سام برس / شمس الدين العوني
" نيارة 2 " تجليات بمثابة المنجز التشكيلي متعدد الممارسات الفنية الابداعية تجاه التراثو المكان ..

تطلب العمل حشدا كبيرا من الطاقات و الكفاءات و أصحاب الابداعات و خاصة الشبان بما عزز من الحراك الثقافي لبني خلاد
التنسيق و الاعداد الابداعي للفنان المسرحي و الكاتب المميز  حافظ جديدي و العمل فيه عدة فنون و تعبيرات و ممارسات ابداعية و تخصصات فنية..


للأمكنة عطورها الباذخة و ذاكرتها المثلى و لذلك فالمكان مكانة ..و للكائن أن يفتح كلمات و طقوس الوصل مع المكان باعتباره حاضن حياة و ألوان و ينابيع..

و الفنان هذا المسافر في الخيال و التخييل بوسعه المثول أمام هكذا حلم نحتا للذات و تثمينا للعلو و من هنا كانت الفكرة..بني خلاد مجال شاسع للقول بالتذكر و الحلم و الخيال و هو كمكان يمنح الناس شيئا من حالات الوجد و النشيد المبثوث في التواريخ و الذاكرة من ألق و تجليات في المظهر و السلوك و القيم و العلاقات و بالنهاية في موروث ثري فمن يقتحم عوالمه..فعلا كانت المبادرة و كان الاقتحام الجريء من قبل فنانة تشكيلية حالمة هي يسر محمود شاشية التي قضت السنوات و هي تحلم بعناق ثقافي فني ابداعي تجاه المكان ..بني خلاد مسقط الرأس و حاضن الطفولة و حكايات الجدة..و في المكان حكايات جمة..لذلك كان لا بد من زيارة الحفل و النيارة..نيارة ..نعم مشروع تحقق و الآن في جولته الثانية..تقول يسر عن نيارة "...مشروع تظاهرة "نيارة"  قمنا بها تحت راية جمعية صيانة مدينة بني خلاد و هي جمعية تهتم بالتراث المحلي و إحيائه و صيانة الموروث المعماري و الثقافي المتنوع

و باعتبار ان التراث مثله كمثل (جبل الجليد ),بعضه ظاهر يطفو علي السطح ,وجله كامن (كالايسبارق ) وباعتبار ان الذات المبدعة للفنان الأصيل,  سواء كان تشكيليا أو أدبيا أو موسيقياً , عليها أن تحرص على ما هو (كامن) ولا تكتفي بمظاهر الأمور وقشورها. ولذلك يتعين  علي الفنان  إن يغوص حتي يصل  إلى مكامن الموروث الأصيل من التراث و يستجلي مقوماته ويقف على أسسه وتقنياته وقيمه.. قمنا ببادرة  تنظيم يوم للاستكشافات الفوتوغرافية  تقوم على  أساس محاولة تدوين وتفعيل  المقومات التراثية  والتاريخية للمدينة و اتجه تفكيري  إلى توظيف اختصاصي كممارسة و كباحثة في ميدان الفنون التشكيلية باعتماد شتي التعابير الفرجوية باعتبارها أداة فعالة في تدوين التراث  المحلي واثارة الانتباه له وتثمينه وفي صياغة هذه الفكرة,استفدت من تجارب عملت عليهافي صلب جمعية تانيت للفنون بسوسة  و التي كنت عضوا مؤسسا لها ومن ناحية أخري  جاء كردة فعل استشرافية ولدتها معاينة ميدانية لواقع بلدتنا.

اذ لاحظت انها بصدد فقدان العديد من خصوصياتها التراثية.. ثلة من الفنانين التشكيليين ..قد أرفقت بنصوص إنشائية لأعمالهم  كمن نار و من تراب للفنان بشير قرشان و منها ملكوت للفنان خالد عبد ربه و منها البية الولادة تتجلى لفاتن بكار.. اذ افتتحت التظاهرة  بعمل ماقريت شيء وهو من ناحيةعبارة عن إثارة مباشرة لأصل الخرجة الشبابية التي كانت و بقيت مدة طويلة تقام في بني خلاد لفك  بعض من رموزها وايحاءاتهاو التي في جلها تستنهض الهمم و تدعو إلى الفعل و التعاون البناء و الانفتاح على الآخرين لتجعل من العمل  عبادة  حيث ترددت علي المسامع كلمات تشحن الهمم علي الفعل والانجاز  «ونتوما آش عملتو» الي يرقد يموت وما يصليوش عليه او قصة تعاون الاخوة  علي درء المخاطر المحدقة بالعائلة قرب الغابة . اما العمل الثاني وهو بعنوان من نار ومن تراب   فكان عبارة عن  اثارة للذاكرة الدينية فتسبيحات بشير قرشان أثارت الفضول و الدهشة و ردود الفعل الإيجابية والسلبية أما في ما يخص حركة الهابنينق التي أخذت عنوان الدخلة و هو عمل تفاعل مع الظروف الآنية في انجازه ولقد حمل العمل هذه التسمية  على اعتبارات متعددة فهي  تحمل رمزية فتح الفضاء بالطرق على الأبواب  من جهة ولما تحمله هذه التسمية من تحديد جغرافي للمنطقة و بما تتصف به البلدة حسب ما توارثته أذاننا بكونها "تاج الدخلة بني خلاد" أو بما توفره من إيحاء و إحياء للذاكرة الشعبية لعادة زيارة العروس لأولياء منطقتها..

•     فبعد ان فتح الفضاء علي مصراعيه نودي للزوار بالإنشاد (وينكم يا زوار) أما في ما يخص عمل خالد عبد ربه وهو عمل  ارتكز على الحركة الخطية و اللولبية لكلمة هو فرحل بنا عبر ما شاهدناه من طواف و من حركات خطية لولبية تصاعدية تبدأ من وسط القماشة لتمتد إلى خارجها وبالابتعاد  شيء فشياء علي مصدر النار  . ان ما شاهدناه بأعيننا و اشتممناه من روائح و ما استمعنا له من إيقاعات رحل بنا إلى صور صوفية تستلهم من التراث الديني رموزها ودلالاتها. فكان اقتراح فاتن بكار هو اقتراح ملابس وحلي  تتكلم عن التراث و تحمل صورة المرأة ماضيا و حاضرا في وجودها ووجدانها و لم يفت التظاهرة أن تستدعي الموروث الغذائي  المعتاد لشهر رمضان  إذ كانت الدخلة مرفقة "بالزيارة" و تتمثل في أنيتين من النحاس المقصدر لما تحتويه الكلمة من طهرقداحتوت  إحداها على مرطبات الزلابية و الثانية اكلة المسفوف.." و تضيف صاحبة العمل بخصوص هذا التوجه في العلاقة بين التراث و الفن "...إن العلاقة بين التراث و الفن التشكيلي هي علاقة عضوية و مصدر إلهام المبدعين المجددين..و توظيف التراث فنيا يتطلب البحث و التنقيب و الإدراك، فحاولت قدر الإمكان تذهين التظاهرة  و التدقيق في تفاصيلها بدءا من وضع المسلك انطلاقا من كيب العسة  الي دخول بوطبيلةمعلناعن نهايتها  رتبت التظاهرات حسب مسلكين مقتضبين  و بإمكانيات خلاديه بحتة اشترطت فيها على نفسي وعلي الفنانين  أن تخضع مداخلاتهم إلى معاينة للواقع المعيشي الخلادي ..و تميزت تظاهرة نيارة من حيث المنهج و المضمون و اللمسة الفنية بانخراطها في تقنيات الفن  المعاصر,كفن البيرفورمانس و الهابنيق و باستلهامها معطيات تراثية  محلية و محاولتها الجادة  في تحريك الفضاء الثقافي و بشحذها الهمم و استفزازها للفكر عن طريق محاورة الرموز والإيحاءات التي تزخر بها الآثار الفنية وقراءتها بمستويات متعددة و باحداث نوع من المصالحة مع معلم معماري تراثي للبلدة و برسم صورة لامعة  لأنشطة الجمعية و باستقطاب العديد من الطاقات الشبابية  وانفتاحها علي الأنشطة الفنية..." وبالنسبة لنيارة 2  تقول صاحبة العمل الفنانة التشكيلية و الجامعية يسرمحمود شاشية "....هي تجليات فنية ضمن عنوان " تخييلة " ..و على عبارة برناردشو ( انت ترى الأشياء و تتقول لماذا بينما أنا أحلم بالأشياء التي لم توجد و أقول لم لا..)

 و على قول ستيف جوبس ( الابداعية تعني تحديدا الربط ما بين الأشياء ) ..التظاهرة بمثابة التجليات  و التخييلة و الخيال و الخيالي و الممكنات الجمالية و الفنية لذلك فالفروسية استذكار للراحل محرز بن ميلاد حيث العلاقة يبن الحصان و الفارس و بين الفارس المعلم و الابن فالمكان المستعاد ساحة قصر دار سعيد الرحبة و الميدان و استرجاع بريق المكان المضمحل منذ 40سنة  و تذكر ألعاب عم سالم بريمة في ذات الساحة حيث تقديم العمل يوم 10جوان ضمن مشاريع و برامج ساحات الفنون و هنا تبرز بني خلاد بساحتها و ينتظر حضور وزير الثقافة لأهمية العمل  ..تخييلتنا هي تجليات ضمن المقروئية التشكيلية للتراث بحرية وفق قيم و أبعاد رمزية..."..تجليات بمثابة المنجز التشكيلي متعدد الممارسات الفنية و الثقافية و الابداعية عن تصور و رؤية و انجاز للفنانة التشكيلية يسر محمود شاشية مع تنسيق و اعداد ابداعي للفنان المسرحي و الكاتب المميز  حافظ جديدي و العمل فيه عدة فنون و تعبيرات و ممارسات فنية ابداعية و تخصصات فنية منها الموسيقى الصوفية و الفروسية  و التعبير الكوريغرافي و الرقص و و الغناء الأوبرالي و عرض الفيديو و و المسرح ...و غيرها و تطلب العمل حشدا كبيرا من الطاقات و الكفاءات و أصحاب الابداعات و خاصة الشبان بما عزز من الحراك الثقافي لبني خلاد المدينة و التاريخ و الراهن الطموح للابداع و العطاء.

حول الموقع

سام برس