بقلم / عبدالرحمن بجاش
وتدور الايام , وفي لحظة تلتقيها , فتسالها عن اين كانت ؟ ومالذي جرى حتى غابت , وبالذات ايام المجد حتى غربت!! .

في عرس نجل زميل المدرسه عبد الخبير العريقي , في قاعة ببيت بوس قريبة من سكني , التقيت ايام المجد , التقيت الرجل الذي كنا نظل نتابعه مارا في شارع 26 سبتمبر بتعز , ببدلة الجيش , كنت ورفيقا عمري علي الزعيم رحمه الله وصادق مهيوب نظل نتفرج عليه , وكذا من هم في سننا , ونتمنى ان نلبس نفس البدله التي كانما وجدت ليلبسها عبد الله علي عبده نعمان , والنظاره ال (( بيرسول )) ميزة تلك الايام ايام المجد بحق يلبسها بطريقته حيث تعتلي شعر راسه كطريقة تميزت بها اللحظه .

الستينيات , نحن في ابتدائية ناصر , والعميد عبد الله علي عبده , وعلي الشيباني , ومحمد علي مقبل , يدربون المقاومه بعد عصر كل يوم على ساحة مدرسة ناصر , ونحن ناتي ونتسلق جدار حوش ا لمدرسه , ونعتليه , نعلق ارجلنا نحن الثلاثه , ونظل نتفرج على عبد الله علي عبده بقامته وشكله المميزان , كان يشبه في هيئته ضباط الصاعقه المصريين الذين ملئو أعيننا هيبة واجلال لمصر , وعززت الجريده العربيه في سينما بلقيس شعبية جمال عبد الناصر حبا يفوق الوصف , شاهدته يوم ان زحفت البلاد الى تعز تستقبل جمال في يوم اسطوري بكل ما تحمله الكلمة من معنى .

في العرس شاهدته , كبر بعض الشيئ , لكن البريق ما يزال في عينيه , وان قرأت كالعاده على ملامح وجهه اهمال هؤلاء الذين قدمو ولم يمنو , ولم يطلبو ثمنا لما قدمو , كانت تعز يومها ترسل المقاومين الى صنعاء لتثبيت اقدام الثوره اليمنيه , التي خذلت , وتحول 26 سبتمبر شارع المجد الى ركام وكأنه ارتكب جرما ان انتصر لليمن كلها .

اتجهت اليه , قلت: انا اعرفك , وقف , قلت انا فلان , كنا ناتي لنشاهدك وانت تدرب المقاومه الشعبيه , ذكرته بذلك القاضي المتحمس للقتال من اجل الثوره , كان لا يجيد السير على صوت الموسيقى ((على الشمال بالخطوه المعتاده معتدا مارش )) ولفرط حماسه كان يرفع اليدين مرة واحده , فتعلو ضحكاتنا من على السور , فنطرد , ونعود وهكذا , ذكرته , فامن على ماقلت , قال بعد ان ذكرت اسمي كاملا : هاه وانت ابن عمي قاسم بجاش , قلت نعم , تمنيت عليه ا ن ياتي معزوما على الغداء , فوعد , لننشغل كلنا بما شغل الناس جميعا هذا الظرف القاسي , الذي حرم العميد عبد الله علي عبده نعمان من جنازة تليق به , الله يصيب الاحزاب , الله يصيب الاحزاب , كان جديرا بها على الاقل ان تنظم جنازه تليق بالرجل , فالاخرين لا يعرفونه كما لا يعرفون اصحاب المجد .

رحم الله عبد الله علي عبده , وله المجد , باسم البلاد كلها لما قدمه بدون من ولا طلب ثمن .
لله الامر من قبل ومن بعد .

حول الموقع

سام برس