بقلم / عبدالله الصعفاني
* تخيلوا معي أن اليمن صار مجموعة من قطع البلاط ، وكل بلاطة تسمى مديرية .. وتصوروا لو أن كل أبناء مديرية اهتموا بهذه البلاطة حافظوا عليها من الكسر .. مدوها بالصيانة والنظافة .. المؤكد أننا سنكون أمام لوحة أرضية في منتهى الجمال .

* ومرة ثالثة.. تخيلوا لو أن المواطن في كل مديرية وقرية وحارة قدم ما عليه .. حتما سنجد أنفسنا نعيش في أجمل بلاد ، وسنكون بالنتيجة أروع شعب قرر استدعاء مجده الأول .

* وكما أن الحرب تبدأ بكلمة فذلك الإنجاز يبدأ بفكرة وكلمة أيضاً.. ودعوني أبدأ وأقول : تحت أمرك يا صعفان .. تحت أمرك يا مسقط الرأس .. متفاعلاً مع اجتماع احتشد فيه بعض أبناء المديرية بهدف التأسيس لصندوق صيانة مشاريع المديرية وفي مقدمتها الطريق الاسفلتي الذي تم إنجازه بعد أكثر من أربعة عقود من الشعارات التعاونية التطويرية مازالت ذاكرتي المتعبة تسمع ترديدها من مايكروفونات تعلو دكاكين « سوق الثلوث « وهتافات مصفقين فوق أغصان « تولقة « عملاقة قطعتها أيادي الجهل وغياب سلطة الأخلاق وسلطة القانون .

* واليوم وقد أوكل أمر العمل التعاوني المحلي إلى أسماء محترمة بعضها يذوب ويتشكل حباً مع خدمة أبناء المنطقة رغم الظروف ورغم أحجار الإعاقة المحلية واستباحة العدوان للسماء سيكون جيداً لو استقبل أبناء صعفان الصيف الماطر بصيانة طريق تم إنتاجها بطلوع الروح.

* الدنيا « حراف « نعم ، وأوضاع الجيوب كما لا يخفى على رواد ديوان الصوفي العاشق الشاعر علي عبدالقادر الشرفي الذين خرجت أيديهم من الجيوب خالية بسبب هذه الأوضاع غير أن من حسن حظ المديرية أن كثيرا من شبابها يعيشون في مهاجر التقاط الرزق الحلال ويستطيعون اشعال جذوة مواطنيهم في قرى تربض « فوق الجبل حيث وكر النسر فوق الجبل «.

* وكما أن في مديرية صعفان قلوبا كريمة ورحيمة شاهدنا عطاءها في سلات غذائية ممولة من أهل الخير والإحسان يتعاظم الأمل في ذات القلوب بأن يكون لها دور في تصدر مشهد صيانة طريق كانت أعجوبة عصرها وزمانها من حيث صعوبة إنجازها ، وهنا صار على الجميع تذكر أن أمطار الخير لن تتوقف وأن الطرق لن تصمد بدون الصيانة بما فيها من الكلفة المادية في زمن الفقر والحصار والجوع .

* ولا تسألوا عن جهد الحكومتين أو الصناديق قبل البدء بضرب العجز الذاتي حيث بُخل القادر وحسرة من لا يملك غير قول المتنبي
( لا خَيْلَ عِنْدَكَ تُهْدِيهَا ولَا مَالُ ..
فَلْيُسْعِدِ النُطقُ إنْ لمْ تُسْعدِ الحَالُ ).

* ويا أبناء صعفان وكل مديريات الوطن الإهمال يورث الخراب ، وما تستطيع عمله اليوم سيتعقد القيام به غداً .. والشفافية ونظافة أيادي المسؤولين عن العمل الخيري والتعاوني شرط لكسب ثقة المتبرعين .. تمامًا كما أن الإهمال يورث الخراب .. والصيانة سلوك وسخاء .. والترحيل « هبالة « في ممارسة دور المواطنة الصالحة .

* وإلى أن يكون لكل محافظ نائب محترم لشؤون كل مديرية .. يتابع شؤون الطريق .. المدرسة .. المركز الصحي وأعداد الجوعى والخائفين ويتصدر مشهد مواجهة الفكر الملوث والجدل المغلوط والمنطق الأعوج وسُحب الزيف لا مفر من أن يردد كل يمني في مديريته ومهجره .. تحت أمرك يا وطن.
* نقلاً عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس