بقلم / طه العامري
توفيق عبد الرحيم وأولاده ..(1)

أرتبط أسم( بيت المطهر) في مديرية حيفان تعز عزلة الأعروق بمسار وتاريخ الحركة الوطنية والثورة اليمنية وقدمت هذه الأسرة نماذج راقية للإيثار والتضحية والكرم والفدأ والبطولة ويكفي أن نذكر أسم المناضل عبد الغني مطهر حتى ينتابنا الكثير من الشعور بالفخر والاعتزاز ونحني هاماتنا أمام أسم منحوتا في الوجدان والذاكرة الوطنية لرجل وطتي قدم الجهد والمال والدم والعرق من أجل ميلاد الفجر اليمني الجديد ثورة 26سبتمبر الخالدة والتي ستظل خالدة مهما حاول البعض الالتفاف عليها أو التنكر لقيمها ومبادئيها..

عبد الغني مطهر العريقي رجل بحجم الوطن وشركة المطهر كانت أحد أهم معالم ثورة سبتمبر الخالدة ولهما يكن شعبنا الكثير من التقدير والأحترام..

لكن يؤسفنا أن هناك من أنتسب لهذه البيت ولهذه الأسره( المطهر) ولم يحمل من هذا الأسم نصيب يجسد حقيقة انتمائه لهذه الأسرة الوطنية التي عشقت الوطن وناظلت في سبيله ومن أجل حريته واستقلاله وأقصد أخينا المرحوم( توفيق عبد الرحيم مطهر ) الذي جاءا من وسط أسرة مناضلة قدمت الكثير من التضحيات..لكن توفيق جاءا عبر أجندة خاصة..أجندة أسقط من جداولها وأهتماماتها كل قيم الوطن والمواطنة وحقوقهما بل وحتى مشاعر الود والتراحم وصلة الرحم وحب ذوي القربي كل هذه المفاهيم تم إسقاطها من أهتمام رجل الأعمال الراحل توفيق عبد الرحيم مطهر وهي العدوى التي انتقلت تلقائيا إلى أولاده الذين خلفوه من بعده في أمبراطورية المشتقات النفطية وأدواتها..!!

الراحل توفيق عبد الرحيم مطهر رحمة الله عليه برزا منذ اللحظة الأولي لصعود نجمه التجاري كلاعب متمكن مع اللاعبين الكبار ولانه ينتمي لاسرة عريقة ومناضلة فقد استغل هذه العلاقة ليصبح وبحدارة( حوتا ) في بلاط الرأسمالية الطفيلية التي راج سوقها وأتسع نفوذها وتمددها على الخارطة الاقتصادية ، وارتبط المرحوم توفيق عبد الرحيم ببلاط السلطة وترويكا صناع القرار وخاض فيما يخوضون وكان بكل نشاطه يتناقض مع سلوك ونشاط رجل عظيم بحجم ومكانة عبد الغني مطهر..!!

وكأن خصوم المناضل عبد الغني مطهر يريدوا ومن خلال نشاط توفيق أن يقولوا له ها يا عبد الغني قد انتصرنا عليك وعلى قيمك واعدنا هيكلة ثورتك وبطريقتنا وبدلا عنك انتدبنا توفيق الذي جاء يناقض بنشاطه وسلوكه كل ما كنت تؤمن به وتناضل في سبيلة..!!

مارس توفيق عبد الرحيم رحمة الله تغشاه سلوكا شبه إنتقامي من كل اهله واقربائه ومن الشعب والوطن وكأنه في هذا السلوك كان يريد الأنتقام للمناضل عبد الغني مطهر الذي اعطى الشعب والوطن الكثير ولكنه لم يأخذ منهما سوى الجحود والنكران..لكن المناضل عبد الغني لم يكن إلا قائدا وطنيا ومناضلا استثنائيا اعطى ولم ينتظر رد الجميل من أحد..!

..(الحوت) أو اخينا توفيق راح يلعب مع الكبار وارتبط ارتباط وثيق وارتباط عمل مع كبار النافذين والمتسلطين ممن شكلوا دولة داخل السلطة في غياب الدولة الاعتبارية الحقيقية..كان اللعب مع الكبار مثمرا في بداية الأمر مع توفيق الذي حقق مكاسب كبيرة وبوقت قياسي جدا وطال نفوذه فأصبح ( حوتا) بل أوشك أن يصبح( قرشا مفترسا) إلا أن اللاعبين الكبار اخذوا حذرهم وبدأو في منافسته بل ومضايقته لان( العيال كبرت) ولم يكن توفيق أقل دهاء أو ذكاء فراح يدفع بأولاده إلى معترك السباق فأرتبط( فتحي توفيق ) بكارتل( مشائخي سلطوي نافذ) وكان الارتباط( نسبا ومالا) !!

خلال مسبرة توفيق الرأسمالية وحتى وفاته رحمه الله لم تكن منطقته حاضرة يوما في ذاكرته إلا في نطاق محدود وعبر شخصيات اجتماعية محددة مثلت حلقة الوصل بين رجل الأعمال وبعض المحتاجين وهولاء المحتاجين كانوا من عصبة هذه الشخصيات الاجتماعية التي استطاعت وبجهود كبيرة ودهاء غير محدود من الاحتفاظ بعلاقتها بالرموز الرأسمالية في المنطقة لان اللقاء مع توفيق لشخص من هولاء الوجهاء كان يعني الخصومة مع رموز رأسمالية اخرى من أبناء المنطقة أو المحسوبين عليها_ زورا_ !!

لآن العلاقة بين رموز وتجار ورأسماليي حيفان كانت ولاتزل علاقة متوترة وكان المرحوم توفيق تحديدا يكن لمجموعة هائل سعيد ورموزها من البغض ما لم يحمله( ابليس) للزهاد والعابدين..!!
انعكس هذا على دوره في تنمية منطقته ومساعدة أبنائها ، وهذا لايعني أن توفيق لم يكن رجل خير بل كان رجل خير وكرم ولكن ليس في منطقته بل في كل مناطق اليمن واعرف إنه أعتق رقاب من القصاص بعد أن تكفل بدفع ديات وفديات مالية ضخمة لاولياء الدم الذين تنازلوا عن دم ذويهم مقابل( ديات او فديات) دفعها توفيق عبد الرحيم من ماله لينقذ بها رقاب وحياة المحكومين وجميعهم من خارج المنطقة...!!

دفع توفيق أموال طائلة لقاء مشاريع تنموية أنشئت في مناطق اخرى وبعيدة لكنه لم يقيم مشروعا في منطقته والكثيرون يعرفون حين توفاه الله وحسب وصيته طلب أن يدفن في قريته قطع الناس الذين توافدوا من كل أرجاء اليمن للمشاركة في التشييع ، أقول قطع الناس مسافة سيرا على الأقدام والنعش على الأكتاف في طريق وعرة وشائكة كان بمقدور توفيق أن يجعلها طريقا آمنا واسفلتيا تصله وتصل ضيوفه إلى حيث يجب أن يصلوا بسهولة ويسر وآمان ولكنه لم يفعل ولم يفعلها من بعده أولاده..!!

لم يقدم توفيق ما يجب أن يقدمه لمنطقته ولم يهتم لامرها أو يكترث بل وعزل نفسه حتى اجتماعييا فأرتبط بعلاقات واسعة مع أصدقاء ورموز ووجهاء ينتمون لكل مناطق اليمن إلا مديرية حيفان وخاصة منطقة الأعروق كان أصدقاء وجلساء توفيق منهما أشخاص محدودين لايتعدوا أصابع اليد الواحدة..!!

لذا لم ينظر توفيق وأولاده للمنطقة واهلها وهمومهم وحاجتهم إلا فيما ندر وعن طريق وسطاء بذاتهم دون غيرهم..ولم يشارك توفيق في أي عمل تنموي للمنطقة بل كانت اشتراكاته السنوية لجمعية الأغابرة والأعروق تخرج بعد جهد جهيد ووسطاء وبعد أن يكيل أطنان من الشتم والقذف والسب للجمعية ومن فيها ومن يستفيد منها..!!

لم يتبني توفيق مبدعا بالدعم والتشجيع ولم يكترث لهموم ابنا منطقته ومعاناتهم وحاجتهم العامة والخاصة لم يلتفت لهموم المنطقة ولم يكترث بما تحتاجه ولم يساعد محتاج من أبناء المنطقة إلا فيما ندر وعبر وجاهات بعينها..ويكفي أن منطقة حيفان او مديرية شاهد حال اليوم وغدا على صحة ما أقول إذا قارنا حالها وصورتها اليوم بحجم النخب الرأسمالية المحسوبه عليها..!!
يتبع غدا..

حول الموقع

سام برس