سام برس
أسابيع قليلة وتنتهي ولاية ملكة جمال لبنان الحالية فاليري أبو شقرا التي إستطاعت أن تكسب الرهان هذا العام، حيث حقّقت نتائج عالمية بوصلولها إلى المتسابقات الخمس النهائية في مسابقة ملكة جمال العالم. وقبل أن تسلّم تاجها لتصبّح ملكة سابقة كان معها هذا اللقاء الذي تطرقنا فيه إلى المسابقة المحلية والعالمية بالإضافة إلى نشاطاتها وجمعيتها الجديدة.


كيف تعيشين أسابيعك الأخيرة قبل تسليم تاجك للملكة الجديدة، وهل ترغبين في التمديد خصوصاً أنّ هذا الموضوع ليس بعيداً عنا كلبنانيين؟

صحيح أنّ التمديد ليس بعيداً عنّا، لكنه بعيد عن مسابقة ملكة جمال لبنان، وأتمنى أن لا يحدث ذلك على الأقل لتبقى هذه المسابقة بعيدة عن هذه الأمور. أما موضوع فكرة تسليمي للتاج فلا يأخذ الكثير من وقتي ولا أشعر بالحزن خصوصاً أنّني سعيدة بما حققته خلال هذه السنة، ربما في البداية كنت استصعب هذا الأمر لكن الآن أقول إنّها كانت سنة جيدة تعبت فتعلمت ومن الجميل أن يستفيد غيري من هذه التجربة أيضاً.
هل تعلّمت من أخطائك؟

لا، أقصد أنّني تعلمت من الخبرة وخضت تجربة جديدة وشاركت في العديد من النشاطات وأقول يا ليتني كنت أعلمها قبل أن أصبح ملكة.

بماذا تنصحين الملكة الجديدة من الأمور التي قلتِ عنها "يا ليتني كنت أعلمها قبل أن أصبح الملكة"؟

ربما في السابق كنت أفكر بنفسي ولا أعطي لبعض الأمور التي لا أعيشها أهمية كبيرة..مثل الأمراض، لذا من الأمور التي أقول يا ليتني تعلمتها قبل هي تقدير الأمور أكثر وأن أكون سعيدة بما لدي وأن لا أتردد في مساعدة الغير لو كان بإستطاعتي.

أصبحت ملكة على عرش الجمال اللبناني وأنت صغيرة في العمر وتفتقرين للخبرة في الحياة..بعد تتويجك هل مررت في فترة غرور ولم تستطيعي أن تسيطري على نفسك؟

لا أبداً، بالعكس ومن المهم أن تحافظ الملكة على شخصيتها قبل التتويج أو أن الناس لن يحبوها.

لكن بالتأكيد هذه التجربة ستغيّر أية فتاة؟

في السابق كنت سريعة الغضب وآخذ موقفاً عندما أنزعج من أحد، لكن بعد التتويج أصبحت أفكر بطريقة مختلفة وأقول إنّ الحياة جميلة ولا يوجد ما يستحق أن أحزن من أجله، يمكننا القول إنني نضجت أكثر وفهمت الحياة.
هل ما زالت تربطك علاقة صداقة بزميلاتك في المسابقة؟
نعم توجد علاقات طيبة مع بعضهن.

في السابق كان يوجد تسليط ضوء أكثر على نشاطات الملكة بعد تتويجها، لكن اليوم لا يوجد تسليط ضوء على هذه النشاطات من قبل الإعلام ما السبب برأيك؟
صحيح، هذه المشكلة تزعجني كثيراً ودائماً يطرحون عليّ سؤال أين نشاطاتك ؟، رغم أنّني أقوم بنشاطات عديدة لكن الإعلام لم يعد يسلّط الضوء كما في السابق ولا أعلم ما السبب..وليس دوري أن أطلب من المختصين أن أطل عبر وسائل الإعلام رغم أنّ هذا الأمر يهمني. مواقع التواصل الإجتماعي اليوم تعطيني حقي أكثر من الإعلام.

هل توافقين الرأي أنّ مسابقة ملكة جمال لبنان فقدت وهجها عن السابق؟
نعم، المسابقة منذ سنوات بدأت تفقد وهجها، وبرأيي أنّ المختصين يجب أن يستفيدوا من الفتيات اللواتي يتوجن باللقب لنبرز صورة أفضل عن لبنان، وخصوصاً في حالتي لأنني شاركت في مسابقة ملكة جمال العالم ووصلت للمرحلة النهائية، كان من المفترض أن يستفيدوا أكثر من اللقب الذي حصلت عليه، وأن تكون نقطة مضيئة في هذه الحالة التي نمر بها، ولكنني أؤكد أنّني لوحدي لا استطيع أن أفعل ذلك.

هل تضعين اللوم على المسابقة إذاً؟
ربما يمكننا أن نضع اللوم على الأشخاص المسؤولين عن هذا الموضوع بعد التتويج، لكنني في الوقت نفسه لا أستطيع أن ألومهم ربما يوجد بعض الأمور التي لا أعرفها.

دعينا نضع أسباباً لفقدان المسابقة وهجها عن السابق..هل بسبب التطّور الذي نعيشه أم بسبب وضع البلد الصعب؟

نعم، الوضع المعيشي الصعب وغيره من النواقص الموجودة في هذا البلد هي من الأسباب الرئيسة، لكن في الوقت نفسه أريد أن أقول إنّ الناس يعرفونني في كل مكان، رغم أنّني نفسي لم أكن أعرف أخبار الملكات في السنوات الأخيرة، لكنني متفاجئة هذه السنة من الضجة التي حققتها.
هل تعتبرين نفسك من الملكات اللواتي بصمن لدى اللبنانيين؟
لن أتحدث عن نفسي يجب أن تسأل الناس، لكنني أؤكد أنّني عملت من قلبي والناس عندما يرونني يعبرون لي عن حبهم.

أخبرينا عن النشاطات التي عملت بها منذ تتويجك؟
كنت موجودة مع الكثير من الجمعيات مثل "هارت بيت" وشاركت معهم في الحفل وقدمت أغنية لبنانية ، وكان حفلاً ناجحاً كما أنني عملت مع جمعية "غيفت أوف لايف" وهي جمعية تهتم بقلب الولد وأنقذت ولداً على إسمي وغيرها من الجمعيات.

أخبرينا عن سبب تأخرك في البدء بالعمل في جمعيتك الخاصة؟
إسم جمعيتي "جست كار" وأسستها قبل أن أشارك في مسابقة ملكة جمال العالم، لكن عندما عدت مع لقب عالمي جديد انشغلت كثيراً مع جمعيات أخرى لأنني لم أكن أرغب بأن أكون أنانية ، لذا أعطيت وقتاً لجمعيات أخرى كي أدعمها، ومنذ فترة بدأت بالإهتمام أكثر بجمعيتي. الجمعية تدعم العائلات التي يتعرّض أحد أفراد عائلتها لأزمة صحية كبيرة مثل الكوما والإعاقات والجروحات البالغة ونحن ندعمهم بطريقة مادية ومعنوية التي بدورها تدعمه أيضاً، وما لا يعلمه كثيرون أنّ المريض بحاجة لدعم معنوي لكي يتجاوز هذه المحنة. وهذا اكتشفناه بعد التجربة الخاصة التي مررنا بها فيها بالعائلة.

ما هو مصدر تمويل الجمعية؟

الجمعية مولتها بنفسي في البداية، والآن نبيع "فليب فلوب" وكل الربح يعود إلى الجمعية وكما أنّ الناس يشجعونا كثيراً ويدعمونا وأعتقد أنّنا أصبحنا مستعدين لكي نساعد أشخاصاً أكثر.

أرى أنّك بعيدة قليلاً عن القضايا التي تتعلّق بالمرأة اللبنانية.
الحالات التي تصادفني أغلبيتها تتعلّق بالأطفال أو بأشخاص مصابين بأمراض معينة، وأنا مستعدة لدعم كل القضايا المحقة بما فيها قضايا المرأة.

كيف ترين واقع المرأة في لبنان؟

أرى أنّ المرأة في لبنان أصبحت أقوى، وفي البيئة التي أعيش فيها من النادر أن أرى إمرأة ضعيفة ولكن أتمنى أن تظهر هذه القوة للمسؤولين، وبما أنّنا نعيش في مجتمع ذكوري يوجد دائماً ما يمنعنا لنتقدم أكثر.
مثل ماذا؟
في لبنان يوجد حقوق للمرأة أي أنّه يوجد قانون لكن نريد أن يتم تعزيزه أكثر، لأن المجتمع الذكوري ولأن الرجل دائماً فوقنا نشعر أحياناً بأنّنا ضعفاء لكن بدون شك أنّ واقع المرأة في تحسن.

