بقلم / محمود كامل الكومى
ابتداء من اليوم 15 يناير 2017 يبدأ العد التنازلى لِاِفُول قرن من الزمان على ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر , هذا الزعيم الذى مازال متفرداً بحب الشعب العربى من المحيط الى الخليج رغم مرور 47 عاما على رحيله , فهو  الحى رغم الكفن الخالد فى لوح الزمن .

ولد عبد الناصر فى أسره شعبيه من صعيد مصر .. وترعرع بين شعب أجهده الغزاة وسرقه عملاء الأستعمار الأقطاعيين والرأسماليين ولذلك كان ميلاده مرتبط ارتباط لايقبل التجزئه بالأنحياز المطلق لقوى الشعب العامل , من العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين والجنود والرأسمالية الوطنيه غير المستغلة ,بما يحقق مصلحة المجتمع وخاصة طبقتيه الفقيرة والمتوسطة .

نشأته بين الطبقة الوسطى والفقيرة فجرت فيه روح الثورة على الظلم والقهر والأستغلال والأستعباد الذى قادتة الرأسمالية والأقطاع المرتبطين بالقصر والأستعمار , فصارت ثورته وميكانيزم فورانها وثوريتها لتقضى على الأقطاع وسيطرة رأس المال على الحكم وبالتبعية القضاء على الملكية والأستعمار.

ميلاده ..أنتعاش للفقراء وتحولهم الى ملاك لوسائل الأنتاج وللقلاع الصناعية التى حولت مصر الى دولة منتجة والى أقتصاد يصدر الأنتاج , وقطاع عام ملك للشعب صنعة عبد الناصر ليقود عملية التنمية الأقتصادية والأجتماعية , مما ساعد أبناء الطبقة الفقيرة على أن تنهض وتُخرِج العلماء من بين طياتها ليصنعوا مصر التى أذابت الفوارق بين الطبقات .

ميلاد عبد الناصر هو ميلاد لفكر جديد .. صنع الحرية الأجتماعية وجعل طريقها الأشتراكية , محدداً خطوط وخطوات الحرية الأجتماعية التى حققها بفرصة متكافئة أمام كل مواطن فى نصيب عادل من الثروة الوطنية – ولم يقتصر فكره على مجرد اِعاده توزيع الثروة الوطنية بين المواطنين ,واِنما صارعلى توسيع قاعدة هذه الثروة الوطنية التى أستطاعت الوفاء بالحقوق المشروعة
لجماهير الشعب العاملة .

فى ذكرى ميلاد عبد الناصر ال 99 .. لابد أن ندرك أن أى منهاج غير ماسلف هو بيان لايستطيع أن يحقق التقدم المنشود للوطن .. فقد حذرنا "ناصر" أن رأس المال فى تطوره الطبيعى فى البلاد التى ارغمت على التخلف -بفعلالأمبريالية وأذنابها من الرأسمالية المحلية - لم يعد قادرا على أن يقود الأنطلاق الأقتصادى ولاحتى ان يفى بضرورات الحياة للطبقات الشعبية , فى زمن نمت فيه الأحتكارات الرأسمالية الكبرى فى البلاد المتقدمة أعتماداً على أستغلال موارد الثروة فى المستعمرات ومنها دولنا العربية .

فى الذكرى ال 99 لميلاد "ناصر".. لابد أن ننقد ذواتنا .. ونعترف بتفريطنا فى الثوابت الناصرية, وتركنا الحبل على الغارب لقوى الرأسمالية المتحالفة مع الأمبريالية العالمية تنتهك حرمة الطبقات الفقيرة والوسطى وتمص دمائها ,, مما مكنها من ان تعمل بكل ضراوة من أجل القضاء على منجزات "ناصر" التى ناضل من اجل أن تجعل من  طبقات المجتمع الدُنيا والوسطى قيادات تقود مجتمع الكفاية والعدل لتذوب الفوارق بين الطبقات – فخربوا المصانع التى مَلَكَها عبد الناصر للعمال وباعوها للراسمالية بأبخس الأثمان وكذلك القطاع العام الذى كان يقود التنمية من أجل جموع الشعب العامل سرقته الرأسمالية المتوحشة المصريه ودولاب الحكم بعد وفاة ناصر, واعادوا الأرض التى وزعها عبد الناصر على المعدمين الى الأقطاع – فعاد الفقر اشد وأنكى وتحولت الطبقة الدُنيا الى ماتحت الأرض وبدت الطبقة الوسطى هى الأشد فقراً , وصار رأس المال المتحالف مع الأمبريالية العالمية نذيراً بنزح روات مصر  وغيرها من الدول العربية  الى عواصم الأمبريالية العالمية فى أمريكا وبريطانيا وفرنسا ليصب فى الأخير فى خزائن الصهيونية العالمية ,.

ميلاد "عبد الناصر" ال 99 يهل علينا اليوم ليبدأ أفول  قرن على ميلاده ..وشعبنا المصرى والعربى يعانى من سطومافيا رجال الأعمال وبارونات المخدرات والسلاح , وغدت الحكومة المصرية وأغلب الحكومات العربية هى حكومات مافيا رجال الأعمال المتحالفين مع الأمبريالية العالمية , تصنع  غلاء الأسعار وزيادة أسعار السلع وتعويم الجنيه ممايزيد الفقراء فقراً فى مصر , ليصب كل ذلك  فى جيوب الأغنياء مزيدا من الترف وعيش البارونات , وصارت كل قراراتها وحكامها تعبث بمقدرات الشعوب العربية
وتخضع لشروط البنك الدولى وصندوق النقد , رافعة راياتها البيضاء استسلاما لتصير متفرج أوسمسار يبيع الشعب للشركات الرأسمالية ويقبض منها عمولته , تاركين الطبقات الشعبية الكادحة تلقى مصيرها الى الفقر والفساد والجهل والمرض بما يجبرها على بيع اعضاء جسمها فى مقابل رمق الحياة .

فى الذكرى ال 99 لميلاد الزعيم ..لابد من ثورة شعبية يولد من رحمها قيادات ثورية ناصرية تنحاز للفقراء وتستعيد منجزات عبد الناصر التى قدمها للفقراء , بما يعنى انه لابد من أعادة توزيع الثروة من جديد ولايمكن ذلك اًلا بالتأميم لكل شركات النهب الأستعمارى ومافيا رجال الأعمال , وأصحاب رؤس الأموال الحرام ومصادرة كل ممتلكاتهم  التى كونوها  عن طريق نهب ثروات الشعب وسرقته.

لابد من أستعادة المصانع التى بناها ناصر , واعادة هيكلتها لتقود عملية الأنتاج للأكتفاء الذاتى وللتصدير فيما بعد لتكون مصدر للعملات الحرة بما يتبعه ذلك من الغاء تعويم الجنيه المصرى ليعود للجنيه احترامه ويعود الأستقرار للأقتصاد تبعا لذلك.

فى ذكرى ميلاد عبد الناصر وفى يوم بداية أُفول قرن على ميلاده .. لابد للشعب العربى أن يدرك جيدا ,ًأن الهجوم على الرئيس عبد الناصر يرضى الولايات المتحدة الأمريكية – إسرائيل – النظام الحاكم فى مصر  – جميع الأنظمة العربية العميلة للولايات المتحدة الأمريكية – جماعة الأخوان المسلمين – رجال الأعمال والسماسرة والمستفيدين من النظام الحاكم فى مصر منذ عام 1974 إلى الآن.. وهؤلاء هم أعداء الأمة العربية والشعب العربى وبالتالى فهذا يعظم من قدر جمال عبد الناصر ويخلد ذكراه.. وأذا كان البعض من الحكام الموتورين وسماسرة الصهيونية والأمبريالية يستغربون لماذا كل هذا الحب لجمال عبد الناصر من الشعب العربى رغم مرور 47 عاما على وفاته ؟ فهم بلا أحساس لأنهم لايدركون كيف يعيش جمال عبد الناصر فى قلوب الفقراء – الذين باعوهم للرأسمالية- فهم الأوفياء لمن عاش من أجلهم , فصار حيا فى قلوبهم .

وأخيراً .. فأنه فى ذكرى ميلاد "ناصر" لابد لكل الشعب العربى أن يقف وقفة تعبويه مع النفس , ليشحذ قواه فى مواجهة الأمبريالية العالمية وأذنابها من الرأسمالية العربية والخليجية , اِذا اراد ان يعيش وينطلق الى آفاق رحبة ,ليسترد عرقه وقوت يومه الذى سرقته منه تلك الراسمالية العفنة بما تمثلة من حكومات مافيا رجال الأعمال .

وشعبنا العربى وهو يحتفل ببداية أفول قرن على ميلاد زعيمه .. يجب أن يستعيد ثقته فى نفسه ويسترد كبريائه ويتذكر مقولة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر " أن الشعب هو القائد وهو المعلم وهو الخالد أبداً ".

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس