سام برس/ متابعة / أحمد الشاوش
أكد أمير قطر ان حل الخلافات يأتي بالحوار والتفاوض  ، وان ذلك الحل لابد ان يشمل في المستقبل ترتيبات تضمن عدم العودة الى اسلوب الانتقام في التعامل مع المواطنين الابرياء عند اي خلاف سياسي بين الحكومات

وقال لااريد ان اقلل من حجم الالم والمعاناة الذي سببه الحصار وامل ان ينقضي هذا الاسلوب بين الاشقاء ، فقد اساء هذا الاسلوب لجميع دول مجلس التعاون وصورتها في العالم وقد ان الاوان لوقف تحميل الشعوب من الخلافات السياسية بين الحكومات ،

وأوضح ان المنطقة العربية اسلوب الانتقام والعقاب الجماعي لمواطني الدولة الاخرى  في حالة الاختلاف مع حكوماتها وقد نجحنا في تجنبه هنا في الخليج حتى الان ولكن الدول التي طالبت القطريين بمغادرتها فصلت بين ابناء العائلة الواحدة وطلبت من مواطنيها التخلي عن اعمالهم وعائلاتهم ومقدرات دولة قطر ابت الا ان تستخدم هذا الاسلوب وهو لايتناقض مع القانون الدولي فحسب بل يمس بمواطنيهم وبالقيم والتعامل بين الناس ..

كما اشاد بكل اعتزاز الى المستوى الاخلاقي الرفيع الذي يتمتع به الشعب القطري في مقابل حملة التحريض والحصار الذي تلاها ، واشار امير قطر بصلابة الموقف والشهامة التي تميز بها القطريون دائماً حيث أذهلوا العالم بحفاضهم على المستوى الراقي في مقاربة الاوضاع على الرغم مما تعرضوا له من تحريض غير مسبوق في النظرة والمفردات والمساس بالمحرمات وحصارهم الغير مسبوق في العلاقات بين الدول .

جاء ذلك خلال الخطاب الذي القاه عبر قناة الجزيره مساء الجمعة ، والذي أختزل شيء من االرصانة والاتزان والعقل والحكمة .

وقال ان الجميع تأثر بروح التضامن والتآلف والتحدي التي سادت وخيبت امال الذين راهنو بعكسها جاهلين بطبيعة المجتمع والشعب القطري وأكد ان الحياة في قطر تسير بشكل طبيعي منذ بداية الحصار وقد وقف الشعب القطري تلقائياً وبشكل عفوي دفاعاً عن سيادة وطنه واستقلاله.

واعتبر امير قطر الازمة " المفتعلة" امتحاناً اخلاقياً وان المجتمع القطري حقق نجاحاً باهراً بعد ان اثبت ثمة أصول ومبادىء واعراف يتم مراعاتها حتى في زمن الخلاف والصراع وذلك لاننا نحترم انفسنا قبل كل شيء.

كما دعا الجميع الى الاستمرار على هذا النهج وعدم الانزلاق الى مالايليق بقطر وبالمبادىء والقيم .. وأكد ان الشعب ادرك بالحس السليم والوعي السياسي خطورة الحملة على وطنهم ومرامي الحصار الذي فرض على قطر لقد نظروا ماخلف الستار الكثيف من الافتراءات والتحريض والذي لم يربك رؤيتهم ويشوشها ففهموا دلالات محاولات فرض الوصاية على هذا البلد خطورة لغة التحريض والاملاءات

وقال انه  الامير تميم تبين للقاصي والداني ان هذه الحملة والخطوات التي تلتها خططت سلفاً وعمل مخططوها ومنفذوها على عملية اعتداء على قطر لتضليل الراي العام ودول العالم وبغرض تحقيق غايات مبيته سلفاً .. وقال لم يدرك من قام بهذه الخطوات ان شعوب العالم لاتتقبل الظلم بهذه البساطة والناس لايصدقون اضاليل من  لايحترم عقولهم وثمت حدود لفاعل الدعاية الموجهة التي لايصدقها اصحاب اصحابها انفسهم

وأشار الى ان الدول العربية وغير العربية التي لديها رأي عام تحترمه وقفت مع قطر او على الاقل لم تقف مع الحصار على الرغم من الابتزاز الذي تعرضت له لقد اعتمدت الدول التي قامت بهذه الخطوات على مفعول تهمة الارهاب في الغرب وعلى تملق مشاعر بعض القوى العنصرية الهامشية في المجتمعات الغربية افكار ها المسبقة ولكن سرعان ماتبين لهم ان المجتمعات الغربية مثلنا لا تقبل ان تطلق تهمة الارهاب لمجرد الخلاف السياسي او او لاغراض مثل قمع التعددية في الداخل او لتشوية صورة دول اخرى وعزلها عن الساحة الدولية .

