سام برس
مكرون الاوفر حظا لرئاسة فرنسا بسبب الاجماع على كراهية منافسته لوبن العنصرية المتطرفة.. اليسار واليمين يدعمانه.. واوروبا مرتاحة لتقدمه.. لماذا يجب على قطر والسعودية ان تشعرا بالقلق من فوزه؟ وهل يغير سياسة فرنسا تجاه الأسد؟

الطريقة الأفضل لاستقراء ما بين سطور الانتخابات الرئاسية الفرنسية بعد اختتام جولتها الأولى، هو متابعة حركة الاسهم والسندات في البورصات الأوروبية، والفرنسية خاصة، هبوطا وصعودا، لان المجتمعات الغربية تحتكم دائما الى الاقتصاد والأموال التي يمكن
ان تدخل جيوبها او تخرج منها.

أسواق المال الأوروبية ارتفعت بشكل ملموس امس (بورصة باريس 40 بالمئة)، ومدريد 3 بالمئة، وفرانكفورت 2 بالمئة)، مما يعني ان المستثمرين يشعرون بالارتياح لفوز ايمانويل مكرون مرشح اليمين، ووزير الاقتصاد السابق في الجولة الأولى، وخوضه الجولة الثانية منافسا للسيدة مارين لوبن زعيمة الجبهة الوطنية المتطرفة.

المفاجأة لم تكن في فوز مكرون فقط، وانما في الهزيمة المهينة المتمثلة في خروج الحزبين الفرنسيين الكبيرين الذين تبادلا الحكم لعشرات السنين، أي الحزب اليميني (الجمهوريون)، واليساري (الحزب الاشتراكي)، وخروج مرشحيهما في الدور الأول.
فرانسوا فيون مرشح اليمين الفرنسي، ورئيس الوزراء الأسبق كان الأفضل حظا في الفوز بإعتباره رجل يملك خبرة إدارية واقتصادية عالية، ولكن تورطه في قضايا الفساد والمحسوبية، وتوظيفه لزوجته واثنين من أبنائه، أدى الى خروجه من السباق الانتخابي في الدور الأول وللمرة الأولى منذ عام 1958.

أبواب قصر الاليزيه باتت تنتظر الرئيس الجديد مكرون على احر من الجمر، بعد اجراء الدول الثاني من الانتخابات في السابع من أيار (مايو) المقبل، لان اليمين واليسار سيشكل جبهة واحدة لدعمه، ليس حبا فيه، انما كراهية للسيدة مارين لوبن زعيمة الجبهة الوطنية العنصرية المتطرفة التي تعادي المهاجرين وتطالب بطردهم.

مكرون (39 عاما) في حالة فوزه في الدور الثاني سيكون اصغر رئيس جمهورية سنا في تاريخ الجمهورية الفرنسية بما في ذلك نابليون بونابرت نفسه.

ربما من السابق الاوانه التعرف على مواقف الرئيس القادم مكرون تجاه منطقة الشرق الأوسط وازماتها، لكن بالعودة الى تصريحاته اثناء الحملة الانتخابية قبل شهر يمكن القول انه قد لا يكون صديقا لكل من قطر والمملكة العربية السعودية، فقد تعهد “بإلغاء كل الاتفاقات التي تخدم مصلحة قطر في فرنسا”، واكد انه سيطالب بأن تكون هناك “شفافية جديدة فيما يتعلق بالدور الذي تؤديانه في التمويل، او في الاعمال التي يمكنها القيام بها تجاه المجموعات الإرهابية التي هي عدوتنا”.

مكرون الرئيس البلدين بدعم الإرهاب بطريقة غير مباشرة، الامر الذي ربما سيحدث انقلابا في سياسة فرنسا الإيجابية جدا تجاه الدولتين، وهي السياسة التي بلغت ذروتها في عهد الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي حظي باستقبال حار، وكان ضيفا على قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض، ولا نعرف ما اذا كانت انتقاداته لهاتين الدولتين الخليجيتين، وانهاء شهر العسل القطري الفرنسي، ستعني تغييرا في الموقف الفرنسي في سورية، وبصورة اقل عدوانية للحكومة السورية والرئيس بشار الأسد.. لننتظر ونرى.
“راي اليوم”

حول الموقع

سام برس