سام برس
لم تنكمش السياحة الثقافية من الصين الى مصر وعلى عكس الانخفاض العام،فقد كشفت الاحصائيات عن زيادة  عدد الزوار الصينيين  حتى بعد ثورة 25 يناير 2011 حيث وصل نحو نصف مليون سائح 2016وأصبحت شركة مصر للطيران تطلق3 خطوط جوية الى مدن شينزين وشانغهاي وتشنجدو كما حرص المرشدون السياحيون على تعليم انفسهم اللغة الصينية  لجذب  هؤلاء الزوار.

وبمناسبة اعتبار 2017 عاما للثقافة المصرية الصينية اجرى موقع اخبار مصر تحقيقا عن تأثير التبادل الثقافى على تنشيط السياحة من الصين لمصر ؟

الاقبال على تعلم اللغة الصينية  زاد كثيرا من جانب المصريين وهناك اماكن كثيرة لتعلم اللغة الصينية مثل المركز الثقافي الصيني ومعهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة حيث اشارت رحاب محمود مديرة المعهد الى ان الاقبال زاد حتى وصل الى 1500 طالب سنويا وأرجعت سبب الاقبال الى تعلم المزيد من طلاب الاقسام الصينية بالجامعات المصرية لتحسين اللغة او لتوفير فرص عمل مستقبلية لمتقنيها .

وأكدت مديرة معهد كونفو شيوس ان الطالب المصري يتخرج من المعهد وهو قادر على التعامل مع سوق العمل وفقا للثقافة الصينية لانه يحتك بالاساتذة الصينيين.

اما المدرب سونج يي جين والذي يقدم دورات تدريبية في المركز الثقافي الصيني اكد ان المركز يقدم دورات تدريبية للارشاد السياحي واشار الى ان الطلبات في زيادة واضحة لدرجة ان المركز بدأ يعتذر عن قبول بعض المتقدمين.

وفى هذا الاطار ،قال هاني  مرشد سياحي  انه لايوجد في مصر مايكفي من المرشدين السياحيين الذين يتحدثون اللغة الصينية ويقول انه قرر تعلم اللغة الصينية والتي يرى انها اصعب لغة في العالم الا انها باتت ضرورة لاستقبال الرحلات الصينية واضاف أن الصينيين مهتمون بمصر اساسا من اجل الاهرامات والاثار لانها مزارات لن يجدوها في اي مكان اخر.

تدفق سياح الصين

واكد عطا سالم الخبير السياحي  ان عدد الزائرين الصينيين زاد بنسبة كبيرة في عام 2015 حيث بلغ عددهم 120 الف سائح وووصل العدد في 2016 الى نصف مليون سائح وذكر ان هناك مابين 20 الى 30 طائرة اسبوعيا الى القاهرة من الصين.

واوضح ان السائح الصيني يهتم اهتماما كبيرا بالسياحة الصينية وزيارة المعابد والمتاحف ولذلك فإن وجهتهم الاساسية الى الاقصر واسوان والقاهرة بسبب الاثار على عكس السياحة الروسية التي تهتم بالسياحة الشاطئية.

ولفت الى ان السائح الصيني يقوم بالسياحة المركبة والتي تبدأ بالسفر الى الاقصر واسوان عن طريق الكروز ثم الذهاب الى الغردقة ثم التوجه الى القاهرة بالطيران وهو مايعني ان السائح الصيني يغطي تقريبا اغلب المناطق السياحية في مصر.

تقارب الحضارتين

ويرى عماد الازرق الخبير في الشئون الصينية  ان هناك تقاربا كبيرا بين الحضارتين المصرية والصينية لدرجة تقترب من التشابه في إثراء التراث الانساني  وتقديم الكثير جدا من المنجزات الحضارية في مختلف المجالات وعزا التقارب بين الحضارتين المصرية والصينية إلى قيام الحضارتين العريقتين على ضفاف نهرين عظيمين وهما نهرا النيل والأصفر.

