بقلم /عامر محمد الضبياني
افنى حياته عالم النفس الأمريكي والفيلسوف جون ديوي في تحديد الغرض من التعليم، حيت يعتبر هو الأب الروحي للتربية وأبرز اعلامها على المستوى العالمي الحديث. فنجح في وضع فلسفة تربوية علمية لبناء مجتمع ديمقراطي يعكس فيه قيمة الفرد مع قيمة الجماعة والمجتمع، وابرز ما قاله ديوي وكان له الأثر في نفسي هو "ان على المدرسة او الجامعة ان تعكس مستوى التطور الاجتماعي". وقد احدثت هذه النظرية تأثيرا دائما في الحركة التعليمية في أمريكا وأوروبا ومختلف بلدان العالم.. حتى بات التعليم ليس حكرا على احد، بل حق لكل الناس بمختلف اجناسهم او طبقاتهم وثقافتهم.

وبالرجوع الى كتب الإدارة والإدارة الصفية بالذات نجد مدرسة العلاقات الإنسانية تأخذ حيزا كبيرا في تلك العلوم، بل وأن النهج الديمقراطي هو السبيل الأمثل لتربية النشئ، وخصوصا مع الشباب القادرين على تخطيط وإدارة شؤون حياتهم بدون مساعدة الوالدين. نعم فلم يعد طالب المرحلة الثانوية او الجامعة بالطفل الذي يجب عليه السكوت في جميع الأوقات والتلقي من المعلم لكل ما يراه هو مناسب او غير مناسب.. ليصبح كآلة جوفاء يملاءها الآخرين حتى دون ان يبذل اقل جهد في التفكير او اتخاذ القرار.

لست هنا محرضا أبناءنا واخواننا الطلاب على الخروج عن طاعة المعلم او عدم الإلتزام بأوامره.. بل مشددا على ذلك مستشهدا بقول الشاعر "قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم ان يكون رسولا.." ولكني هنا اناشد كل من اعطاهم المجتمع مهمة التعليم وتربية النشئ الى البعد كل البعد عن النهج الديكتاتوري القاتل لكل طموحات الشباب، فلعل كلمة قاسية من معلم تخمد موهبة او قدرة كان لها بالإمكان ان تصعد وتعلو وتستمر بفضل ذلك الأستاذ.. ليكون له في النهاية شرفا لأن يكون هو صاحب الفضل في نموها واكتشافها..

حول الموقع

سام برس