لفتني أنك إستخدمت مصطلح "مجتمع ذكوري" مرتين، هل أنت مؤيدة للمساواة بين الرجل والمرأة؟
نعم بالتأكيد.

ماذا عن الزواج المدني؟

لن أعطي رأيي بهذا الموضوع، لكنني أرى أنّه من حق أي إنسان أن يتزوج مدنياً فلا دين للحب، وهذه حرية شخصية. وربما اذا اثنان من دينين مختلفين الزواج المدني قادر على حفظ حقوقهما أكثر.

ماذا عنك هل تتزوجين مدنياً؟

بحسب الظروف، إذا وجدت الزواج المدني سيفيدني سأفعلها. لا أحكم على غيري وكل انسان حر.

كيف كانت نظرة المتسابقات لك في مسابقة ملكة جمال العالم؟
في البداية كان يوجد حساسيات كثيرة مع المشتركات وهذا الأمر كان واضحاً خصوصاً أنّه قبل أن أذهب كنت متصدرة على الأونلاين وفي البداية أصبحن يدلّن عليّ لكن بعدها أصبحنا على علاقة أفضل.

هل شعرت بأنّهن ينظرن بطريقة دونية تجاهك؟

نعم، شعرت بأنّهن كنّ ينظرن إليّ بطريقة دونية والبعض كان يخبرني بذلك أيضاً خصوصاً أنّهن لم يتوقعن أنّ أحقّق هذه النتيجة، في العادة ملكة جمال لبنان لا تشكل خطراً وهذا ما أثبت عكسه في المسابقة وقلت لهن من خلال النتيجة التي حققتها أنّه من حق لبنان أن يصل إلى المراتب الأولى في عالم الجمال.

هل رأيت أنّ نظرة اللبنانيين إختلفت بطريقة إيجابية بعد النتيجة التي حققتها في المسابقة العالمية؟
نعم أنا شعرت بالراحة أكثر، رغم أنّني لم أتلقَ إنتقادات، لكنني حققت شهرة أكبر لبنانياً بسبب النتيجة التي وصلت إليها، ولمست منهم محبتهم ودعمهم لي في هذه المسابقة.

بعد أن تسلمي التاج للملكة الجديدة، كيف ستستغلين جمالك؟
لن أستغل جمالي أبداً، لا أريد أن تكون مسيرتي مقتصرة على الجمال فقط، أريد أن أظهر مواهبي الأخرى. بالنسبة للجمال حققت نتيجة مهمة لبنانياً وعالمياً، اليوم أريد أن أظهر ثقافتي ودراستي وقدراتي.

تبذلين جهداً أكبر لكي تظهري الجانب الآخر غير جمالك؟

صحيح، ما ساعدني أيضاً أنني كنت الأولى في "ميس انترفيو"، أي أنني اثبت أنّني استطيع التحدث ولأول مرة لبنان بيوصل للمرتبة الأولى بالإنترفيو.

هل تعتبرين مقولة "كوني جميلة واصمتي" عنصرية؟

لا، ليست عنصرية ويمكننا أن نقولها على بعض الجميلات والوسيمين. والمقصود بها الصبايا والشباب الذين يهتمون كثيراً بجمالهم ويفقدون بعض الجانب الفكري. لذا أرى أنّ المقصود بهذه المقولة الشاب الذي لا يهمه سوى إبراز عضلاته والفتيات اللواتي كل همهنّ أن يكون أنفهنّ على القد. "الحلوة اللي مهموسة بجمالها لازم ما تحكي".
من هي الأجمل برأيك من الملكات السابقات.

أرى أنّ نادين نسيب نجيم من الأجمل على الإطلاق وتعرفت إليها شخصياً وأحبها كثيراً، كما أحب كيف برزت تمثيلياً وأثبتت أنّ لديها موهبة بعيداً عن الجمال.
صحيح أنه كان لديك تجارب تمثيلية قبل "ملكة جمال لبنان"؟
نعم شاركت في مسلسل "عشرة عبيد زغار" ومسلسل عرض قبل خمس سنوات بعنوان "ذا تيم" والعملين من إخراج ايلي حبيب. عرض عليّ بعض المسابقة الكثير من الأدوار التمثيلية لكنني متأنية وأدرس خطواتي أكثر.

هل تحضرين لإطلالتك في المسابقة؟
حالياً بدأت أفكر وسأستعد لها.
*نقلا عن الفن

حول الموقع

سام برس