سام برس
إسرائيل توقف علاجها لجرحى فصائل المعارضة السورية المسلحة في مستشفياتها.. لماذا الآن بالذات؟ وهل هي خطوة ابتزازية جديدة لداعميهم في الخليج؟ اليكم محاولة لقراءة ما بين سطور هذه المفاجآة

ابلغ وزير الصحة الإسرائيلي يعقوب ليتسمان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بان المستشفيات الإسرائيلية ستتوقف عن تقديم العلاج الطبي للجرحى السوريين، ونقلت عنه إذاعة إسرائيلية بأن العلاج سيقتصر فقط للحالات الخطيرة جدا.

ليتسمان أوضح ان هذه الخطوة جاءت بسبب عدم تحويل الاعتمادات اللازمة الى المستشفيات مقابل تقديم العلاج لهؤلاء الجرحى.
هذا الكلام له عدة تفسيرات أساسية من وجهة نظر هذه الصحيفة “راي اليوم”، يجب اختصارها في النقاط التالية:

أولا: السلطات الاسرائيلية استغلت مسألة علاج الجرحى السوريين، ومعظمهم من المقاتلين في صفوف المعارضة السورية، وجبهة النصرة وفصائل الجيش السوري الحر، على وجه الخصوص، لاسباب دعائية تطبيعية بالدرجة الأولى، واظهارها بمظهر الداعم للشعب السوري وفصائله المقاتلة، وهي التي سفكت دماء الآلاف منهم وما زالت تحتل ارضهم، وتتآمر مع قوى إقليمية ودولية، وتفتيت دولتهم ووحدتهم الجغرافية والديمغرافية.

ثانيا: وقف علاج الجرحى السوريين لعدم وجود اعتمادات مالية ربما الغرض منه توجيه رسالة ابتزازية الى الدول العربية، والخليجية منها بالذات، التي تدعم المعارضة المسلحة تطالبها بتغطية نفقات علاج هؤلاء، لفتح قنوات اتصال وتطبيع في هذا المضمار.
ثالثا: ممارسة ضغوط على الفصائل التي ترسل هؤلاء المصابين لتقديم تنازلات اكبر للحكومة الإسرائيلية، مثل ارسال المزيد من الوفود والشخصيات القيادية الى تل ابيب للقاء المسؤولين الإسرائيليين، وربما تقديم خبرات امنية استخبارية اكثر أهمية.

لا نفهم لماذا ترسل فصائل المعارضة السورية المسلحة هؤلاء للعلاج في مستشفيات العدو الإسرائيلي، ونحن ما زلنا نصر على انه عدو حتى لو كان رأيهم غير ذلك، ولا يرسلون هؤلاء الى مستشفيات الدول الداعمة لهم في الأردن والمملكة العربية السعودية وقطر وتركيا على سبيل المثال، فمعظم الذين تلقوا العلاج في المستشفيات الإسرائيلية وعددهم 2013 حتى الآن، كانوا ينتمون الى فصائل تتمركز في منطقة درعا المحاذية للحدود الأردنية، ونسبة كبيرة منهم أصيبت في معارك مع فصائل أخرى، وليس في صدامات مع الجيش السوري.

بنيامين نتنياهو كان يتباهى بفتح مستشفيات حكومته لفصائل المعارضة السورية المسلحة، ويقدم نفسه على انه اكثر إنسانية من الحكومات العربية الداعمة لهؤلاء، وظهر اكثر من مرة على شاشات التلفزة وهو يقوم بزيارات ميدانية في المستشفيات، ويستمع الى اشادة بعضهم بدولة الاحتلال و”انسانيتها”، في غمز في قنوات الدول العربية.

لا نستبعد ان تكون خطوة وقف العلاج الإسرائيلي لهؤلاء الجرحى السوريين تكرارا لما فعلته الحكومات الإسرائيلية مع عملاء جيش لحد في جنوب لبنان، أي التخلي عنهم، والقذف بهم الى المجهول بعد ان استنزفت اغراضها منهم، تماما مثل المناديل الورقية، ولن نستغرب ان تفعل دولا عربية تدعي دعم الشعب السوري الشيء نفسه في المستقبل القريب، الم تغلق هذه الدول حدودها قبل مستشفياتها امام اللاجئين السوريين ولم تستقبل أيا منهم؟
“راي اليوم”

حول الموقع

سام برس