بقلم / محمود كامل الكومى
يمكن تلخيص المكونات الرئيسية التى تدخل فى تركيب شخصية الدولة فى .. السكان -الاقليم -الحكومة
واذا كانت هذة هى مكونات الدولة,,فليس معنى ذلك ان كل منطقة تكتمل فيها هذة الاركان تسمى (دولة)
فالقبيلة :هى مجموعة من الناس تربط بينهم بعض الصلات الخاصة (السكان)يعيشون فى مكان محدد(الاقليم)ونظامهم فى الحكم يتمثل فى شيخ القبيلة (الحكم),هنا وقد اكتملت اركان الحكم
فهل القبيلة دولة ؟؟؟؟؟

اذن لابد ان يكون هناك قوه تتدخل و تعمل بطريقة خاصة على توحيد الاركان الاساسية.وتكوين هذة الاركان.
فما هى هذه القوة ؟
هل هى قوة مادية ام معنوية ام كليهما معا؟
ففى نظر فريق من الفلاسفة يمثله (هيجل) الدولة هى :
كائنا عاقلا يفكر و يعرف و يريد – و ليس للافراد وجود روحى او معنوى الاباعتبارهم اعضاء فى الدولة.
و يرى فريق اخر يتزعمه الالمانى ( بلانتسكلى):
ان الافراد يكونون فى جسم الدولة خلاياه الحية .

اما العائلات و غيرها من التكتلات الاجتماعية فهم اعضائه الاكثر تعقيدا .
و مما لا شك فية ان الحاجة الى التعاون فى العصر الحديث غدت اشد الحاحا , بسبب تعدد الغايات و تشابك المصالح لان الانسان اصبح يعتمد على اخية الانسان.

هذه الحاجة الى التعاون من اجل تحقيق الاهداف المشتركه هى (الرابطة القوية ) التى تتم بفضلها الوحده بين الافراد و الدولة , و يزيد من قوه الرابطة و قدرتها على التوحيد " انها ليست وليده الانانية او الانتهازية الفردية " , بل هى وليده "عقول اتفقت فكريا"
فالوحده بين الاطراف هى نتيجة نزوع مشترك بين الافراد.
فالدولة كائن يستوعب الارادات كافة و لا يمكن ان تستوعب اراده واحده كفرد او مؤسسة.
و لكى تكون اراده الدوله متفقه مع المبادئ الخلقية يجب ان تكون منبعثة عن عواطف الحب و الاخلاص و روح الكرم و العدالة و التضحية و الايثار وكل المثل العليا .
————-
كان لابد من هذه التقدمة و نحن نرى الدولة المصرية كادت تتحلل من حولنا بفعل حكم الاخوان المسلمون و قوى الاسلام السياسى ., والى الآن بفعل الفساد وحكم مافيا رجال الأعمال .-وللأخير مقال قادم ....
و لعلنا نبدا فى مقالنا هذا -بكيفية تكوين الاخوان المسلمين حين بداها حسن البنا فى عشرينات القرن السالف بعيداعن الدولة .
حتى تخللها تنظيمها السرى الذى قاد عمليات اغتيال – اخرها محاوله اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر فى خمسينات القرن السالف و كان وجود هذا التنظيم السرى داخل جماعة الاخوان ما يقوض فكره الدولة و العمل على تحللها.
وخلال سنوات وجودها سميت جماعة الاخوان " بالجماعة المحظوره " – لعدم امتثالها و خضوع تكوينها لقانون الدولة , حتى يومنا هذا فان جماعة الاخوان لا تخضع لقانون الجمعيات الاهلية مما استدعى البعض الى اقامة الدعاوى امام محاكم القضاء الادارى بغية الحكم ببطلانها.
فاين هى الدولة من جماعة الاخوان المسلمين ؟!!
بعد صعود الاخوان المسلمون الى حكم مصر,
تراجعت فكره الدولة و الحكومة بفعل حالة من العشوائية فى اتخاذ القرارات المصيرية ,مما ادى الى زياده حالات الاحتقان بين الشعب الامر الذى قلل من هيبة الدولة فى نظرهم و ادى الى عدم ثقة المواطنين فى النظام و الحكومة التى تصدر القرارات ثم تعود للتراجع عن تطبيقها و لعل ابرز الامثلة على ذلك:
1- قرار الرئيس مرسى بعوده مجلس الشعب المنحل بحكم الدستورية العليا
2- قرار الرئيس مرسى "الاخوانى" باقالة النائب العام منتهكا مبدا الفصل بين السلطات ( الدستورى )
3- قرار اغلاق المحالات التجارية فى العاشره مساءا . الذى لم يراع مصلحة الكثير من الطبقات الشعبية .
4- التمسك بتشكيل اللجنة التاسيسية لدستور البلاد بتشكيلها الذى يفتقد الى ضم كل مكونات المجتمع , و ذات الاغلبية المتأسلمة.

كل هذه القرارات " العدمية " – كانت كذلك لانها افتقدت الى التعاون بين الافراد و الدولة و لم تستوعب حكومة الاخوان ارادات كافة التيارات و القوى الاساسية و افراد المجتمع,
و لم تتفق مع المبادىء الخلقية وروح العدالة والايثار (لانها لاتبغى الا مصلحة الجماعة دون مصلحة مصر ),
فكانت وليدة الانانية والانتهازية – وبالتالى فانها تؤدى الى تحلل فكرة الدولة وعناصرها , وهوما يؤدى الى ان تكون الجماعة ,جماعة ظالمة
؛؛انى حرمت الظلم على نفسى وجعلتة بينكم محرما ؛؛حديث قدسى
حتى ابن تيمية نفسة يرى ؛؛ان الدولة الظالمة تفنىولوكانت مسلمة والدولة العادلة تبقى ولو كانت كافرة ؛؛
وعلى ذلك فان جماعة الاخوان المسلمين فقدت القدرة على التعاطى مع العمل العام او الدخول فى تحالفات حقيقية فى مرحلة انتقالية تعمل على ترسيخ دعائم الدولة وكان ذلك بسبب:

1-طبيعة التربة والتكوين داخل تنظيم مغلق قام على مبدأ السمع والطاعة للقيادة .
2-أعتياد العمل والتحرك فى بيئة متجانسة وخالصة ايدلوجيا ؛؛ومن ثم فقدت القدرة على التوازن بين جماعية العمل والالتقاء مع التيار العام للشعب المصرى ؛؛
3-حالة الاحساس الزائد بالذات لدى قادتها .
4-روح الطائفة التى تتلبس الجماعة.
5-محاولة ايقاف التاريخ عند مايتفق ووجهة نظرهم وحذف صفحات مضيئة منة لكونها ازاحتهم من الطريق ترسيخا لدعائم الدولة .؛؛قولة مرسى ,الستينات وما ادراك ما الستينات؛؛
وعلى ضوء ماتقدم فان تحلل الدولة المصرية بدى يلوح فى الافق ,نتيجة هذا الحكم الاخوانى وممارساتة على الرغم من قصر مدتة ,
ولعلنا نضع ايدينا على قلوبنا مما يحدث فى سيناء ,
واعلان البعض- ممن خرجوا من عباءة الاخوان- عن ؛؛امارة اسلامية ؛؛بها
يقول ؛؛ادموندبيرك ؛؛ان المجتمع يرتيط برابطة اخلاقية ابدية تجمع من ماتوا ومن لايزالون على قيد الحياة ومن سيولدون ؛؛ وعلى مدى تاريخ الاخوان -وخاصة آبان كانوا يحكمون مصر-كانت هذةالرابطة فى طريقها للانكسار .
ونجمت عن حركة التحديث والاختراق الاقتصادى الغربى حالة واسعة من الاضطراب ,مما دعا كثيرمن قيادات الاسلام السياسى والاخوان فى القلب منهم الى اعتناق لانماط العمل الغربية (خاصة فى اقتصاد السوق)مشاريع خيرت الشاطر وغيرة ,والتقارب مع امريكا .
بينما دعا آخرون للتمسك بالموروث.

وهو مايؤدى الى محاولة افتقاد مصر لوطنيتها وعروبتها ,
ولااغالى اذا قلت أن هذا يؤدى الى تحلل الدولة المصرية الى شىء آخر .
ان لم ندرك حقيقة المخطط الاخوانى
والكلام ينطبق على سوريا وليبيا , والسبب الفكر الأخوانى وأستراتيجية التنظيم العالمى للأخوان المرتبط بالأرهاب الدولى .

فى مصر أدرك الشعب مبتغى الأخوان الذى يرمى الى تحلل الدوله المصريه فكانت ثورته فى 3032013 التى عزلت رئيسهم الأخوانى وأسقطت حكمهم , ولكن مع مرور الوقت بدى أن هناك آفه أخرى يجسدها الفساد ومافيا رجال الأعمال الذين يسيطرون على دوالب الحكم الآن وعلى الفضائيات وينتهكون عقول شعبنا المصرى من أجل مسايرة الأمبريالية والصهيونيه وبترودولار حكام الخليج العملاء, وهو طريق آخر قد يؤدى الى تحلل الدوله المصريه , أذا ماترك دون أن يقضى علية الشعب بثورة بيضاء تعيد لمصر كيانها واستقلال أرادتها , وهذا مجال حديث آخر .
*كاتب ومحامى – مصرى

حول الموقع

سام برس