وضرب عماد الأزرق أمثلة على تشابه المنجزات التاريخية بين الحضارتين المصرية والصينية في مجال التعليم والثقافة، واختراع ورق البردي واقلام البوص والحبر الاسود في مصر وصناعة الورق والطباعة في الصين الكاتب شيو تسي تشي نائب رئيس تحرير مجلة ” الادب الصيني “أعرب عن طريق مترجمه اثناء زيارة له الى مصر  عن سعادته للاهتمام بالعلاقات المصرية الصينية الثقافية .

واكد ان المواطن الصيني يعلم الكثير عن مصر بوصفها دولة ضاربة في اعماق التاريخ كما  ان الطلبة يعرفون مصر من خلال المناهج الدراسية ويعلمون تماما ان حضارة مصر والصين ترجع الى 2000 عام .

واضاف تشى بأن الرئيس الصيني حضر الى مصر وتم توقيع عام 2017 عاما للثقافة المصرية الصينية لافتا الى ان هناك اكثر من 100 ملتقى ثقافي حدث بين البلدين العام الماضي فقط .

وذكر ان له مدونة على الانترنت يقوم فيها بتصوير الاحداث في مصر ونشرها لمتابعيه والذين يقبلون على هذه المدونة في محاولة للتعرف على مصر اكثر
مشيدا في الوقت نفسه بدور المؤسسات الخاصة مثل بيت الحكمة في تعميق حركة الترجمة الصينية العربية.

من جهته اكد احمد السعيد القائم على مشروع بيت الحكمة للثقافة والإعلام والترجمة  أن بيت الحكمة بدأ نشاطه فى ديسمبر 2010 بمترجم واحد وفكرة كبيرة ساعد فى تنميتها ونشأتها مترجمون آمنوا بالفكرة واعتبروا أن ماتهدف إليه هو حلمهم المشترك  واليوم وبمجهود فريق بيت الحكمة الكبير أصبح يضم 37 مترجما من خمسة بلدان عربية ويترجم أكثر من خمسين كتاب في محاولة لإعادة إحياء  حركة الترجمة الصينية العربية .

وفى مجال الترجمة من العربية للصينية ذكرانه يتم ترجمة عشرة كتب من العربية للصينية  في محاولة لزيادة هذا العدد سنويا.

الكاتبة الصينية (آشة) وهى  مديرة تحرير بصحيفة ينتشوان ذكرت ايضا من خلال مترجمها ان الشعب الصيني عاشق لمصر كما ان علاقات الصين متميزة جدا مع مصر ورأت ان الصين تساند قضايا التنمية وخاصة في  العالم النامى والذي مازالت  الصين تتعاطف معه بوصفها مازالت رغم تقدمها من دول العالم النامي.

تصدير الثقافة

أما اشرف ابو اليزيد وهو رئيس جمعية الصحفيين الاسيويين طرح بعض الافكار لتصدير الثقافة المصرية الى الصين وقال على سبيل المثال ان المصدرالمصري يمكنه ان يغلف منتجاته التي يقوم بتصديرها الى الصين بأغلفة تحتوي على قصائد لصلاح عبد الصبور مثلا مترجمة الى اللغة الصينية او اضافة صفحة ثقافية عن مصر في اي كتالوج لمنتج مصري يتم تصديره الى الصين  .

في الوقت نفسه شدد على دور القوى الناعمة لافتا  ان هناك 100 فيلم مصري تم عرضهم على التليفزيون الصيني وفي المقابل هناك 100 فيلم صيني على التليفزيون المصري مؤكدا ان التليفزيون هو التنين الذي يمكن ان يشعل الثقافات بين البلدين.

وأخيرا.. فإن مصر مقصد هام للسياحة الثقافية لشعب عريق ذى حضارة مثل الصين.. فهل يمكن ان يسهم ذلك في انتعاش حركة السياحة الايام المقبلة ؟ هذا مانتمناه جميعا .

* المصدر: اخبار مصر

حول الموقع

سام برس