بقلم / أحمد الحبيشي
على طريقة من يحرق الحطب في الليل ، نظّمت الوحدة المسؤولة عن شؤون اليمن في المخابرات السعودية ، ملتقيات “شمالية وجنوبية” منفصلة في الرياض خلال الأسبوع الأول من شهر مارس الجاري.

في هذه الملتقيات جرى توضيح انسداد الأفق أمام قدرة ما يُسمّى (التحالف العربي) على الحسم العسكري في اليمن ، واشتداد الضغوط الدولية لوضع حد لهذه الحرب التي فشلت في تحقيق أهدافها رغم مرور عامين منذ قيامها.
وجرى أيضا في هذه الملتقيات شرح المصاعب التي تعترض تنفيذ القرار رقم 2216 ، وبروز مواقف وتصوُّرات جديدة من قبل أطراف نافذة في المجتمع الدولي بشأن مضامين هذا القرار وسبل تطبيقه.

القيادات (الجنوبية ) التي شاركت في هذه الملتقيات التي أشرفت عليها المخابرات السعودية ، تلقت رسائل قوية بضرورة وقف الهجوم على أداء (الفار هادي) وحكومته ، وترشيد الخطاب الإعلامي الداخلي ، وعدم الخوض في الخلافات بين السعودية والإمارات العربية بشأن سير المعارك القتالية والمسارات الأمنية والإصطفافات السياسية شمالا وجنوبا ، وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي .

في هذا السياق تلقت (القيادات الشمالية ) التي شاركت في هذه الملتقيات تحذيرات من المبالغة في المراهنة على الحسم العسكري ونجاح خطة إسقاط ميناء الحديدة وسواحل اليمن الغربية على البحر الأحمر ، بدون تفعيل قواعدهم في الداخل وتعزيز التنسيق مع الطابور الخامس في كل من المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله .

انتهت الملتقيات بالتفاهمات التالية للفترة المقبلة :

1/ الفيسبوك يؤجج خلافات “الجنوبيين” ويربك المغتربين الذين يعيشون ظروفا صعبة ، ويجهلون الكثير من الحقائق.
2/ لا بد من البحث عن قواسم مشتركة بين القوى السياسية اليمنية المشاركة في ما يُسمّى (التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن).
3/ التفكير الإيجابي لصناعة اختراقات ومقاربات جديدة تُسهم في تنشيط الطابور الخامس وزيادة فعاليته ، بهدف استثمار مشكلة الرواتب والجرائم الجنائية ، وتضخيم الخلافات داخل المجلس السياسي والحكومة غير الشرعية في صنعاء ومجلس النواب والمؤسسات الإعلامية.

3/ التنسيق مع المنشقين عن الانقلاب داخل كل من المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله ، وكل الأصوات التي تدعو إلى المصالحة الوطنية مع المؤيدين (لدول لتحالف العربي) ، وبما يُسهم في عزل كل من علي عبدالله صالح وأفراد أسرته وعبدالملك الحوثي وأفراد أسرته عن المؤتمر والأنصار.
4/ العمل على توظيف مواقع التواصل الاجتماعي لتأجيج الوضع الداخلي ، وتمزيق التحالف بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله ، من خلال التسريبات والإشاعات والحرب النفسية بوسائل جديدة ومبتكرة.
5/ مواصلة دعم الطابور الخامس والمنشقين عن ” الانقلاب” في كل من المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله ، بالتوجيهات والمعلومات والمساعدات المالية التي تساعدهم في عملهم.

6/ توصية القيادات السياسية اليمنية الموجودة في الرياض وأبوظبي والقاهرة وعمّان واسطنبول (شمالا وجنوبا ) ، بالتحرك والتواصل مع السفارات العربية والأجنبية لدعم خطة التسوية السياسية التي تحافظ على بقاء (الرئيس هادي ) وحكومته تنفيذا للقرار 2216.
7/ الاستفادة من المواقع الإخبارية للمعارضة السورية في تسريب معلومات وأفكار ، تحرض ضد العلاقة مع إيران وروسيا والعراق والصين ، وتُضعف ثقة الانقلابيين بهم.

8/ ما تبقى من أواخر شهر مارس الذي يؤرخ لمرور عامين من الحرب مهم جدا لأنصار (التحالف العربي لإعادة الشرعية إلى اليمن) .. وعليكم مضاعفة ما بدأتموه خلال عام 2016 من اختراقات وسط كل من أتباع الحوثي والمخلوع ، وتأليب بعضهم ضد البعض الآخر.

9/ يجب مواصلة زرع الخلايا الانقسامية بين صفوف الانقلابيين .. وتقديم مختلف أشكال الدعم السياسي والإعلامي و المالي.
10/ التشديد على ضرورة تطوير الأداء الإعلامي للحكومة الشرعية ، بما يحقق التفوق على وسائل إعلام الانقلابيين ، ويحد من تأثيرها على الرأي العام في الداخل والخارج.

ويبقى القول : للّه في خلقه شؤون.

* نقلاً عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس