بقلم / عبدالكريم المدي
تظل المجتمعات بعيدة عن الإستفادة من الكفاءات الكبيرة والعقليات العلمية الناضجة التي تحمل قيم الوطنية والإبداع والشرف، التي تستطيع من خلالها ، وأينما وضِعت، أن تُعطي وتُحدثُ نقلة نوعية في الموقع الذي تواجدت فيه واستطاعت أن تجعل الحيوية والدماء تتدفق في أوردته .

الأشخاص المبدعون والجديرون بالمهمات الصعبة بالفعل، يجعلون المرء يستنتج بكل يُسروسهولة الفرق بين من يعمل متسلحا بالمهنية والإخلاص والمعرفة ،هدفه وطن وشعب ومستقبل ،وبين من يعمل بدون هُدى ومعرفة وإمكانات وقدرات شخصية بدون هدف ،تتقاذفه المصالح الذاتية، ومصالح جماعات معينة ،أو حتى أحزاب .
لهذا يبقى إختيار الأشخاص ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب أمر في غاية الأهمية يتضح معه خط سير هذه السلطة أو تلك فيما يخصّ إستثمار وتوظيف الطاقات والقدرات لأجل المستقبل وتصحيح الإختلالات وقيادة مرحلة وإنقاذ أمة .

سآتي من الأخير وأقول :

الأستاذ محمد ناصر الجند ، وأطرح هذا الكلام ، على بلاطة مثلما يقولون ،لأنني أنتمي لهذه البلاد وأتمنى لهاالخير، هو الرجل الذي يمكن أن تُراهن عليه أي سلطة لرئاسة وقيادة العمل الحكومي وتقديم حلول من شأنها أن تنقذ أي وضع اقتصادي وإداري شارف على السقوط .

وأعتقد هنا إن الإخوة أنصار الله ،هم من كثر الناس معرفة بقدرات الأستاذ محمد الجند الذي كُلّف قائما بأعمال وزير المالية قبل حوالي عام والجميع يدرك كيف كان الوضع الاقتصادي وكيف عمل في هذا الجانب وحمى الحبل السّري لمالية البلاد من الإنقطاع في أي لحظة.

أنصار الله وموظفو المالية والقطاع المصرفي عموما وحتى رجال المال والأعمال والمشتغلين في هذا المجال ومن يعرفون شيئا عن في علم الإدارة والقيادة يعلمون تمام العلم ماذا يعني تعيين الأستاذ الجند في موقع مهم كرئيس للحكومة مثلا وفي ظروف كهذه التي يعيشها البلد . وبناء عليه وبدون أي مقدمات أو مجاملات نقطع جازمين إن الشخص القادر على التحرك الملموس وفق برؤية متقدمة علمية ،اقتصادية ، إدارية، مهارية ،إبداعية ،معززة بطاقة هائلة هو محمد ناصر الجند ، الذي لا يحتاج مطلقا للتعريف ولا يحتاج مطلقا للكتابة عنه وتذكير المعنيين بضرورة ووجوب الإستفادة منه من أجل دفع العجلة للأمام ومقاومة السقوط الوشيك بإتخاذ كل التدابيرالممكنة والضرورية لذلك، لأن فن الإدارة والخبرة والنزاهة والقدرة على وضع البدائل وإتخاذ القرارات في الأوقات المناسبة والتحرك على أكثر من صعيد شروط ضرورية وموضوعية لنجاح أي إدارة أو سلطة ما .

ومن تلك المنطلقات يجب أن يكون هذا الشخص الاقتصادي والقيادي الماهر ، وبدون تردد، هو خيار المجلس السياسي الأعلى ، أوأي سلطة في صنعاء تُريد أن تُراهن على النجاح وتتخذ من الإجراءات اللازمة كل ما من شأنه أن يؤدي إلى إنقاذ الأوضاع، بعيدا عن الآليات القديمة التي تعودنا عليها في إختيار الأشخاص ، وبعيدا عن الإتصال بصديق أوالاعتماد على التوصيات والشلليات والمحاباة ، التي ستضاعف المأساة وتقود إلى كوارث جديدة ،ليس هناك أصلا متسعا من الوقت لتصحيح الخطأ.

أكررها وأحثُّ المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله وكل القوى المتحالفة معهم والمتفقة على تشكيل المجلس السياسي ، وأي قوى وطنية تتوافق على سلطة وحكومة ما في أي مرحلة من مراحل التوافق، عليكم بحسن الاختيار والاستفادة إلى اقصى مدى من وجود عمالقة وكفاءات من أمثال الأستاذ محمد ناصر الجند ، استفيدوا منهم دعوا البلد تستفيد منهم ، انزعوا الغمامات عن عيونكم ولا تكرروا الأخطاء ، قدّروا خطورة المرحلة التي يمرُّ بها الوطن ، واحمدوا الله إن هناك أشخاص متميزين جدا مثل محمد الجند موجودين ومستعدين لخدمة الوطن فقط، امنحوهم الثقة والصلاحيات في قيادة العمل الحكومي ومخاطبة الخارج وخاصة في الجانب الاقتصادي والمالي .

وثقوا إن مثل هكذا خطوة وقرار ستحسب لكم وستؤكدون من خلالها للداخل والخارج إنكم عند مستوى المسؤلية والتحدي وجادون في العمل وعلى أتم الأستعداد للذوبان في وطنكم كما تذوب الأنهار في البحار وتفقد أسماءها وألوانها وأشكالها ..
اللهم قد بلّغنا ... اللهم فشهد ..

حول الموقع

سام برس