بقلم/محمد أنعم
يحتفل الشعب اليمني في العاصمة صنعاء وعموم محافظات الجمهورية وفي الخارج بالعيد الـ54 لانتصار ثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة عام 1962م والتي أطاحت بالنظام الإمامي الكهنوتي الى الأبد وحررت شعبنا من الاستعمار البغيض، ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة في ظل عدوان همجي تشنه السعودية على اليمن أرضاً وشعباً منذ مارس 2015م في استهداف ممنهج لمكاسب الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر ومنجزات يمن الـ22 من مايو 1990م.. ويكشف العدوان السعودي بوحشيته وهمجيته عن مدى حقد النظام الكهنوتي الوهابي على الشعب اليمني وثورته وجمهوريته ووحدته، خاصة وأن النظام الجمهوري استطاع أن يحدث نهضة كبيرة في البلاد وأن يلحق في ذات الوقت بالنظام السعودي شر هزيمة وحقق انتصاراً تاريخياً للثورة السبتمبرية والجمهورية في ستينيات القرن الماضي كما انتصر شعبنا على المؤامرة السعودية بالدفاع عن الوحدة اليمنية في منتصف التسعينيات من ذات القرن بفضل اصطفاف الشعب حول قياداته الحكيمة ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح الذي قاد مسيرة النضال لترجمة أهداف الثورة اليمنية على أرض الواقع.

لقد مثَّل انتصار ثورة 26 سبتمبر التي قادها تنظيم الضباط الاحرار وإعلان قيام الجمهورية في اليمن على أنقاض النظام الإمامي، ميلاداً جديداً ليس للشعب اليمني فقط وإنما لشعوب المنطقة التي ماتزال بعضها ترزح تحت أنظمة استبدادية كهنوتية الى اليوم، فقد زلزلت الثورة السبتمبرية منذ اليوم الأول عروش الطغاة والأنظمة الاستبدادية وعملاء الاستعمار وماتزال الى اليوم كونها حملت مشروعاً حضارياً وتحديثياً.

وأعلن قادة الثورة السبتمبرية أهداف الثورة اليمنية للعالم والتي عبرت عن المشروع الحضاري الذي يتطلع الشعب اليمني اليه من خلال النظام الجمهوري المعبر عن كل فئات الشعب وتطلعاتهم وحقهم في العيش بحرية وكرامة مثل سائر شعوب العالم والمشاركة في صنع القرار وبناء مستقبل آمن لأجيال اليمن دون تمييز.

لم يرق للنظام السعودي الكهنوتي قيام الجمهورية في اليمن وجن جنون قادته واصيبوا بالهلع ومايزالون الى اليوم خاصة وهم يتابعون الأعراس الديمقراطية وحرية الرأي والصحافة والتعددية ومشاركة الشعب في صنع القرار، لذا فقد أضمروا الشر وظلوا يسعون الى وأد الثورة السبتمبرية والجمهورية.

فعلى الفور فتح النظام السعودي الكهنوتي أبوابه لأعداء ثورة سبتمبر وجنَّد المرتزقة من كل دول العالم بنفس الاساليب التي يستخدمها اليوم في عدوانه الهمجي على شعبنا اليمني.. حيث قامت يومها السعودية وباسم الدفاع عن شرعية الإمام البدر بشن حرب بربرية على اليمن استمرت أكثر من ثمان سنوات.. وليس خافياً على أحد أن الرياض اشترت دولاً كثيرة وشكلت تحالفاً رجعياً وقادت حرباً قذرة في محاولة لإسقاط الجمهورية وبدعوى الدفاع عن شرعية الإمام البدر احمد حميد الدين.. وسخرت أطناناً من الذهب ومليارات الدولارات ومختلف الأسلحة لإبادة الشعب اليمني كما تفعل اليوم بدعوى إعادة ما تسميه بشرعية الفار هادي.

ومثلما قصفت السعودية بالأمس صنعاء المجمهرة، ها هي اليوم وبدون سبب تقصف صنعاء وكل مدن اليمن في تكرار لنفس المؤامرة، مستغلةً اختلاف اليمنيين لإضعاف اليمن وتدمير مقدراتها وضرب مقوماتها الحضارية وفي المقدمة تدمير أسس الدولة وركائزها الاساسية.

فها هو الفار هادي وأتباعه يقفون لا حول لهم ولا قوة مثلما كان البدر والحسن بالأمس مجرد مطية استغلتهما السعودية في ستينيات القرن الماضي لتنفيذ مخططها التآمري، فمنذ عام وثمانية أشهر واليمن تتعرض لعدوان همجي لا مثيل له حيث تستخدم السعودية أسلحة محرمة دولياً وحولت اليمن ومكاسب نصف قرن ومنجزات الشعب التي تطرز وجه الوطن وفي مختلف المجالات والتي أحدثت ثورة في حياة الإنسان اليمني الى مجرد أطلال وهدفها الأول والأخير إسقاط الجمهورية السبتمبرية والقضاء على منجز الوحدة وتحويل اليمن الى حديقة خلفية لأمراء آل سعود، غير مكتفين بنجران وجيزان وعسير والشرورة والخراخير وغيرها من الأراضي اليمنية التي احتلتها بسبب ضعف اليمن وعدم قدرة الدولة المركزية على مواجهة أطماعها التوسعية.

لقد سمع الجميع بالأمس مطالب السعودية والتي جاءت على لسان جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة والذي طالب من داخل مدينة جدة بتسليم السلاح اليمني لطرف ثالث، ومطلب كهذا يكشف عن بشاعة المخطط التآمري السعودي والذي تسعى من خلاله الى تجريد الشعب اليمني من السلاح وكذلك تصفية جيش الثورة والجمهورية انتقاماً للهزائم النكراء التي لحقت بالسعودية في حرب الستينيات وإجبار الرياض على الاستسلام والاعتراف بالنظام الجمهوري مكرهةً، ثم في تسعينيات القرن الماضي عندما فشلت عام 1994م في تمزيق اليمن.

اليوم تعمل السعودية على افشال أي محاولات سلمية لإيجاد حل للأزمة اليمنية عبر الحوار، وهذا أمر ليس بجديد فقد تعمدت افشال مؤتمرات الحوار اليمنية - اليمنية في ستينيات القرن الماضي وظلت تؤجج الصراعات والخلافات بين اليمنيين -جمهوريين وملكيين من جهة- وكذلك بين الجمهوريين أنفسهم، وأهمية تنفيذ مخططها التآمري على اليمن والاطاحة بالجمهورية والتي سعت جاهدة الى استبدالها بدولة اسلامية ولم تنجح.. ونجدها اليوم تروج للأقلمة وما تسميه باليمن الاتحادي، غير أن الجيش اليمني العظيم واللجان الشعبية سيركّعون مملكة الشر والإرهاب كما تحقق لهم ذلك بالأمس وستنتصر إرادة الشعب اليمني الحر مهما كانت التضحيات.
*نقلا عن صحيفة الميثاق

حول الموقع

سام برس