بقلم / رشا محمد
تهديد الكاتب الصحفي " منصور الصمدي " .. ليست قضية شخصية بل قضية تنكأ جرحاً في قلب كل مثقف يطمح إلى إطلاق عصافير الفكر في سماء الحرية باحثة عن وجه الحقيقة.

وهنا أصرخ بملئ صوتي في وادي المثقفين على إختلاف هيئاتهم ومهنهم كل حامل قلم مدعو لإدانة مثل هذا التصرف الجبان و إستنكار أساليب العنف والإعتداء والقمع التي تطال أولئك الذين يتعاطون التفكير بحرية وما أندرهم في بلادي.

حرية الفكر قضية كل حامل قلم يطمح بالتحليق في سماء الحرية ليدفع بشمس الحقيقة إلى البزوغ .. وزميلنا منصور من الرجال القلائل الذين أثبتوا عملياً إصرارهم على إتباع مبادئهم حتى النهاية ..ومهما كان الثمن، فلنقف معه من أجل حماية حرية الفكر ولنطلق شرارات الغضب على أولئك الذين يحاولون ذبح حناجرنا وإغتيال أصواتنا.

فلتشتعل الكلمات في حلوقنا ولتطلق شرارة الحقيقة التي تضيق صدورهم بها .. ولتمتد أصابع كل كاتب ومثقف لتعانق شمس الحرية .. فلتهوى كلماتنا كالمقصلة على أعناقهم ولتغسل حروفنا البشاعة عن وجه الوطن.

إلى أولئك الذين يحاولون تفخيخ "الحرية الصحافية" بقنابل التهديد أقول لكم .. لن تستطيعوا تدجيننا ووضع اللجام في حناجرنا وكتم نبض الحقيقة فالكلمة ستظل صامدة ضد كل أساليب القمع والترهيب .. لن تمزقوا كلماتنا ، فالكلمة الصادقة تنبت جذورها في حلوقنا وتزهر في قلب القارئ.

لن نبيعكم أقلامنا بإي ثمن حتى لو كان الثمن حياتنا فأقلامنا حرة لن تجير وراء مصالحكم .. لن تستطيعوا إغتيال الكلمة فالكلمة كالميدوزا كلما قتلتم حرفاً منها نبت مكانة حرف قوي كجذوع الشجر أكثر شراسة وتحدياً .. لن تكمموا أفواهنا لمجرد أن أفكارنا لاتنسجم أو تتطابق مع شعارتكم وحتى النهاية أظل أردد قول فولتير الرائع .. "إنني لا أوافقك على كلمة مما تقول، لكنني أدافع حتى أخر قطرة من دمي عن حقك في أن تقوله".

يا من تواجهون الكلمة بسلاح العنف أقول لكم: أياً كان ماقلناه ونقوله فاللغة يرد عليها باللغة لانه لا يقتل الكلمة إلا الكلمة الأصدق .. قد تعرفون جغرافيا مقرنا .. وتستطيعون الإطاحة بأجسادنا الهشة لكن الكلمة تظل أبداً.

وفي هذا اللحظة التي أخط فيها هذا السطور قد يكون هنالك من يصدر أمراً بغتيال حنجرتي ولكنني "سأقول دوماً الحقيقة" ولو أدفع حياتي ثمناً لذلك.!

*شاعرة واديبة

حول الموقع

سام برس