بقلم/ عبدالرزاق الضبيبي
الإهداء الى جوهرة الحياة

بمجرد إعلان عواجل أخبار القنوات المتلفزة توعد فتاة ناسفة باستهدف أكبر تجمع روحي في المدينة ،أصدرت العمليات المشتركة بلاغها الصارم على الفور لجميع النقاط والمداخل لرفع اليقظة والجاهزية والقبض على الانتحاريين!!

فتحركت الدوريات لتتبع أثر تلك الفتاة الإنتحارية التي تحمل عبوات متفجرة يرافقها فتا يحمل على قلبه مايشبه الحزام الناسف!!.

الخوف كل الخوف أن تخترق الفتاة حزام الكرنفال الأمني وتفجر ماتحمله عن بعد !!
والمدلهمة الكبرى أن الإنتحاريين اختفتيا عن أنظار دوريات التعقب عند مدخل حي السيدة خديجة ذلك الحي الذي على امتداده نصب عضو بارز في الدولة خيمة عرس حفيده (صابر) الذي يحضره عدد من مسئولي الفخامة ورجالات السلك الدبلوماسي والأمني!!

تغلغل الإنتحاريين المخيمات المكتضة بالحضور في اللحظة التي لازالت مكبرات الصوت تستقبل وفود المدعويين والمهنئين!!
ربما يفعلوا فعلتهم وتحدث مجزرة تاريخية ويحولوا الفرحة الى ترحه!!
ما الأمر ؟
وكيف سيواجه الأمن مثل هذا الخطر الناسف؟!!
وبالفعل وجدت المدينة نفسها في حالة طوارئ ،
فقد أعلنت مكبرات الصوت فيها النفير !!
وأصدر قائد أمن المدينة أمره بتطويق حي السيدة خديحة بالجند وتعزيزهم بآليات عسكرية وراجمات وسيارات إطفاء الحرائق !!

ووجهت قنوات الاخبار المحلية في شريط أخبارها التحذيرات، ووجهت الدعوات لإهالي الحي والأحياء المجاورة بالتعاون مع الجهات الأمنية والإبلاغ عن تحركات الإنتحاريين ..وحثت المواطنين أخذ كامل الحيطة والإحتراز وعدم إيواء الغرباء في منازلهم.!!!

في تلكم الليلة ضاقت المدينة بأهلها ذرعا، فبعث جنرالها جنوده حاشرين..!!
أما العروسة فظلت في خباء فستانها الوردي لم تكن تعلم بكل مايحدث !!
وليتها علمت كي تحيط نفسها وتحترز ؟؟،

بيد أن للقدر حكمته ،وبينما هي على شباك قلبها تنتظر بزوغ فجر حبها المذهول ليأتي بموكبه ليأخذها مع فستانها من صالة فرحها باغتها الإنتحاري ورمى عبوته الناسفة على وجهها القمري لتقع على الارض صريعة لتتلقى خيمة عرس الرجال الخبر بغبن وفرار !
ويله لقد حول فرحتها الى مأتم !!!

هل يعرف هذا الإنتحاري مكابدة الشوق ولوعته؟؟
ماذنب حبهما الذي اغتالته يد منتحر أدمن حب المال وجعل مهر حياته انفجار؟!!
يالغجرية هذا الممزق بأشلائه !!!

نقلت ريحانة الى مشفى الأمل ولا أمل في القبض على الإنتحارية الأخطر التي تحمل حزاما ناسفا !!
حيث لايزال خطرها قائم وربما العريس أو خيمة عرسه هو هدفها الأكبر؟؟
المفزع أن عواجل الأنباء والبلاغات الواردة إلى أجهزة الشرطة تفيد أن الفتاة المنتحرة لازالت هناك محتزمة بالنواسف و تتابط بالعريس وحاضريه شرا!!
ويكأنها تتحين بزوغ العريس لتفجر نفسها وتتوزع في خيمة عرسه أشلاء!!!
ألايكفي الإنتحاريين مافعلوه بريحانة عمره؟ !!
يا لله !!!رحماك ياريحانه!!

*كم كان حلمها أن تمشط ظفائرها على كرسي قلبه.
*كم كان سيف اشتياقها يلعلع قدومه.
لقد أعتدت له في صدرها متكئا ودنى الرمانتين دان!!
فهي منذ حولين كاملين تتمنى من شفتيه الرضاعه!!
لكن تلك الفاجعة جعلتهما على شفا حزن هار !!

بعد تلك الفاجعه انفض العرس بالحاضرين وبقت الخيمة بأعتابها خاوية أما العريس فقد تم تهريبه خفية إلى غرفة نومه التي لم يجد فيها سوى حزن منتظر وبقايا دموع!!
فارتمى على سجادة حلمه تهز النظرات الجريحة نظارته!!
وتسمع الجدران الخاوية أنين تناهيده!!
كضيم وجهه الجارح يسأل حظه عن حال عروسته التي ءآوته حين شرده الناس.
وضمدت جراحه حين انكأنها البأس.
وءامنت بقلبه حين كفر به أرباب الدهر!!!
وبينما هو غارق يحدث نفسه عن مناقبها وفضائلها
وكيف وارت فقره وأنارت دهره..
دارت عجلة ذكرياته الى تلك السنين العجاف التي حالت بينه وبين زهرة قلبه!!

فتذكر شهيق الأمنيات وزفيرها حين كان يراود كفافه أن يستقيم !!
تذكر جل تأوهاته وإلحاح دعواته بتأييد الله لقلبه كافل يكفله!!
تذكر مناجاته مولاه بتسخير بشر ينقذه و يزحزح صخرة المهر من أمام طريقه المفروش بالعفة والفتون!!
تذكر جوهرة حياته التي ءآنس في قلبها المقدس نورا فقال لمشاعره اثبتوا إني ءانست في جوهرتي نورا!! لقد تذكر وتذكر!!

لكنه لم يكن يعلم أو يتذكر أن هذه اللحظات التي بسرد فيها شريط ذكرياته هي اللحظات الأخيرة التي ستحمله إلى حياة أخرى غير التي هو فيها!!!
ليته يعرف قدره الآتي الذي كتب عليه أن يذق من ذات العبوة الناسفة التي فجرتها ريحانته!!

وماهي الا لمحات ببصر حتى أقترب الوعد ولا راد لقدره المحتوم ؟؟!!
وبينما هو مسترسلا بشمخمخياته يرتل بعادها بقوله "سلام هي حتى مطلع الحب"
دوى انفجار ناسف
مصدره ريحانة قلبه التي تبنت عبوات عزوبيتها الناسفة الحادثة فتطايرت نحو مخدعه لتصيب جسده وخدوده بشظايا حب وود ولوعه!!

وعلى الفور تبنى زواااجهما فاعل خير!!
وبقى حبل خيره معصوم بكلمة سر!!!

حول الموقع

سام برس