بقلم / حمدي دوبلة
من الاشياء المؤسفة حقا والتي يتفرد بهاالعرب والمسلموندونا عن الامم الاخرى انه عندما ينشب خلاف فيما بينهم سواء على مستوى  الدول والانظمة السياسية او بين الفصائل والكيانات داخل الدولة الواحدة يغيب العقل وتختفي الحكمة وتتوارى خلف الحُجب كل اداب وقواعد الخلاف والتباينات بين الاشقاء ولايوجد حينها شيء له علاقة باحترام الآخر والاعتراف بحقوقه.

شهد التاريخ قديمه وحديثه ولا يزال يقدم لنا الى اليوم نماذج مخجلة للخلافات بين البلدان والمجتمعات في الوطن العربي والاسلامي ورأينا كيف تدار تلك الخلافات وبأي عقلية غريبة يفكر بها أرباب النزاعات والخصومات وكيف يفكر كل طرف بإبادة وتدمير الخصم وإزالته عن الوجود ولاشئ غير ذلك قد يشفي الغليل ويداوي ماتعانيه النفس من علل وامراض واحقاد لاحصرلها.

فيما مضى تسببت ناقة في اندلاع حرب بين قبيلتين عربيتين في بادية شبه الجزيرة واستمرت اربعين عاما وفي الزمن القريب
رأينا كيف تحولت خلافات العراق والكويت وقبلها العراق وايران وغيرها من صراعات الاشقاء الى أزمات مزمنة أتت بويلاتها الكارثية على شعوب الأمة وازهقت الأرواح وعبثت بحياة الملاييين من البشر ولاتزال تداعياتها تتوالد النكبات تلو الأخرى واليوم يشاهد العالم بصمت مريب مايفعله العدوان السعودي الغاشم باليمن وشعبه المسالم.

يأبى النظام السعودي وبإصرار غريب ان يضع حدا لهذا الجنون على الرغم من عدم تحقيقه لأي من اهدافه المعلنة بل على العكس فقد خسر الكثير والكثير من مكانته وسمعته وهيبته كدولة كبرى في المنطقة لكنه يغمض عينيه ويصم أذنيه عن سماع أي صوت للعقل ويتمادى في خطيئته بقتل الناس والعبث بمقومات حياته الانسانية مستعينا بثرواته الطائلة وبحقارة وهوان المجتمع الدولي من حوله فاصبح يزيّن لهذا النظام الفاسد سوء عمله ويحاول تلميع صورته البشعة.

اخر هذه النماذج القبيحة ماسُمي بمطالب دول مقاطعة قطر وشروطها العجيبة لإنهاء القطيعة مع هذه الأخيرة وهي المطالب التعجيزية والمجحفة التي لايضعها عاقل ولايمكن ان يقبلها بشر.

مطالب السعودية والامارات ومصر والبحرين من قطر وكلها من دول العدوان على اليمن لخصت بجلاء عقلية وهمجية هذه
الانظمة وقدمت القبح والفجور في اوضح صوره واشكاله كما أعلنت هذه الدول في مطالبها المشروط تنفيذها خلال عشرة
ايام بأن الخلاف بين أعراب لن يشذ عن القاعدة التاريخية ابدا ولابد ان يذهب الى ما لايُحمد عقباه.

* نقلاً عن يوميات صحيفة الثورة اليمنية

حول الموقع

سام برس