بقلم / عبدالرحمن بجاش
انا مع الاصدقاء الذين اشارو الى ان الصوره اسوأ مما نقلت في موضوع امس , انا معهم في ان الصوره لو نقلت بحذافيرها فلن يستطيع احد قراءتها , ففي الواقع الالم وصل الى ما بعد العظم , وصرنا مثل ما قال سائق الباص امس وقد اصر في مكان لا يجوز ولا يعقل ان تسير منه عكسيا , لكنه اصر وفرض ما يريد , ولان الناس يتجنبون المصائب الاضافيه فقد افسحوله حتى ان احدهم بكي من عبثية المشهد !!! .

لن تصدقوا نني لحقته وسألته : هل ارتحت لما فعلت ؟ الاغرب انه كان يضحك ,قال بود : هم يعبثون ببلد وانا اعبث بالشارع , يعني ما بش احد احسن من احد !!! , تركته بعد ان اعتذر , اعتذر بالفعل لان اليمني انفعالي لكن اعماقه طيبه. في شارعنا حدثت سرقه لاحدى البقالات وبطريقة جديده علينا , فقد جاء اللصوص بسياره , و((مهنجمين)) , بعضهم يحمل ما استطاع والاخرين يغطون عليه , تنبه اصحاب البقاله فقبضو على احدهم , لو بحثت عن السبب , فستجد الفاقة هي السبب , وان اوهمت السياره من رأوها بهيبة اصحابها , فقد تكون مسروقه , والدليل انها بلا ارقام .

من جزئيات المشهد العبثي , اننا عجزنا ان نخترق شارع الخمسين يمينا للدخول الى قاعة المراسيم للعزاء , فالطابور من عند المصباحي الى محطة النفط , قال صديقي الشاب محمد قائد غراب : هذا يا عم عبده طابور ابو 2800 بترول !! , من الاستغراب ضحكت : من يفسر لي هذا الذي يحدث : محطات تبيع ب 2800 واخرى ب 5000 , واخرين ب 6500 , من يفسر لي ؟؟.

اطيل النظر الى مريم , وهي عاملة تبحث عن رزقها في البيوت وبشرف وكرامه , كيف ستكفيها القروش القليله ومنها ستشتري لاولادها الزبادي والحقين , فاغالط نفسي بالتفكير في محمد علي كلاي !!! , اعو داليها فارى امامي بشر لديهم استعداد يسكبون الدبه البترول ب 17000 ريال , يخرجها الواحد منهم من جيبه كما لو هي بضعة ريالات , وعنده استعداد لان يشتري الدبه ب 100000 , بل ويفاخر بذلك , واتخيل ما اشار اليه ابو سيف القدسي الى المتخمة كروشهم في فلل في الرياض , هل يفكرون بالناس هنا ؟ والمتخمة كروشهم هنا في الداخل هل سأل احدهم عن كيف يشتري المواطن ولن نقول الفقير فقد الجميع فقراء :

كيف يشترون حاجيات بيوتهم , ولن انسى ما حييت ذلك الرجل الكريم في باب الجزار يمد رجل ويعود بالاخرى , يهم بالدخول فيعود , حتى قرر الذهاب , وفهمت انا ان ما في الجيب لا يكفي , حرقت روحي للمشهد , وتلك المرأة التي تعيد ربطة الكرث لان الجيب لم يعد فيه ريالا واحدا ثمنها , وصاحب البهارات الذي يلبس ليلا نظاره سوداء , هل تعرفون لماذا ؟ ليغطي عينيه التي احداها بحاجه الى عمليه ب 400 الف ريال , تفضحه الدموع التي تنهمر طوال الوقت على خديه منها غصبا عنه , وسيفقدها اذا لم يجر العمليه , هل ازيدكم ؟ انا متاكد ان ما نقلته ايضا لايساوي شيئا من حقيقة المشهد . لله الامر من قبل ومن بعد .

*من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس