سام برس/ خاص
مازلنا وسنظل نفخر بالتجربة الفريدة والنقلة النوعية لسلطنة عمان " القوي الامين " االذي صار محل فخر واعتزاز كل عماني وعربي ومسلم وقدوة للعالم الخارجي.

هذا الفخر والاجلال والتقدير على مستوى الداخل والخارج ماهو إلا وسام شرف ووشاح لذلك القائد العربي الشجاع والرجل الحكيم والانسان البسيط الذي شيد السلطنة بالعلم وزين ابنائها بالاخلاق والمبادىء وسورها بالفكر النير والمشاريع العملاقة التي أذهلت الكثير من دول العالم ..

تلك الافكار النيرة والخطط العقلانية والمنجزات العظيمة التي كانت وماتزال وستظل شامخة في كتب التاريخ ومنقوشة في القلوب النظيفة كونها ، نتاج ارادة حرة واحلام عظيمة وعمل صادق قفزت بالسلطنة وابنائها الى العليا بعد ان تجاوزت سلطنة عمان كل المعوقات والمؤامرات والفتن ، وصارت قبلة " للسلام" وسلطانها حارساً وناصحاً وأميناً ووالداً للشعب العماني الذي أحسن نشأته وتربيته فجسد هذا الشعب طاعته وبادل القائد العظيم الوفاء بالوفاء والاحسان بالاحسان .

ورغم تلك اليادي البيضاء والبصمات العظيمة والعطاء المتجدد في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والتنموية والعلمية والعسكرية ،، وبناء الانسان إلا ان حنان وعطاء الاب الروحي للسلطنة دائم التدفق وان قافلة ومسيرة العطاء في تواصل وارادة لم الشمل العربي والاسلامي واخراجه من محنته ووحدة العرب والمسلمين هدفاً نبيلاً لذلك القائد العظيم الذي لم يقحم نفسه ولم يلوث فكره ويده في الحروب العبثية منذ الحرب العراقية الايرانية الاولى وحرب الخليج وماتلاها من صراعات وازمات بين الاخوة الاعداء الذين صاروا أضعف من بيوت العنكبوت لنزوات جامحة أخرجت الكثير منهم من مطق العقل والحكمة والرحمة حتى صاروا رعاعاً كغثاء السيل.

وتكريماً لهذه الهامة العظيمة ووفاءا ومن باب الانصاف كان لنا في هيئة تحرير سام برس شرف كتابة هذه الكلمات الصادقة والترجمة العملية لذلك العطاء متناولين بعض من حياته المتواضعة :

ولد حضرة صاحب الجـلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- في مدينة صلالة بمحـافظة ظفار في 18 شوال 1359هـ الموافق 18نوفمبر 1940م، وهو السلطان الثامن المنحدر رأسا من الإمام أحمد بن سعيد المؤسس الأول لأسرة آل بوسعيد سنة 1744م، الذي مازالت ذكراه موضع احترام وإجلال في عمان كمحارب شجاع وإداري محنك استطاع أن يوحد البلاد بعد سنوات من الحرب الأهلية.

في سنواته المبكرة تلقى جلالته تعليم اللغة العربية والمبادئ الدينية على أيدي أساتذة مختصين، كما درس المرحلة الابتدائية في المدرسة السعيدية بصلالة، وفي سبتمبر 1958م أرسله والده السلطان سعيد بن تيمور إلى انجلترا حيث واصل تعليمه لمدة عامين في مؤسسة تعليمية خاصة (سافوك)، وفى عام 1379هـ الموافق1960م التحق بالأكاديمية العسكرية الملكية (ساند هيرست) العسكرية كضابط مرشح، حيث أمضى فيهـا عـامين درس خـلالهما العلوم العسكرية وتخرج برتبة ملازم ثان، ثم انضم إلى إحدى الكتائب البريطانية العاملة آنذاك في ألمانيا الغربية بعد ذلك أمضى ستة أشهر كمتدرب في فن القيادة العسكرية.

بعدها عاد جلالته إلى بريطانيا بعد ان درس لمدة عام في مجال نظم الحكم المحلي ، وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة. ثم هيأ له والده الفرصة، فقام بجولة حول العالم استغرقت ثلاثة أشهر، عاد بعدها إلى البلاد عام 1383هـ الموافق 1964م أقام في مدينة صلالة.

