سام برس
لم يكن موسم "1979-1980" عاديًا بمسيرة لوري كونينجهام؛ حيث كان أول موسم له بريال مدريد، بعد صفقة مفاجئة، جعلته أول لاعب إنجليزي، يلعب في الميرنجي، فضلاً عن أنه دخل تاريخ النادي الملكي من أوسع أبوابه، كونه أول لاعب بالفريق، ينال تصفيقًا حادًا من جمهور الغريم التقليدي برشلونة.

حدث ذلك في 10 فبراير/شباط عام 1980، حيث قاد كونينجهام، الذي كان حتى انتقاله للملاعب الإسبانية لاعبًا مغمورا، وقتها، ريال مدريد، للفوز على برشلونة (2-0) في ملعب "الكامب نو".

وكان للاعب، الذي دفع ريال مدريد 950 ألف جنيه أسترليني لاستقدامه من وست بروميتش، أثرًا إيجابيًا فوريًا على أداء الـ"ميرنيجي"، فسجَّل هدفين، في مباراته الأولى مع الفريق.

كما أحرز هدفًا في مباراته الثالثة، أمام برشلونة على ملعب "سانتياجو برنابيو"، ليتحول لأحد العلامات البارزة بصفوف ريال، متمتعًا بشراكة ناجحة في الخط الهجومي مع خوانيتو وسانتيلانا، أمام عملاق الوسط ديل بوسكي.

لكن مباراة الإياب، أمام برشلونة بالدوري، كانت اللحظة الأبرز بمسيرة اللاعب، ورغم أنه لم يسجل، إلا أنه صال وجال مخترقًا دفاعات برشلونة، أمام أنصاره، بفضل سرعته، ومهارته الفنية الرفيعة، ما دفع أسطورة دفاع برشلونة ميجيلي للقول: "دفعنا للجنون بمراوغاته، وانطلاقاته، وسرعته، كان حيويًا، ومثيرًا للإعجاب".

لم يبالغ ميجيلي، في تصريحاته، خصوصا بعدما شاهد الجميع كيف صنع كونينجهام، الهدف الثاني لفريقه إثر تخطيه بطريقة مبهرة المدافع زيفيريا، الذي نجح قبل 3 أشهر من هذه المباراة، في إيقاف الأسطورة الأرجنتينية دييجو مارادونا، خلال مباراة مع أرجنتينيوس جونيورز.

وقف جمهور "كامب نو" احترامًا للقدرات الاستثنائية للاعب الإنجليزي وصفق له طويلا في حالة لم تتكرر حتى يومنا هذا رغم وجود لاعبين عظماء على مر تاريخ النادي الملكي الحديث أمثال هوجو سانشيز، وزين الدين زيدان، وروبرتو كارلوس، وكريستيانو رونالدو.

وخرجت صحيفة "إلموندو ديبورتيفو" الكتالونية في اليوم التالي، بعنوان "تصفيق للساحر كونينجهام"، وخصصت صحيفة "أس" المدريدية، ملفًا خاصًا للمباراة قبل عامين، بمناسبة مرور 25 عامًا على مرورها.

وساهم الفوز بشكل كبير في إحراز ريال مدريد للقب الدوري الإسباني، في موسم أحرز فيه كونينجهام 8 أهداف في 29 مباراة بالمسابقة، إضافة لهدف واحد في الكأس المحلية، و3 على الصعيد الأوروبي.

رغم التألق، رفض مدرب المنتخب الإنجليزي رون جرينوورد، استدعاء كونينجهام، للفريق المشارك بنهائيات كأس أوروبا 1980، ليخفت بريق النجم الذي كان يلقب بمدريد بالجوهرة السوداء، مع مرور الوقت، علمًا أنه لعب أيضًا في مانشستر يونايتد، ومارسيليا، وكان رايو فايكانو آخر محطات مسيرته عندما ساهم في صعوده للدرجة الأولى موسم 1988-1989.

وفي 15 يوليو/تموز 1989، لقي كونينجهام حتفه، في سن الـ33، بعدما اصطدمت سيارته بعمود، بأحد شوارع مدريد.

لم يترك كونينجهام بصمات مؤثرة بالملاعب الإنجليزية، وفاز بلقب وحيد هناك مع ويمبلدون، في كأس إنجلترا، لكن مشواره بالليجا، وقصته المثيرة بالكلاسيكو تحديدا، جعلت منه أيقونة بتاريخ مواجهات الريال وبرشلونة.

* المصدر .. كورة

حول الموقع

سام برس