بقلم / عبدالرحمن بجاش
شيطان الكتابه هو ما غيره , من يجعلك تركل البطانيه الملقاه على جسدك بفعل الالم الذي لا يطاق والذي تجاوب معها باقي الجسد بالسهر والحمى , لتمسك القلم وتكتب , وما تكتبه يستحق ان تتحمل من اجله الالم والحمى .

انتهيت من القراءة الاخيره لقواعد العشق الاربعين , انتهت رحلتي الطويله التي لن تصدقو انها استمرت عاما كاملا , الا يقولون ان اكل العنب حبه حبه , انتهت رحلتي اللذيذه ب..(( العشق ماء الحياه , والعشيق هو روح من النار ! ))و (( يصبح الكون مختلفا عندما تعشق النار الماء )) , وتقول القاعده الاربعون : (( لا قيمة للحياه من دون عشق . لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذي تريده , روحي ام مادي , الاهي ام دنيوي , غربي ام شرقي ...فالانقسامات لا تؤدي الا الى مزيد من الانقسامات . ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف . انه كما هو , نقي وبسيط . )) .

انا اصبحت غير انا الذي كنت , لقد اغتسلت روحي باربعون قاعده للعشق , ليس العشق الرخيص اذا جاز التعبير الذي قد يتبادر الى ذهن البعض ممن يفهم العشق والحب كسلعتين رخيصتين يشتريها نفس البعض , ويخلعها عند اول منحنى !!.

هنا تغتسل بالكلمات, بشعر جلال الدين الرومي , وماء السماء يلقيها عليك كماء الورد شمس التبريزي , الذي استطاع ان يقنع العالم الجليل انه لن يكون جليلا الا اذا نزل الى قاع المجتمع , فنزل ليجد ذلك العالم له روح واي روح .

تعال انظر الى ما فعله سليمان السكران , من استمع الى حوار قتلة التبريزي فبحث عنه في كل مكان , لان روحه توحدت بالرجل في الحانه , وعند مشاهدته لرقصة الدراويش الذي استوحى الرومي نهايتها من دكان الحداد الذي تحولت طرقاته الى لحن سماوي في اذن الرجل .

وجدت ضالتي في قواعد العشق حيث يشير الرجلان الى الموسيقى على انها وليدة الطبيعه من صوت موج البحار , والرعد , والبرق , وثغاء العصافير , وزقزقة الماعز , والصوت الحنون لسير الماء في الجداول .

لقد عشت اجمل ايام القراءه مع قواعد عشق تنقلك الى مآلات غير المآلات التي تنقلك اليها أي روايه , حتى ان اليف شافاق تفوقت لغتها على لغة مستغانمي التي كنت قد اقتنعت بعد نزار انها ارقى لغه وارفع اسلوب , لتاتي رواية العشق اسمى واعلى , هل لانها تخاطب الروح , او لان العشق جزء من وجود الانسان .
انظر فاحدى القواعد تقول : (( فالذين يستسلمون للجوهر الالهي في الحياه , يعيشون بطمأنينة وسلام حتى عندما يتعرض العالم برمته الى اضطراب تلو اضطراب )) , ابتدأت رحلتي .
لله الامر من قبل ومن بعد .
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس