بقلم / د.عبدالله العزعزي
إن المتتبع والراصد لقول، وفعل وسلوك السلطة الشرعية، وسلطة الأمر الواقع، في إدارتهما لقضايا الوطن والمواطن يجدهما وجهان لعملة واحدة، إنفلقت بعد ثورة 11فبراير 2011م، وحدث 21 سبتمبر 2014م، من رحم الفساد الأكبر لنظام (الزعيم) الذي غذى ثقافة هدم مقومات وأسس بناء الدولة وتقويضها.

وتعد مماراسات سلطتيهما (الشرعية- الإمر الواقع) التعبير الحقيقي والجلي والبين والذي لا يحتاج إلى أكثر من دليل لإثبات ذلك.

فمن يعجز عن دفع رواتب جهازه الحكومي لمدة ثمانية أشهر، أو تنظيف شوارع وحارات أمانة العاصمة من القمامة، التي تفشى بسببها مرض الكوليرا مرض (القذارة) كما يسمى، ويصاحب عادة الحروب والكوارث، وقد عرفته الشعوب الأخرى اثناء الحرب العالمية وتخلصت منه نهائيا بعدها.. إن من يعجز عن القيام بوظيفته تجاه ذلك غير جدير بأن يطلق عليهم رجال دولة.

فالدولة وظيفتها حماية المواطن ومصالحه، وتوفير حاجاته، والدفاع عن سيادة الوطن وآمنة وإستقراره.

والسؤال الكبير هل ما يقوم به كل منهما تعبير عن وظيفة الدولة؟؟

((يا أنتم ياهؤلاء أو هؤلئك.. يامن هنا أو ها هناك؛ إن أردتم حكمنا لا التحكم فينا عليكم أن تلتزموا بقواعد وأسس الحكم حقوقا وواجبات)).

إتقوا الله في وطنكم وشعبكم، ولن يسطر التاريخ بأحرف من نور كل ممارستكم التي لا تمت للمواطنة والحرية والعدالة بصلة البتة.

نداء..

إلى المعذبين في الأرض من أبناء هذا الوطن الغالي في الداخل والخارج علينا أن نكون أحرارا كما أراد الله لنا أن نعيش رافضين للعبودية، والقهر والأستبداد تحت أي مسمى كان وفي أي زمان أو مكان.

والله من وراء القصد.
*أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة صنعاء

حول الموقع

سام برس