واعتبر ذلك السلوك عدا عن كونه ظلماً يلحق بالنهاية ضرراً بالحرب على الارهاب كما ان المؤسسات الغربية السياسية والمدنية ترفض الاملاءات مثلما نرفضها وتبين ذلك من رد الفعل الدولي على الشروط التي حاول البعض فرضها على قطر في اشاره الى الـ 13 نقطة التعجيزية ولاسيما التحكم بعلاقات قطر الخارجية وتحديد استقلالية وسياسات قطر واغلاق وسائل الاعلام والتحكم بحرية التعبير في قطر

وقال نحن نعرف انه وجدت وتوجد حاليا خلافات مع بعض دول مجلس التعاون بشأن السياسات الخارجية المستقلة التي تنتهجها قطر ونحن ايضاً بدورنا لانتفق مع السياسات الخارجية لبعض الدول لاعضاء في مجلس التعاون لاسيما في الموقف من تطلعات الشعوب العربية والوقوف مع القضايا العادلة والتمييز بين المقاومة المشروعة للاحتلال وبين الارهاب وغيرها من القضايا مؤكداً ان قطر لاتحاول تفرض رأيها على أحد ولم تعتقد يوماً ان هذه الخلافات تفسد للود قضية فثمة امور مشتركة كثيرة هي الاسباب التي من اجلها اقيمت هذه المنظمة الاقليمية .

ولفت الى ان بعض الاشقاء اعتقدوا انهم يعيشون وحدهم في هذا العالم وانه بالمال يمكن شراء كل شيء فارتكبوا بذلك خطاء
اذ ذكرتهم دول ومؤسسات عديدة انهم ليس وحدهم وان الكثير من الدول لاتفضل المصلحة الانية على المبدأ والمصلحة بعيدة المدى وتبين لهم انه حتى الدول الفقيرة لديها كرامة وارادة وانهم لايمكنهم فرض امور تجاوزها التاريخ ..وقال لقد حاول المفسد المبدأين ضحت من اجلهم الانسانية جمعا  اولا مبدأ سيادة الدول وارادتها المستقلل وثانياً حرية التعبير والحق في الوصول الى المعلومة فلامعنى لحرية التعبير اذا لم يكن لدى المواطن الحق في الوصول الى المعلومة واحتكار المعلومة هو الذي كسرته قطر بالثورة الاعلامية التي احدثتها ولم يعد ممكناً العودة الى الخلف فقد اصبحت هذه الثورة انجاز للشعوب العربية كلها

وقال لقد حزنا كثيراً ونحن نتابع كيف تقوم بعض الدول بإتباع اسلوب التشهير والافتراء على قطر بنوع من الوشاية السياسية ضدها في الغرب هذا في كل الاعراف عيب .. اولاً لان الادعاءات غير صحيحة وثانياً لانها مساس بغير حق بدولة شقيقة .. متسائلاً الا نعلم ابنائنا منذ الصغر ان الوشاية والكذب هما رذيلتان من اسوأ الرذائل أليس التشهير وتشوية السمعة جريمة يحاسب عليها القانون في جميع الدول المتحضرة .

الاخوات والاخوة ان قطر تكافح الارهاب بلاهوادة دون حلول وسط وثمة اعتراف دولي بدور قطر في هذا المضمار وهي تفعل هذا ليس لانها ترضي به أحداً في الشرق او الغرب بل لانها تعتبر الارهاب معنى الاعتداء على المدنيين الابرياء لغايات سياسية جريمة بشعة ضد الانسانية ولانها ترى ان القضايا العربية العادلة تتضرر من الارهاب فهو يمس بالعرب والاسلام والمسلمين

واستطرد نحن نختلف مع البعض بشان مصادر الارهاب فنحن مثلاً نقول ان الدين وازع اخلاقي وهو ليس مصدر للارهاب وانما ايدلوجيات المتطرفة دينية وعلمانية وحتى هذه الايدلوجيات المتطرفة تصبح مصدر للارهاب في بيئة سياسية اجتماعية تنتح الياس والاحباط ومن دون الاستهانة بها فمن الواجب علينا عدم تحاهل القضايا الاخرى في عالمنا فنحن اليوم نرى ان العالم كله بمافي ذك المنطقة العربية يعاني ايضاً من مشاكل مثل الفقر والطغيان والاحتلال وغيرها وهذه المعاناة ايضاً تحتاج الى معالجة عداعن كونها من اهم مصادر الارهاب .

