سام برس
تحتفل دولة الامارات العربية قيادة وحكومة وشعباً ، اليوم الجمعة الثاني من ديسمبر بعيد ها الوطني الـ 45 ، ذكرى عيد "الاستقلال" وقيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة الذي حافظ على كيانها وتماسكها وحقق احلامها وطموحاتها ببناء المنجزات والمشاريع النوعية .

ولذلك يحتفل الاماراتيون في الثاني من ديسمبر من كل عام بهذه المناسبة الوطنية السعيدة بالتزامن مع الانجازات الضخمة والقفزات النوعية والمشاريع العملاقة والمكانة المرموقة التي تحققت في كافة الميادين الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية والاجتماعية والتعليمية والصحية والطاقة ، لتصبح جوهرة الخليج العربي ومنارة للعلم والمعرفة والابداع.

وكل تلك المكاسب العظيمة والتنمية الرئدة تحققت بفضل الاسس الاولية و الاطلاقة التاريخية مع اشراقة يوم جديد بعد ان وضعت اللبنات الاساسية لهذا الاتحاد بإجماع حكام إمارات أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القوين في الثاني من ديسمبر عام 1971م واتفاقهم على الاتحاد فيما بينهم.

حيث تم أقر دستور مؤقت ينظم الدولة ويحدد أهدافها . وفى العاشر من فبراير عام 1972م أعلنت إمارة رأس الخيمة انضمامها للاتحاد ليكتمل عقد الإمارات السبع في إطار واحد ثم أخذت تندمج تدريجيا بشكل إيجابي .

وجاءت ثمرة ذلك الاتحاد في سنة 1968، عندما أعلنت بريطانيا عن رغبتها في الانسحاب من جميع محمياتها ومستعمراتها شرق المتوسط بنهاية سنة 1971. وهو ما كان يمكن أن يسبب خللا سياسيا واستراتيجيا في المنطقة لو لم يستعد أبناؤها لاستلام زمام الأمور وبالصورة الصحيحة.

وبدأت تتبلور فكرة الاتحاد في اجتماع عقد بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في قرية السميح الحدودية في 18 فبراير 1968 ، واتفقا على أن أفضل السبل أن يقوم اتحاد بينهما وأن يدعوا الإمارات الخليجية إلى هذا الاتحاد، وهو ما تم بالفعل، وقد وجهت الدعوة بالإضافة إلى الإمارات السبع إلى كل من إمارتي قطر والبحرين. وتمت الدعوة لاجتماع في دبي لبحث مسألة إنشاء اتحاد بينهم. وانعقد الاجتماع ووافق الجميع على أن تشكل لجنة لدراسة الدستور المقترح.

لكن ما لبثت أن فشلت هذه المحاولة، وأعلنت كل من " قطر والبحرين" استقلالهما معلنتين عن سيادة كل منهما على أراضيها.

وبالفعل نالت كل دولة منهما الاعترافات العربية والدولية. لكن مشكلة الإمارات بقيت قائمة. وقد حاول قطبا الاتحاد، الشيخ زايد والشيخ راشد، مرة أخرى ضم الإمارات السبع إلى بعضها. غير أن تلك المحاولة كان مصيرها الفشل أيضا بسبب ظهور خلافات حول أمور كثيرة أبرزها موقع عاصمة الاتحاد وكيفية تمثيل الإمارات الأعضاء في مجلس الاتحاد.

وبعد محاولا وصدق نوايا اجتمع الشيخ زايد والشيخ راشد رحمة الله عليهما وقررا أن يشكلا اتحادا بينهما وكلفا عدي البيطار المستشار القانوني لحكومة دبي بكتابة الدستور ، وعند إنجاز العمل المكلف به تمت دعوة حكام الإمارات الباقية للاجتماع، وفي هذا الاجتماع يقررون الانضمام إليه إذا شاؤوا ، أما هما فكانا قد اتخذا قرارا بالاتحاد بين دبي وأبوظبي ولم يبق إلا التنفيذ

أقر دستور الإمارات الاتحادي بشكل مبدئي مساء يوم 1 ديسمبر عام 1971. وفي صباح اليوم التالي بتاريخ 2 ديسمبر 1971 اجتمع حكام سبع إمارات في قصر الضيافة في دبي. ووافق أربعة من حكام الإمارات مشاركة إمارتي أبوظبي ودبي في هذا الاتحاد في حين لم يوافق حاكم رأس الخيمة في حينها. ووقع حكام أبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة وأم القيوين وعجمان على الدستور مانحين الشرعية لقيام الاتحاد بينهم والاستقلال عن بريطانيا.

خرج أحمد خليفة السويدي - مستشار الشيخ زايد، وقد عين وزيرا للخارجية في أول تشكيل وزاري للدولة - ليعلن أمام رجال الإعلام عن قيام الاتحاد. ورفع علم الدولة في قصر الضيافة بدبي الذي يعرف اليوم باسم "بيت الاتحاد" وانتخب الشيخ زايد رئيساً للاتحاد، والشيخ راشد نائباً لرئيس الاتحاد.

حول الموقع

سام برس