بقلم / حمدي دوبلة
سيكون على العالم كله والغرب تحديدا ان يُعدً نفسه لدفع اثمان باهضة جراء سكوته ومواصلة سياسة غض الطرف والتعامي ومغالطة النفس ازاء التطرف والعمل الممنهج الذي يمارسه النظام السعودي في تفريخ المتطرفين وتصدير فكر التشدد والانحراف المُغَلف بعباءة الاسلام الوهابي الى مشارق الارض ومغاربها.

كل عملية ارهابية وكل حادثة ازهاق لارواح البشر تشهدها اي منطقة من الدنيا بدوافع دينية وعقائدية لاريب ان منبعها الاوحد ومنطلقها الرئيس يكون من هذه المملكة "الشريرة"التي باتت تتخذ من هذا الفكر الغريب والدخيل على الاسلام واهله عصا غليظة للابتزاز والتهديد وتمرير مشاريعها واجندتها السياسية الخبيثة على الشعوب والمجتمعات على وجه البسيطة.

هذه الحقيقة الدامغة اصبحت معروفة بين اوساط شعوب ونُخب عالم اليوم لكن الطامة الكبرى ان السياسيين وارباب المصالح من اصحاب القرار في دول العالم المتقدم يستميتون في سبيل اخفائها والتستر عليها واذا بهم يمضون قدما وبكل بجاحة ووقاحة في ممارسة الكذب على انفسهم وشعوبهم من خلال الخطط والجهود الحثيثة المزعومة في مكافحة الارهاب والتصدي الحازم لعناصره الظلامية حول العالم في حين لايكترثون البتة لامر تلك البؤرة الرئيسية التي لاتنفك تضخ الاعداد الهائلة من الارهابيين والمتطرفين وبشكل يومي وبمباركة من ولي الامر الامين وحلفائه الاوفياء المتطلعين للاستفادة من هذا التزاوج" البديع" بين شذوذ الفكر وغزارة المال القذر وماينتجانه من ممارسات بشعة تقشعر لهولها الابدان.

حالة غير مسبوقة من الهلع والذعر يعيشها الشارع الاوربي والامريكي حاليا بعد سلسلة العمليات الارهابية في عدد من البلدان الغربية مؤخرا مستهدفة الناس في الشوارع والاسواق والملاهي ودور السينما لكني على يقين بان القادم سيكون اكثر رعبا واشد قتامة على سكان تلك البلدان ممن اصبحوا ضحايا لاطماع واساليب ساساتهم وما يغدقونه من الحب والمحاباة لتلك البؤرة "العامرة" في صحراء جزيرة العرب ومايخصون به اصحابها من عظيم الدلال حتى وهي ماضية وبلاهوادة في رفد الساحة الدولية وتغذيتها بالمزيد والمزيد من عناصر التطرف والانحراف.

يقيناً سياتي اليوم الذي يعضٌون فيه اصابع الندم ازاء تعاملهم غير السوي مع بؤرة الشر ومنبع البلاء ولكن اخشى ان يكون ذلك بعد فوات الاوان.

"يوميات الثورة الثلاثاء28/6/2016"

حول الموقع

سام برس