سام برس / ذمار/ عامر الضبياني
قدم الدكتور عبدالكريم زبيبة نائب رئيس جامعة ذمار للدراسات العليا والبحث العلمي رؤية علمية للعلاقة الجدلية بين العلمانية والعلوم عرضها ضمن أعمال الموسم الفكري الرابع لمنارات الموسوم بـ (العلمانية بين الدين والسياسة) واشتملت رؤيته البحثية على عرض اضافي لمحطات مهمة من التاريخ السياسي العربي والإسلامي وتجارب أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر وأوضح أثر المنازعات والمناظرات في الفقه الإسلامي وقدم تعريفا واضحا لمفهوم العلم والبحث العلمي والعلاقة بين العلم والعلمانية وأثبت الصلة بين العلمانية والدين .

وفي ختام رؤيته البحثية خلص إلى أنه نستطيع التأكيد على مجموعة من الأمور التي نعتقد أنها ضرورة للخروج من هذا الجدل والعداوة القديمة بين من يعتنق العلمانية الإيديولوجية الالحادية المعادية للدين وبين من يوظف الدين ويعادي العلم والبحث العلمي بهدف بقاء السيطرة المعرفية في مجتمعاتنا في فهمهم للدين والنص الشرعي وتسخيره لمصالحهم الحزبية والمذهبية ونوجزها في التالي:

1. التفريق بين ما هو علم وعلمي وبين الثقافة والموروث الثقافي

2. الاعتماد على العلوم العقلية والبحث العلمي في فهم كل العلوم المدركة

3. الاعتراف بأن أهم مصادر المعرفة البشرية على الإطلاق في العلوم النقلية هو القرآن والسنة واعتبار القرآن كتاب الله المقروء ولكونه كتابه المصمت ويستنطق من خلال قوانين الطبيعة الحية

4. يجب إعادة النظر في كل الموروث الفكري الإسلامي من خلال المختصين في اللغة العربية والعلوم في الصدارة منها علم الاجتماع والتاريخ والآثار والفلسفة وعبر الاجتهاد الجماعي في الجامعات ومراكز الأبحاث وبطريقة المنهج العلمي في البحث للخروج من دوامة الاختلاف والتعصب ومحاولة تنقية التراث الإسلامي من الخرافة وما علق به من وضع الوضاعين

5. على الدولة ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين والأكاديميين والإعلاميين المساهمة في إشاعة ثقافة التسامح ونشر الوعي الإسلامي الصحيح والاستفادة من علوم الموروث الإنساني والإندماج في العصر الحديث بما يساعد على تقدم الحياة الإنسانية لما فيه المصلحة

6. اعتماد أن الإسلام دين المجتمع والدولة ليس لها دين ولكن عليها أن تحمي إرادة المجتمع عبر القوانين والدستور الممثل لهذه الإرادة

7. اعتماد العِلمانية وليس العَلمانية في التخطيط والبناء ومحاربة الخرافة والتضليل والاستخدام السلبي للموروث الديني المسبب للفرقة والتمزق.

وكان من أهداف رؤيته البحثية الوصول إلى مقترح يحل الإشكال بين المفاهيم القديمة للعلمانية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين وما تحتمه طبيعة المتغيرات المادية والتقنية والعلمية في القرن الواحد والعشرون بأن نعيد تعريف العلمانية بمفهوم جديد يساعد الأمة للاستفادة من التراث الإنساني وتجارب الشعوب ويخرجنا من الجدل العقيم والعداوة المستحكمة بين مدرستين المدرسة القديمة المتمسكة بفصل الدين عن الدولة والمدرسة الحديثة المؤمنة بالعلاقة الجدلية بين الدين والسياسة لنستثمر الإيجابي وما يفيد في تطور مجتمعاتنا العربية والإسلامية ونحافظ على جوهر الدين وننهي التعصب لكلا الفريقين خاصة وكلاهما يعملان في الساحة العربية والإسلامية للأسف بشكل سلبي بحيث نعني بالعلمانية أن يسود التفكير العلمي وتسود الروح العلمية في كل شئون حياتنا الفكرية والعلمية.

هذا وشهدت الندوة التي نفذها المركز اليمني للدراسات الناريخية واستراتيجيات المستقبل، تفاعلا جادا ومشاركة علمية واعية من الحضور الذي غلب عليه المشاركة من الأكاديميين وقيادات منظمات المجتمع المدني وممثلي المدارس الفقهية.

وأعلن المركز خلال الفعالية تتويج البرنامج الفكري لموسم منارات المكرس لدراسة وبحث مفاهيم العلمانية وعلاقتها بالسياسة والدولة، والذي سيختتم أعماله برؤية علمية جامعة يقدمها البروفيسور حمود صالح العودي كاستخلاص عام لنتائج أعمال موسم منارات الرابع وستتضمن الفعالية القادمة المقرر عقدها الثلاثاء 30/8/2016م، وورقة عمل علمية للدكتور يحيى علي الصرابي عضو أكاديمية الشرطة العليا بعنوان (العلمانية وتطبيقاتها في المجتمعات الإسلامية والعربية ) هذا وفي مستهل أعمال الأمسية قدم الأخ المهندس عبدالرحمن العلفي عرضا شاملا لمجمل الأنشطة والمهام التي اضطلع بها التحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية على بلورة تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة الوطنية.

كما إشار إلى ما تناقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي والتي إشارت إلى مشاركات مركز منارات في الاعتمالات السياسية والفكرية والثقافية التي تشهدها الساحة الوطنية والتي تمثل تفاعلا صادقا من مركز منارات للدراسات التاريخية لاستشراف المستقبل ولخدمة التحولات الوطنية التي يشهدها وطن الـ22 من مايو العظيم بما في ذلك مواجهة الظواهر السلبية الطارئة على مجتمعنا والتي تستهدف إشاعة الخلاف الديني والتصادم المذهبي التي تتناقض مع جوهر الدين الإسلامي ومنهج يمن الإيمان والحكمة والفقه في التعايش والتآخي والتراحم في مظلة الإسلام الدين والدولة.

حول الموقع

سام برس