علـى امتداد السنـوات الست التـالـيـة تعمق جـلالتـه في دراسة الدين الإسلامي، وكـل ما يتصل بتـاريـخ وحضارة عُمان دولة وشعباً على مر العصور ، وقد قال جلالة السلطان المعظم - حفظه الله - في أحد أحـاديثه (كان إصرار والدي على دراسة ديني وتاريخ وثقافة بلدي لها عظيم الأثر في توسيع مداركي ووعيي بمسؤولياتي تجاه شعبي والإنسانية عموماً. وكذلك استفدت من التعليم الغربي وخضعت لحياة الجندية، وأخيراً كانت لدي الفرصة للاستفادة من قراءة الأفكار السياسية والفلسفية للعديد من مفكري العالم المشهورين).

ولجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه- اهتمامات واسعة بالدين واللغة والأدب والتاريـخ والفلك وشؤون البيئة، يظهر ذلك جليا من خلال الدعم الكبير والمستمر من لدن جلالته للعديد من المشروعات الثقافية، وبشكل شخصي، محليا وعربياً ودوليا، سواء من خـلال منظمة اليونسكو أم غيرها من المنظمات الإقليمية والعالمية.

ومن أبرز هذه المشروعات على سبيل المثال لا الحصر، موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية، ودعم مشروعات تحفيظ القرآن الكريم سواء في السلطنة أم في عدد من الدول العربية،اضافة الى بعض مشروعات جامعتي الأزهر، والخليـج وعدد من الجـامعات والمراكز العلمية العربية والدولية، فضلاً عن (جـائزة السلطان قابوس لصون البيئة) التي تقدم كل عامين من خلال منظمة اليونسكو، ودعم مشروع دراسة طرق الحرير.. وغيرها من المشروعات الاخرى.

وعن هواياته يتحدث جلالة السلطان المعظم فيقول:(منذ طفولتي كانت لدي هواية ركوب الخيل، فقد وُضِعت على ظهر حصان وأنا في الرابعة من عمري، ومنذ ذلك الحين وأنا أحب ركوب الخيل، ولكن في الآونة الأخيرة ولكثرة الأعمال أصبحت الممارسة قليلة جداً، إلا أن هذه الهواية لاتزال قريبة إلى نفسي.. الرماية أيضاً من الهوايات المحببة كوني تدربت عسكرياً.. هذه الهواية جزء مهم لكل من يهتم بالنشاط العسكري وعاش في مجتمع كالمجتمع العُماني الذي يعتز بكونه يستطيع حمل السلاح عند الضرورة.. كذلك عندي حب التجربة لكل ما هو جديد من أسلحة في القوات المسلحة، سواء بندقية أو مدفع رشاش أو مدفع دبابة، إلا أن الرماية بالمسدس والبندقية تبقى هي الأفضل، وكذلك ـ كنوع من الترفيه ـ أستخدم القوس والنشّاب)

(هناك هوايات أخرى كالمشي.. أحب المشي منذ الصغر، فأجد الراحة ـ قبل الذهاب الى النوم ـ أن أقضي وقتاً بالمشي على البحر فهو رياضة جيدة للجسم وفرصة للتفكير، كذلك أحب التصوير، وكانت لدي هواية الرسم للمناظر الطبيعية في وقت من الأوقات، إلا أن الظروف والوقت أصبحا لا يسمحان بممارسة هذه الهوايات.. والقراءة أيضا كونها هواية، إلا أنها أصبحت جزءاً من العمل، وأصبح من الصعب مطالعة الكتب حسب الهواية إلا ما هو في مجال العمل والحياة اليومية)

( وكـرياضـة كنـت ولازلـت ـ إذا مـا وجدت الوقت ـ أمارس لعبة التنس، كما أحب متابعتها إذا علمت أنها على جهاز التلفاز، وكذلك أيضا بالنسبة لألعاب القوى، فـإنني أحب متابعتها)

(وأيضاً فإن الهوايات المحببة لدي علم الفلك ومراقبة الكواكب، حيث أملك مرصداً صغيراً آمل تحسينه مستقبلاً، وعندما تكون الفرصة سانحة في الليالي المناسـبـة حسب النشـرات الفلكيـة فـإنني أقـضي بعـض الوقـت في مراقبـة هذه الكواكـب السماويـة.

حول الموقع

سام برس