بقلم/ مبارك حزام العسالي
كيف تصرِّح وزارة الخارجية الأمريكية أن الاجتماع الذي تستضيفه السعودية ويعقد في جدة يومي الأربعاء والخميس والذي اعتبرته امتداداً لاجتماع لندن الذي انعقد في شهر يوليو الماضي وبمشاركة ذات الأطراف، وتقول من خلال ناطقها السفير "أسامة نقلي" أن الاجتماع يهدف الى مناقشة مستجدات الأوضاع في اليمن والجهود المبذولة لإحلال السلام والاستقرار فيه، وهي نفسها من افتعلت الحروب والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في اليمن وسوريا في إطار عباءات متعددة ومنها «محاربة الإرهاب» هذه العباءة التي ارتدتها الإدارة الأمريكية منذ هجمات 11 أيلول 2001، والتي لبسها أوباما منذ أن دخل إلى البيت الأبيض، علماً بأنه في دعايته الانتخابية قبل ولايته الأولى، كان يدعي أنه سيعمل على تغيير مسارات السياسة الأمريكية وخاصة لجهات تدخلاتها الخارجية، إلا أنه نكث بما تعهد به وتابع مسار خطة سلفه بوش الابن بأساليب أخرى ملتوية.

وكأن ما جرى ويجري حتى الآن من القتل والتدمير في اليمن غير كاف بالنسبة لأمريكا، بل تحتاج إلى المزيد من المراوغات والاجتماعات الكاذبة لتنفيذ مخططاتها العدوانية، وذلك بالتنسيق مع حلفائها وعملائها من الحكام العرب الذين باعوا شرفهم وكرامتهم وضمائرهم "إن كان قد بقي لديهم ذرة من هذا الضمير" من أجل الحفاظ على عروشهم المهترئة مثل السعودية وبقية الدول الخليجية المشاركة في العدوان على اليمن.

وبطبيعة الحال فالإرهاب لدى الأمريكيين والأوروبيين هو إسلامي، والسؤال: ألا يُذكِّرنا هذا بجورج بوش الابن وحروبه الصليبية وشعاراته السيئة الذِّكر «من ليس معنا فهو ضدنا» و«نشر الديمقراطية» وما شابه ذلك من شعارات كاذبة أدت إلى الفتك بحياة ملايين البشر وتدمير العشرات من بلدان الشرق الأوسط وتحديداً العراق؟ ألا يُذكِّر أيضاً باجتياحات الأمريكيين في القرن التاسع عشر ومعهم الأوروبيين لأفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية بذريعة (نشر الحضارة)؟ وهل هناك اليوم ديمقراطية (نُشرت) أو حضارة (زُرعت)؟

يدل هذا على أن المحور الأمريكي - السعودي الخبيث هو من تبنَّى سياسة تحويل اليمن إلى ساحة حرب، وتقسيمه إلى ستة أقاليم منفصلة ومتقاتلة قبلياً ومذهبياً، أما الأدوات المستخدمة في ذلك فهي الخائن عبدربه منصور هادي بالتحالف مع الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة الذي تستخدمه أميركا والسعودية في استمرار الوضع المتفجر في اليمن وتصعيده؛ وتصعيد وتيرة الحروب والنزاعات في المنطقة.

وفي لبنان لا يزال الأمريكيين والسعوديين يمنعون تسليح الجيش اللبناني ويمنعون السلطة اللبنانية من القضاء على داعش والنصرة الإرهابيتين في عرسال والشمال، ما يفسح المجال لتشكيل خلايا إرهابية جديدة في صيدا وبيروت لاستخدامها في استهداف الجيش اللبناني وحزب الله، كل ذلك تحت عباءة "محاربة الإرهاب".

نعم لقد عمل المحور الأمريكي - السعودي على زرع صراعات عسكرية في الساحة اليمنية على أيدي الخائن عبدربه منصور هادي وبقية المرتزقة الفارين معه في الرياض من خلال دعمهم المادي واللوجستي والعسكري جواً وبراً وبحراً من قبل التحالف العدواني الذي تقوده السعودية بدعم أمريكي - بريطاني إلخ.. ولكن هيهات أن ينجحوا في إكمال مخططهم دون إفشاله من قبل القوى الوطنية في اليمن والجيش واللجان الشعبية الذين سطروا أروع الملاحم البطولية في التصدي لهذا المشروع الإجرامي الخطير..!!

حول الموقع

سام برس