سام برس / أحمد الشاوش
كشفت التصريحات والتسريبات الاخيرة لوزير الخارجية البحريني ان تأسيس " الاتحاد الخليجي" سيقوم على انقاظ مجلس التعاون الخليجي الذي أثبت فشلة منذ تأسيسة وتوسعت الهوة الكبيرة بين قادة دولة ، لاسيما مواقف سلطنة عمان المتزنة والعقلانية التي تحاول جمع الامة على كلمة سواء ، والمواقف القطرية المؤرقة للسياسة السعودية الذي دأب حكام الرياض من احكام التاثير عل القرارات الصادرة عن مجلس التعاون الخليجي.

هذا التباين والاختلاف الكبير برز من خلال تصريحات وتسريبات وزير شؤون مجلس الشورى والنواب البحريني، غانم البوعينين وأكثر من مسؤول بحريني وسعودي بالتلميح تارة والحديث تارة اخرى عن تأسيس اتحاد خليجي ، من ان الاتحاد قد يتم دون سلطنة عمان ، كما ورد في صحيفة الحياة اللندنية ، في حين قال الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عُمان، يوسف بن علوي، في تصريح لصحفية "عكاظ" السعودية، في أكتوبر ، رفض مسقط لمقترح للاتحاد الخليجي، مشدداً على أنها "لن تكون عضوا فيه" حال إنشائه... وقال بن علوي في تصريحات أن التماسك الخليجي لم يتجسد بعد لتحول مجلس التعاون إلى "اتحاد" مثلما تطمح بعض دوله، مؤكداً ان دول مجلس التعاون ليست مؤهلة الان لقيام اتحاد خليجي.

كما أعلن وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، في ديسمبر أول 2013، أن قيام الاتحاد الخليجي بعدد دول أقل من الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون "أمر وارد".

في حين ان الفترة الزمنية التي مرت بها دول الخليج من 2011م من تاريخ الدعوة الى الاتحاد الى ديسمبر 2016ن ، موعد القمة الخليجية ضاعفت من الاختلاف السياسي ،، بين سلطنة عمان والسعودية نتيجة للمتغيرات والاحداث والمصالح من حيث العلاقة مع ايران وقضايا اليمن وسوريا والعراق ،وان الذريعة لانشاء الاتحاد هو مواجهة التهديدات المتنامية ضد ايران ودورها في البحرين وجزر طنب الكبرى والصغرى التابعة للامارات ، والمشروع النووي وأزمات الحجاج الايرانيين والتحسس من العلاقات الازلية بين سلطنة عمان وايران والتقارب القطري الايراني ، واتهام ايران بتهريب السلاح لجماعة الحوثي عبر سلطنة عمان ، وفشل السياسة السعودية في سوريا العراق واليمن وغيرها من الدول العربية ، ونجاح السياسة والدبلوماسية العمانية ، مما ضاعف من الهوة.

كما اعتبر سياسيون ان التلويح والتسريع لاقرار الاتحاد الخليجي هو نكاية بمواقف سلطنة عمان الرشيدة مع دول المنطقة ومتانة علاقاتها مع الجميع دون استثناء وفي مقدمتها ايران ، وان غياب سلطان عمان عن حضور القمم الخليجية منذ عام 2011، وحضور شخصية نيابة عنه دليل جلي على الاختلاف في وجهات النظر.

كما ان استراتيجية الملك سلمان ونجلة في مجال السياسة الخارجية بالقوة والعنف وشراء المواقف تحت أقنعة الشرعية في اليمن واسقاط النظام في سوريا وتدمير العراق التي اصبحت ضمن عباءة ايران ، التي كانت السعودية وامريكا الاساس الاول في تدمير العراق صمام الامان لدول الخليج وتسليمة لايران لقمة صائغة .

وعكست التصريحات البحرينية والسعودية للفيصل عام 2013م عن مدى عمق الازمة والتصدع الكبير والنار تحت الرماد بين دول الخليج ، رغم ترفع العمانيين واستخدام السعودية قادة البحرين للتسويق للاتحاد السعودي الجديد الذي سيعقد في البحرين يومي الـ 6 , 7 من شهر ديسمبر المقبل ، مؤكدين ان ملف تأسيس " الاتحاد الخليجي " سيكون حاضراً على جدول الاعمال.. وأياً كان فإن انشاء الاتحاد الخليجي بسلطنة عما اوبدونها ، فالفكرة متخمرة وراسخة في عقول قادة الرياض الغارقة في مستنقع الازمات العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية والسياسية وعجز الموازنة وأخطرها تذمر المواطنين من الشيعة وغيرهم من المعارضين وبعض الامراء الذين تم اقصائهم وتهميشهم ،، واصبحوا بمثابة الالغام الموقوته ، مما ادى الى تصرفات غير مسؤولة وحماقات القت بظلالها الغير موفقة في اتخاذ بعض القرارات التي تُعبر عن حالة ضعف يصاحبها كبيريا وغرور أبعد ماتكون عن مصلحة الدولة والمواطن السعودي ودول الخليج .

يذكر ان فكرة الاتحاد تعود إلى العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز (2005- 2015)، حيث دعا خلال قمة الرياض في ديسمبر 2011، إلى انتقال دول الخليج من مرحلة التعاون إلى الاتحاد ، وهو توجه أيدته دول مجلس التعاون الخليجي بدرجات متفاوتة، بينما عارضته سلطنة عُمان ، إلا انه خلال هذه الفترة أخذ الطرح ُبعداً سعودياً خالصاً وأقرب الى الانتقام السياسي.

حول الموقع

سام برس