بقلم / عبدالله القاضي
أعلن نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فلاديمير سافرونكوف، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اليوم الجمعة، اجتماعا لمناقشة الوضع في اليمن، وذلك بناءً على طلب ومبادرة من روسيا.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن سافرونكوف: "إن روسيا تدعو لعقد اجتماع مجلس الأمن الدولي في إطار المشاورات".
وقال: "نرغب في الاستماع إلى الأمانة العامة بشأن خططها للتسوية السياسية في اليمن".

وأضاف أنه تم إبلاغ أعضاء مجلس الأمن الدولي والدول الإقليمية، خاصة المملكة العربية السعودية، بهذه المبادرة. (موقع مُسند للأنباء).

لا زال الصراع الدولي على اليمن بين أمريكا وبريطانيا بأدواتهما الإقليمية والمحلية على أشده، رغم تعدد جوانبه العسكرية منها والسياسية والاقتصادية، وذلك سعياً لكسب كل طرف من أطراف الصراع المعركة لصالحه.

فبريطانيا تسعى جاهدةً لتفويت الفرصة على أمريكا في حسم الصراع لصالحها عسكرياً، وهذا واضح من خلال تقدم قوات من يسمى (بالرئيس الشرعي) عبد ربه هادي في أكثر الجبهات إن لم يكن في جميعها، وانتقال قوات ما يسمى (بالمجلس السياسي) إلى حالة الدفاع، وسياسياً مسايرة أمريكا في حوارات جنيف والكويت ثم العمل على إفشالها، وكذلك إشراك علي صالح مع الحوثيين في حكم المناطق الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي وبما يعرف بحكومة الإنقاذ لعدم استفراد الحوثيين بالحكم رغم ما طفى على السطح من الاختلاف بينهما بغرض تحجيم دور ونفوذ كل منهما.

أما أمريكا فلِما ترى من تراجع الحوثيين على الأرض ــ وهم المعول عليهم في تنفيذ مخططاتها ــ بالإضافة إلى قلة عددهم، وتنامي كره الناس لهم نتيجة سلوكهم وفسادهم وعنجهيتهم وتصفية قياداتهم، لكل ذلك فهي تسعى جاهدةً لفرض شرعيتهم والاعتراف بهم كمكون له ثقله ضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل أن تضع الحرب أوزارها وتسليم أسلحة الأطراف المتحاربة لطرف آخر.

 لذا فقد تقدمت أمريكا بمبادرة حل سياسي للأزمة في اليمن عبر وزير خارجيتها السابق جون كيري والتي قوبلت بالرفض من عبد ربه هادي، فتم تعديل بعض بنودها وقدمت عبر ولد الشيخ المبعوث الأممي ورفضت كذلك. ثم تم تعديلها مرة أخرى وقدمت من قبل علي ناصر محمد الرئيس الأسبق لدولة الجنوب سابقاً والذي يسبح ضمن التيار الأمريكي.

ولما لم تلق تلك المبادرة الأمريكية القبول من الطرف المحلي البريطاني المتمثل بعبد ربه هادي، ها هي أمريكا توعز لروسيا عبر مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف بالإعلان عن تقديم مبادرة روسية للتسوية السياسية في اليمن خدمةً لمشروع أمريكا في اليمن كما هو الحال لخدمتها في سوريا.

إن من العجب العجاب أن نجد أهل الإيمان والحكمة إما منحازاً إلى طرفٍ من أطراف الصراع وأداة من أدواته، وإما أن نجدهم مغلوبين على أمرهم لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر منتظرين حلول مشاكلهم من أعدائهم لا يحركون ساكنا.

إن على أهل الإيمان والحكمة أن يغيروا ما بأنفسهم حتى يغير الله عز وجل حالهم، وذلك بالتزامهم بدينهم، الذي هو عصمة أمرهم، وفيه حلول مشاكلهم، وبه سعادتهم في دنياهم وأخراهم. ولذلك ندعوهم للقيام بما كلفهم ربهم به، وما أرشدهم رسول الله.
              ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
* عضو حزب التحرير ــ اليمن

حول الموقع

سام برس