بقلم/ محمود كامل الكومى
مع عبير كلماته تفوح رائحة السلام والاِ سلام , فهكذا يكون الخطاب الدينى فى أبهى معانيه الأنسانية التى تواجه العنف والأرهاب والقتل مع التكبير ,ممن يشينون الأسلام حين يرهبون الأنسان بالأنتساب اليه .

مع قرب نهاية حرب الفرقان فى حلب وأنتصار الأنسانية على الشيطانية والحق على الباطل – كانت زيارة فضيلة مفتى سوريا "حسون"للبنان , فتجلت رؤيته الدينية السمحه والأنسانية والسياسية , فلبنان وسوريا صنوان لايجب أن يفترقا - جُلَ لبنان كان عضداً لسوريا فى حربها الدائره منذ قرابه 6 أعوام , البعض الغائب راهن على الأرهاب متخذاً من السعودية وقطر عنوان ,وحين ذابت أسرة الحكم السعودى وغرق النظام فى أزمته الأقتصادية وقانون جاستا الأمريكى وحرب اليمن الهوجاء – صار للبنان رئيس , كان منذ المؤامرة الكونية على سوريا عضداً مهيب , من هنا كان زيارة المفتى السورى للرئيس تقديراً لموقفه الهُمام , وليطرح من خلاله مبادرة تفتتح عنوانا لها السلام ومد اليد لكل من خاصم ومن عادى سوريا فى لبنان , ولكى تُفَعَل المبادرة وتأخذ بُعداً دينياً هو سلام الأديان – كانت زيارة فضيلته لقداسة البطريرك المارونى "بشارة الراعى" فى بكركى بلبنان , تعانقا معاً وفى عناقهما بدى الصليب والهلال يذوبا فى بعضهما , وبدت مبادرة المفتى "حسون" وكأن سوريا تفتح ذراعيها لكل لبنان بجميع طوائفه وأحزابه وشعبه ,مَن كان مع سوريا أو من كان ضدها , المهم ان يذوب الخصام ويندثر اللؤم واللئام , وأن توضع عربة الشام خلف الحصان ليشدها حيثُ الوِد والسلام وينطلق بها الى بر الأمن والأمان , بعيداً عن أعين اللئام وكل محرضى الفتنه والطائفية والفرقه بين سوريا ولبنان سواء الصهاينة أو حكام الرجعية العربية – فالمبتغى أن يعود الرشد الى أهلنا فى سوريا ولبنان ولو كانوا فيما مضى مسهم الضر من هذا او ذاك , طالما أدركوا مبادرة المفتى فتبينوا الغث من السمين فاليرفعوا راية الشام فى سوريا ولبنان.

وعلى جانب آخر , وفيما كانت رحلة المفتى "حسون" الى لبنان من أجل المصالحة والسلام .. بدت رحلة "تيريزا ماى"رئيسة وزراء بريطانيا الى المنامة , كضيف شرف على مؤتمر مجلس التعاون الخليجى - هذا المجلس الذى بدأ آلية صهيونية لتفتيت الأقطار العربية فى الخفاء , وصار مكشوف الغطاء الآن – تشد من عضد المؤتمرين لأستمرار غَيهم وهدفهم فى تحقيق أمنيات أسرائيل بخلق شرق أوسط جديد تقوده عصابات بنى صهيون , وبدى حضورها لتبديد اليأس الذى حل بحكام دول مجلس التعاون الخليجى بأنتصار سوريا وجيشها
العربى على أذنابهم من الأرهابين الذين مولوهم بالغالى والنفيس أملا فى تدمير سوريا وسقوط الأسد وبدى حضور تريزا ماى مؤتمر البحرين كسُعرة حرارية تدفع مسار تدمير اليمن .

ويبدو أن محيطنا العربي قد غامت عنه هذه الرؤية , فيما بدت المنظمات الأنسانية والحقوقية البريطانية وبعض النواب فى مجلس العموم أشد فهما لطبيعة الأمور , حين بدت تثير الغبار على زيارة "ماى" وحضورها أجتماع دورة مجلس التعاون الخليجى بالمنامة – فتعالت أصواتها تدين الزيارة وتنعتها بالأستغلال وتقف حائلا ضد حقوق الأنسان .

فناشدت منظمات عديده "ماى" بأثارة قضايا حقوق الأنسان بدول الخليج , وأتهمتها بأنها قايضت حقوق الأنسان بالأتفاقات الأقتصاديه والأمنيه وبيع السلاح , ونعتتها بأنها بدلا من أن تضع سجل حقوق الأنسان فى عقلها ورأسها , داعبت غرائزها , حل مشكلاتها الأقتصادية - التى لاحت بعد خروج بريطانيا من الأتحاد الأوروبى – من خلال اتفاقات فاشية مع دول الخليج .

بين زيارة المفتى السورى "حسون" للبنان وزيارة "تيريزا ماى " رئيسة وزراء بريطانيا للمنامة , مساحات واسعة قد تتعدى البحر المتوسط من غربة الى شرقه ومن شماله الى جنوبه ويزيد – حيث المفتى السورى يبادر الى المصالحة والسلام , ورئيسة وزراء بريطانيا تصب النفط على النار , وبين السلام والنار فراق , فالسلام أسم من أسماء الله , والنار خُلِق منها الشيطان ,ولهذا حظيت سوريا بنصر الله فى حلب على الشيطان .
كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس