بقلم / عبدالرحمن بجاش
يا الله ما اجمل هذا اللون من الادب (( ادب الرحلات )) , خاصة اذا وجد قلم يعرف كيف ينقل ما تراه العين وتسمعه الأذن , عين واذن اشتثنائيتين .

بين يدي (( الرحله المغربيه الى بلاد الارجنتين وتشيلي البهيه )) لاحمد المديني , ساكن باريس , القادم من عمق بلاد المغرب , تلك المساحة من الكون من لها علاقه بما حولها , تتجاوز البحر الى الامريكتين , والجنوبية منها وعنها حديث له شجون واي شجون !!! , فالثراء في تلك البلدان انسانيا يجعل صاحب القلم اللاقط يثري الورق بجمال انساني بلا حدود , وانسان امريكي لاتيني يعرف كيف يصنع حياة افضل ابتداء من العزف على الجيتار .

انطلق المديني من باريس ممتطيا طائرته الى ((بوينس آيرس)) , هناك عاصمة للارجنتين , يفاجئك بصورة اخرى لها , حيث كنت شخصيا اتصور انها مثل مدن التخلف الثالث , اذا به يقدمها من خلال عينين لاقطتين , مدينة عابره للقارات , بشوارعها الحدائق , وانسانها المكثف !!! , ومرافقة له هي إميلدا الحالمه كما هو انسان امريكا اللاتينيه , فالانسان هناك خلق فنان من الاساس .

الارجنتيني يحب مرتين ويعشق مرتين , يحب الكلاب والمقاهي الى حد الوله , ويعشق اثنين بل يكاد ان يقدسهما (( مارادونا وايفا بيرون )) , ويكره واحده هي مارجريت تاتشر المرأة الحديدية التي احتلت جزر الفوكلاند , اما الكلاب فتراهن زرافات ووحدانا من بعد عصر كل يوم في الشوارع بايدي اناس شغلتهم تجميعها من بيوت الاغنياء والقيام بصحبتهن في النزهة اليوميه , وهناك الكلاب الفقراء تراهم عند القمائم , لكنهم محبوبين حتى عندما يعبثون !!! , اما المقاهي فيقول المديني واقرؤوه : ((يشهد الله اني لا ابالغ : في بوينس آيرس ياتون من كل مكان للوقوف وقتا غير محدود , وعلى مدار ايام السنه من العاشرة صباحا الى ما بعد منتصف الليل , لولوج مقهى , والجلوس فيه وقتا او وقيتا , من اجل قهوه , شاي , كعكه , ودردشه , ولهم فيها مآرب اخرى , المقهى حياة ثانيه هنا , حيز نظيف , انيق , حسن الاضاءه , كما يحب همنغواي بالضبط , الخدمة ممتازه , وانت تاخذ مجلسك حين تفرغ طاوله , لكي تعيش تجربة المقهى اذهب الى الرقم 825 من avenida de mayo ,لتتناول في المقهى الاشهر tortoni )) , ينتظرون وينتظرون بلا كلل ولا ملل , يصلون الى الكرسي متى ما يصلو ..لا يهم , ياتون من مدن بعيده وفي برامجهم الذهاب الى المقهى , وtortoni (( يسلبك بفخامة ديكوره واخشابه الثمينه وآثار لكتاب وفنانين)) .

ان ذكرت ايفا بيرون انحنو لها , وهي زوجة بيرون ومن حكمت الارجنتين فعليا (( معبودة الجماهير )) فقد سكبو عليها الدموع كالمطر عندما ماتت .

اما مارادونا فحكاية اخرى , فيكفي ان تذكره فتحس انهم يقدسونه , وبرغم كل ما فعل فلم تهتز صورته في اذهانهم , هي الارجنتين , وهذا غيض من فيض , لن ادعكم تاكلو الحلوى مرة واحده من كتاب المديني احد اصدارات دبي الثقافيه , فبقيتها في التشيلي , سنعود اليها مرة اخرى . لله الامر من قبل ومن بعد .
*نقلا من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس