بقلم / د كمال البعداني
ظلت القوى الغربية وتحديدا أمريكا تراقب العراق التي خرجت منتصرة من حرب الثمان سنوات مع إيران ولديها جيش قوي يمتلك خبرة قتالية عالية بالإضافة إلى عملية التصنيع الحربي التي كانت تخطوها العراق بخطوات متسارعة وكل هذا تحت قيادة زعيم أصبح له مكانة كبيرة جدا في الشارع العربي لذلك كان لابد من وقف هذا من وجهة نظر أمريكا التي لا تريد أي قوة صاعدة في المنطقةوقد وجدت أمريكا مبتغاها عندما حدثت الأزمة العراقية الكويتية والذي شعر فيها العراق انه قادر على فعل مايريد

فعندما بلغت الأزمة بين العراق والكويت ذروتها عام 1990م طلبت ( جلابسي ) سفيرة أمريكا في بغداد مقابلة الرئيس العراقي صدام حسين للتباحث في الأمر وفعلا تم اللقاء في 25 يوليو 1990م وبعد أن استمعت السفيرة لكل ما قاله الرئيس صدام حول الوضع ولمست منه الإصرار على حسم الخلاف العراقي الكويتي بأي طريقة فاستغلتها فرصة وقالت له . (( سيدي الرئيس نحن ليس لنا رأي حول نزاعاتكم العربية العربية مثل نزاعكم مع الكويت فهذا شأن ( عربي ) وكل ما في الأمر أن وزير الخارجية ( جيمس بيكر ) وجهني إليك لنستوثق من الأمر مع الوضع في الاعتبار انه ومنذ عام 1960م لم تعد قضية الكويت مرتبطة بأمريكا وما يهمنا هو الحفاظ على مصالحنا ))

ما أن انتهت السفيرة من كلامها حتى رد عليها الرئيس صدام بإبتسامة عريضة واعتبر كلامها تخلي عن الكويت وضوء أخضر للعراق لتفعل ما تشاء وبعد هذه المقابلة بسبعة أيام وتحديدا في 2 أغسطس 1990م كان اجتياح العراق للكويت وكانت الكارثة الكبرى على المنطقة والعرب بالكامل فقد سارعت أمريكا بحشد جيوشها واساطيلها وطائراتها إلى الخليج العربي وحشدت معها العالم تحت مبرر إخراج العراق من الكويت .

لقد سميت حرب العراق مع إيران بحرب الخليج ( الأولى ) مع إيران وتبعتها حرب الخليج ( الثانية ) تحرير الكويت ثم حرب الخليج (الثالثة ) احتلال العراق وتدميره وايصال زعيمه إلى حبل المشنقة ولا زلنا كعرب ندفع ثمن ذلك حتى اليوم . لقد تذكرت تلك الأحداث وانا استمع الليلة لتصريح البيت الأبيض الأمريكي بخصوص الأزمة الخليجية الحالية بين بعض الدول الخليجية وقطر فقد صرح البيت الأبيض بأن الأزمة في الخليج هي ( شأن عائلي ) خاصة بعدما قيل أن الدول المختلفة مع قطر قد اعطتها مهلة عشرة أيام للاستجابة لطلباتها التي رفعتها اليها عن طريق دولة الكويت .

 ما اشبه الليلة بالبارحة من شأن ( عربي ) في عام 1990م إلى شأن (عائلي ) في عام 2017م . فهل سيستفيد العرب من الماضي القريب ؟؟

* نقلاً من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس