بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
تطل علينا الذكرى الرابعة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة ، والشعب اليمني مُثقل بالهموم والمآسي بعد سنوات من الخلاف والاختلاف والاحتراب وفساد مراكز القوى العابثة التي انحرفت عن مبادئ وأهداف ثورة سبتمبر العظيمة ، التي كانت ومازالت وستظل ام الثورات وملهمة الجماهير وغاية كل يمني يتوق الى الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية التي ينصهر في بوتقتها جميع أبناء الشعب اليمني بمختلف مشاربهم السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية ، المؤمنين بدولة المؤسسات وعملية البناء والتنمية بعيداً عن التسلط والطغيان .

وأياً كان التآمر والعدوان الخارجي البشع ومغالاة وفجور وفتنة الداخل التي ساهمت الى حد كبير في تصدع النسيج الاجتماعي اليمني والوحدة الوطنية عبر تكريس الدعايات والاشاعات المغرضة لقمع ثورة الشعب ، ومحاولة إعادة وتثبيت المرتزقة والعملاء من تجار الحروب المؤدلجين وبعض التقدميين الذين استدعوا الخارج واستقووا بآلة الدمار التابعة لتحالف العدوان بقيادة الرجعية السعودية للمتاجرة بسيادة الوطن ونهب ثرواته ومصادرة قراره السياسي والسيادي من خلال المنظمات الدولية المشبوهة وتحويل اليمن الى بركة من الدماء والدمار والاشلاء ومارافقها من اعمال التهجير والتشريد والبطالة والفقر نتيجة لجرائم الإبادة المنظمة من دول العدوان وادواته فإن " اليمني وشعبه سيظل " صامد اً" صمود جبال نقم وعيبان وشماريخ شمسان .

ولذلك لم ولن ينجح الحاقدون والفاسدون في " وأد" ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والحد من طموحات وامال واحلام " اليمانيين" التي قاومت الطغيان وقادة مشاعل النور وواجهت العواصف والزلازل للنجاة بسفينة الثورة التي حددت معالم الطريق للأجيال اليمنية وإعادة بناء ما دمره العدوان بعد ان وقف الشرفاء وأصحاب الحكمة من المناضلين حاملين بنادقهم لتحرير الوطن تحت شعار الجمهورية او الموت الذي تجلى فيه الصمود الأسطوري في جبهات الكرامة والشرف والتضحيات الكبير ة وقوافل الشهداء التي روت دمائهم كل شبر منذ اليوم الأول لتفجير ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ، مروراً بسقوط الرهان السعودي والامريكي في السبعين يوماً وما تلاه من استنزاف وحروب وشائعات صدرتها غرف عمليات محلية وإقليمية ودولية .

ورغم ذلك التآمر والحقد والترصد بالثورة والإساءة عن قصد اوغير قصد للثوار والمنجزات العظيمة التي لاينكرها إلا حاقد او جاهل، إلا ان الشعب اليمني ظل مدركاً وواعياً ويقظاً للدسائس والاصوات النشاز ومتجاوزاً للرهانات الخاسرة التي حاولت بين فترة وأخرى اجهاض الثورة او وأدها رغم الإمكانات الضخمة والمآسي والمعاناة واستئثار بعض مراكز القوى بالثورة والثروة والذئاب الأخرى المنتظرة لافتراس ثورة الشعب ، ومع ذلك اطاح الشعب اليمني بالعديد من رموز الفساد والمتنفذين عبر عدة محطات فارقة ألقت بظلالها على عملية التغيير وغربلة مسار الثورة والمضي بها نحو مستقبل افضل لاسيما بعد المتغيرات الأخيرة التي حملت في طياتها الكثير من الهموم والتوق الى الحرية والدولة المدنية .

ورغم تلك الجراح والظلم الفادح من ذوي القربى والعدوان الدولي وتنكر أصحاب المصالح ، يواصل الشعب اليمني احتفاله في مشارق الأرض ومغاربها بوهج الثورة التي نُقشت في قلوبهم وأضاءت لهم دروب الحياة حاملين بنادقهم في يد وراياتهم الوطنية باليد الأخرى لسان حالهم يقول جمهورية من قرح يقرح.
*نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس