بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
حالة من الرعب والفزع تسيطر على الدول الاوربية التي صار فيها المواطن أكثر ذُعراً ، بعد العمليات الإرهابية في باريس من قبل تنظيمي " داعش" والقاعدة ومسلسل التهديدات ، مما فرض على أوروبا دق ناقوس الخطر وإعلان حالة الطوارئ الذي رافقها العديد من التجاوزات الغير قانونية ، نتيجة لتدفق الاعداد المهولة للاجئين السوريين عبر قوارب وسفن وشاحنات مافيا التهريب.

وفي محاولة للسيطرة على الاعصار السوري وضبط أزمة اللجوء السياسي الذي أثقل كاهل أوروبا وترتب عليه عدد من المخاوف الأمنية والاجتماعية والسياسية ، سارعت بريطانيا الى عقد المؤتمر الدولي الرابع للمانحين في " لندن" والذي جمعت فيه أكثر من 10 مليار دولار لوضع حلول لمساعدة اللاجئين السوريين .

مخاوف طبيعية تخالج أوروبا وفي مقدمتها المانيا وفرنسا ولندن وبقية الدول الناعمة التي يعيش فيها المواطن حالة من الرفاهية والتعايش والاستقرار، إلا ان تعمد الاعلام الدولي في تهييج المجتمع الأوربي ورسم صورة سوداوية عن مئات الالاف من اللاجئين الهاربين من جحيم الحرب ، دفع ثمنها أطفال ونساء وشباب سوريا الناجين من عمليات الإبادة المنظمة نتيجة للصراع الدموي القذر في سوريا على السلطة ومجازر ومذابح داعش والقاعدة التي ساهم الغرب في صناعتها واحتضانها أوغض الطرف عنها منذ نعومة اظافرها .

ومع ذلك فأن أوروبا تتحمل جزء من المسؤولية الأخلاقية والسياسية والعسكرية بعد ان سعت الى ابرام صفقات الأسلحة لجني المال الخليجي الذي أشعل منطقة الشرق الأوسط وأغراقها بمختلف الأسلحة وتدفق المرتزقة والمتشددين من الاتحاد الأوربي الذين تم غض الطرف عنهم في عبور أراضيها الى سوريا والعراق وغيرها لقلب الأنظمة وتدمير البلدان تحت إيقاعات الديكتاتورية التي جعلت المواطن العربي يتمنى عودة أوثبات تلك الديكتاتوريات رغم الافراط في استبدادها مقارنة بدواعش العصر الحديث .

ورغم ان مؤتمر المانحين الرابع يمثل حالة إنسانية رائعة في جمع التبرعات ووضع بعض الحلول واتخاذ عدد من التدابير الاحترازية للحد من تدفق اللاجئين ودعم دول من بينها الأردن وتركيا وغيرها لمساعدة 18 مليون سوري ، إلا ان الكثير من اللاجئين يخشون أن تتحول تلك المليارات في أيدي غير أمينة وتتأثر برؤى سياسية وأجندات أكثر بعداً عن الجوانب الإنسانية التي يتم تسويقها في المؤتمرات الدولية وماكينات الاعلام الدولي ، بعد ان تمكنت الدول والأحزاب والمنظمات السياسية من اختراق المنظمات الإنسانية والحقوقية والقانونية والحاق كوادرها بها .

كما ان اتفاق المانيا مع دول المغرب العربي ، "الجزائر وتونس والمغرب" بعودة اللاجئين الذين لم تقبل طلبات لجؤهم والذي سيتم ترحيلهم الى بلدانهم واطلاق دول المغرب على " الأوطان الامنة "ماهو الا تجسيداً للمخاوف الأمنية بعد ان التزمت المانيا بتقديم مساعدات بملايين اليورو لسوق العمل ومشاريع التأهيل المهني في المغرب .

فهل يصدق المانحين في إيصال المساعدات الإنسانية الى مستحقيها لتأهيلهم وانقاذهم من حالات الموت والشتات ، بعيداً عن الاهواء والمذاهب السياسية والايدلوجيات المفخخة وتجار المساعدات ووضع رقابة صارمة تجسيداً للمبادئ الفاضلة وقطعاً للمشككين في النوايا الصادقة ؟ .. أملنا كبير .
Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس