابية في سورية التي ستتوحد الجهود الدولية لمحاربتها، فهناك اتفاق على وضع “الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة” على قمة هذه اللائحة، ولكن هناك خلافات ايضا على جبهات ومنظمات اخرى، ابرزها “حزب الله” و”فيلق القدس″، وهدد الجانب الايراني من الانسحاب من مجموعة جنيف اذا تقرر اضافة هذين التنظيمين المدعومين من ايران على قائمىة الـ 176 منظمة ارهابية التي اعدها الاردن، وتنصل منها لاحقا وزير خارجيته السيد ناصر جودة، عندما قال “انها حصيلة مواقف وقوائم عدة دول”.

هناك انباء تتحدث حاليا عن توافق امريكي روسي على تكليف المبعوث الدولي استيفان ديمستورا بمهمة تشكيل وفد المعارضة السوري الذي سيتفاوض مع النظام، وهذا يعني رفضا مبطنا لتركيبة الوفد التي تمخضت عن مؤتمر الرياض قبل اسبوعين، الذي اختار هيئة اشراف على المفاوضات، وتسمية عشرين عضوا مفاوضا.
نقطة ضعف مؤتمر الرياض، حسب معارضي نتائجه، ومن بينهم الروس استثنائه لبعض الجماعات السورية المعارضة في الداخل، مثل السيد قدري جميل، وكذلك الدكتور هيثم مناع، امين عام تيار “قمح” المقرب من القاهرة، علاوة على السيد صالح مسلم، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

وجاء اختيار السيد رياض حجاب رئيس الوزراء المنشق رئيسا للهيئة العليا للاشراف على الوفد المفاوض ليثير خلافات عديدة في اوساط المعارضة السورية حول هذا الاختيار، فالرجل، في نظر المعترضين، جديد على المعارضة، وكان رئيسا لوزراء حكومة النظام قبل انشقاقه، وذهب البعض الى درجة القول ان تزعمه للوفد المفاوض باسم المعارضة يعني ان النظام يفاوض نفسه.

تكليف ديمستورا بتسمية الوفد اذا تأكد يعني سحب البساط من تحت اقدام مؤتمر الرياض، وعدم الاخذ بلائحة الارهاب التي اعدها النظام الاردني، وتكليف لجنة من عدة دول بينها روسيا وتركيا والسعودية، يعني ان الدور العربي في المفاوضات السورية، وخريطة الطريق لحل الازمة تراجع بشكل ملموس، وان لافروف استطاع مرة اخرى ان يفرض رأيه حول طبيعة تشكيل الوفد المفاوض ووضع “فيتو” على قائمة الارهاب المقترحة اردنيا.

الخلافات متوقعة على اي حال، وليست مفاجئة، فالقضية السورية معقدة، وهناك 17 دولة مشاركة في العملية السياسية، وكل دولة لها انصار وجماعات تدعمها في اوساط المعارضة، كما ان نظرة هذه الدول، والعظمى منها خاصة، الى خريطة الطريق للتسوية وكيفية تطبيقها على الارض تختلف، بل وتصطدم احيانا، مع وجهات نظر اخرى.

الهجوم على “الدولة الاسلامية” انطلاقا من مدينة الرمادي بدأ قبل ان تبدأ المفاوضات، وتطبيق الخطوط العريضة لخريطة الطريق، ولكن التشاحن على جلد الدب قبل صيده بدأ ايضا بشكل متواز، ولذلك علينا ان نتوقع الكثير من المفاجآت والخلافات في الاسابيع المقبلة، خاصة في اوساط المعارضة السورية، او بينها وبين الدول الداعمة لها، والايام بيننا.
نقلا عن “راي اليوم”

حول الموقع

سام برس