بقلم / ناجي الزعبي
اردوغان يرضخ ويمرغ أنف حزب العدالة وتركيا بوحل وعار الذل باعتذاره لبوتين فما من شك بان الاعتذار لا يقدم للضعفاء والمهزومين حتى وان كانت واشنطن من اوعز بتقديمه بل خصوصا" لانها من اوعز بذلك ان كانت قد فعلت.

جاء الاعتذار على الاغلب بقرار أميركي لتمكين اردوغان من لعب دور جديد بمعركة حلب بعد رفع مستوى العلاقات التركية الصهيونية لمستويات غير مسبوقة ، ويثبت اردوغان بذلك انه شخص متقلب غير موثوق يضع مصالحه وطموحه الشخصي وتبعيته واملاءات واشنطن في مقدمة اعتباراته ,وقد دفعه جنون العظمة للانقلاب على مواقفه وأصدقائه وحلفائه فقد انقلب على اقرب مقربيه أوغلو و حمله مسؤولية كل الإخفاقات التي تسبب بها للايحاء ببداية مرحلة جديدة وطي صفحة المرحلة السابقة .

الاعتذار يعني اعتراف بالخطأ مسبوق بمحادثات في الكواليس وعدم تكراره مرة اخرى وتعويض عن الطيارة و أسرة الطيار الضحية ومحاكمة المتسبب في اسقاط الطائرة ورضوخ لحرية الدور العسكري الروسي في محاربة الاٍرهاب وضبط الحدود السورية التركية وهزيمة لكل العنتريات الكاذبة السابقة واعتراف بكذب اردوغان وأوغلوا حينما تحدثوا عن قيام الطائرات الروسية بالقتل والتدمير في تركيا .

لقد جاء الاعتراف لأسباب عدة أولها :

عدم قدرة واشنطن وحلفائها على مقارعة موسكو واعترفا بدورها الاستراتيجي الراهن .
إخفاقات اردوغان السياسية والاقتصادية فالاضرار الاقتصادية فادحة كما هي الاضرار والمخاطر والتهديد الامني , وفشله في إدارة ازماته التي تسبب بها كالعلاقات مع روسيا وإيران , وأرمينيا , واليونان , ومصر وعدم قدرته على حل التناقضات بين مصر والاخوان وقطر والاحتفاظ بالتحالف السعودي القطري الصهيوني وزعزعة الاستقرار بإقليم ناغورنو كأراباخ بتحريضه اذربيجان المتحالفة مع العدو الصهيوني ذات الاغلبية الشيعية بالتحالف مع السعودية التي تدعي الوصاية على الاسلام السني ضد ارمينيا وروسيا بالطبع .

كما ان الرعب من قيام دولة كردية في جنوب تركيا وشمال العراق وسورية المشروع الاميركي الصهيوني السعودي اضافة لدعم روسيا لحزب العمال الكردستاني في الوقت الذي تستعر فيه بجنوب تركيا وديار بكر حرب أهلية حقيقية طاحنة يدفع اردوغان لاعادة التموضع واعادة النظر في السياسات والمواقف السابقة .


كما انه اعتراف ضمني بخطأ السياسات التركية السابقة حين رفض اردوغان الاعتذار الذي جعل منها نسخة أوروبية من السعودية وعزلها تماماً وأضر أضراراً بالغة باقتصادها وامنها .

وهو بداية تحول استراتيجي والتوقف مليا امام تدفق الارهابيين عبر استانبول لسورية الذي تسبب بكلف امنية تركية باهضة و نهاية للحلم الاخواني الأردوغاني الذي يسير بعكس حركة التاريخ والحياة والحضارة والعصر .

اردوغان يقدم تنازلات مجانية فلقد اضرم الحرائق في الجسد التركي وأصبح من المستحيل اعادة عجلة التاريخ للخلف ، وثني روسيا المقاومة الدفاع عن مصالحها وامنها الاستراتيجي والالتحاق بمعسكر المقاومة ولعب دور جديد في معركة حلب القادمة لأحداث اختراقات بجبهة الحلفاء خصوصا بعد دفع العلاقات التركية الصهيونية الى مستويات متقدمة جدا .

كما اصبح يدفع اثماناً باهضة بسبب لعبه ورقة المهجرين الى أوروبا في الوقت الذي يرفض فيه المجتمع الاوروبي استيعاب النسخة الاوروبية التركية من السعودية ، وبسبب تدخله السافر في مصر وسورية والعراق وأرمينيا وتحالفه مع قطر والسعودية والعدو الصهيوني وخسارته للسياحة والاستثمارات وخط الغاز الروسي والتجارة مع الوطن العربي وافريقيا عبر سورية الخ .

ان إدارة اردوغان للأزمة لا تعبر عن تغيير حقيقي بالسياسة التركية التي تسببت بأزمات عديدة لتركيا سواء بالداخل بسبب طموحاته وتطلعه لزعامة العالم الاسلامي و نزعته الديكتاتورية وتعديلاته الدستورية التي تعزز قبضته وتفرده بالحكم او بالخارج التي أفقدته اقرب الأصدقاء والحلفاء , وقد أطيح بأحد اكثر تطلعاته أهمية وهو الانظمام للاتحاد الاوروبي الذي يبدو انه على وشك التفكك قبل ان يتحقق الحلم التركي

الاعتذار الذي استبق معركة حلب لانه كان سيفقد قيمته ومردوده بعد الانتصار بغرض اعادة التموضع لن يعود على اردوغان سوى بالمزيد من الازمات وفقدان الثقة والمصداقية وهدر ماء الوجه بدليل التخلي عن اوغلو وحماس لصالح العدو السصهيوني وهاهو ينوي على الاغلب للتوجه لدمشق قبلة العالم الجديد .

حول الموقع

سام برس