وأكد ان قطر لم ترد بالمثل اننا اتحنا لمواطني الدول الاخرى ان يتخذوا بإنفسهم القرار بالبقاء في قطر او المغادرة كل حسب ظروفه وارادته .
 
وقال رغم المرارة التي احدثتها هذه الخطوات فإن الحكمة السائرة الاكثر انتشارا في المجتمع القطري هذه الايام هي رب ضارة نافعة والتي تتوافق مع الاية الكريمة وعسا ان تكرهو شيئاً وهو خير لكم .. لقد دفعت هذه الازمة المجتمع القطري ليس فقط الى استكشاف قيمه الانسانية كما بينت وانما ايضاً الى استكشاف مكامن قوته في وحدته وارادته وعزيمته وكما ترون من النجاح التي عالجت به الحكومة بقدراتها المختلفة ومؤسسات الدولة الاخرى الازمة بتوفير كافة احتياجات السكان بحيث لم يشعروا بالفرق في حياتهم اليومية فإن نفس الكفاءات التقنية والادارية والسياسية والاعلامية التي تعاملت مع الاوضاع بروية وعقلانية وتصميم قادرة على تشييد صرح استقلالنا الاقتصادي وحماية امننا الوطني وتعزيز علاقاتنا الثانائية مع الدول في هذا العالم

وقال نحن مدعوون لفتح اقتصادنا لمبادرات والاستثمار بحيث ننتج غذائنا ودوائنا وننوع مصادر دخلنا ونحقق استقلالنا الاقتصادي ضمن علاقات ثنائية من التعاون مع الدول الاخرى في محيطنا الجغرافي وفي العالم اجمع على اساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل

كما دعا الى تطوير المؤسسات التعليمية والبحثية والاعلامية ومصادر قوتنا الناعمة كافة على المستوى الدولي وفي تفاعل مع افضل الخبرات القطرية والعربية والاجنبية بالتعاون مع المقيمين في قطر الذين يعملون وينتجون ووقفو معنا في هذه الازمة

واكد انه سبق ان وجه عدة مرات بسياسة الانفتاح الاقتصادي على الاستثمار وتنويع مصادر الدخل ولكن في هذه المرحلة لم يعد هذا مسألة رفاهية بل اصبح امراً ملزما محتماً علينا ولامجال للتهاون فيه وهذه مسؤوليتنا جميعاً حكومة ورجال اعمال .. واشار الى ان هذه الازمة ساعدة قطر في تشخيص النواقص والعثرات وتحديد شخصية قطر الوطنية السياسية والاقتصادية المستقلة واتخاذ القرار بالتغلب على هذه العثرات وتجاوزها والتغلب على هذ الامتحان بعزة وكرامة .

وشدد على ان قطر بحاجة  الى الشعب القطري في بناء اقتصادها و حماية أمنها  مؤكدا ان قطر بحاجة الى الاجتهاد والتفكير المستقل والمبادرات البنائة والاهتمام بالتحصيل العلمي في الاختصاصات كافة والاعتماد على النفس ومحاربة الكسل والاتكالية وهذه ليست مجرد اماني واحلام فأهدافنا واقعية وعملية وتقوم على استمرار الروح التي اظهرها القطريون في هذه الازمة بحيث لاتكون موتت حماس عابرة بل اساس لمزيد من الوعي في بناء الوطن الوطن

واكد ان المرحلة التي تمر بها قطر حالياً هي مرحلة بالغة الاهمية من حيث الفرص التي اتاحتها ليس فقط  البناء بل ايضا لسد النواقص وتصحيح الاخطاء وقال نحن كما تعلمون لانخشى من تصحيح الخطاء وتشخيصه ، واضاف لقد وجهت الحكومة بكل مايلزم بتحقيق هذه الرؤية بما في ذلك الانفتاح الاقتصادي المطلوب وازالة العوائق امام الاستثمار ومنع الاحتكار في اطار بناء الاقتصاد الوطني والاستثمار في التنمية ولاسيما التنمية البشرية

كما وجه امير قطر بتخصيص عائدات الغاز من الاكتشافات الجديدة التي انعم بها الله على قطر للاستثمار من اجل الاجيال القادمة وان قطر عاشت في رخا ووجه ايضاً بالعمل على الساحة الدولية لتعميق التعاون الثنائي والتوصل الى اتفاقيات ثنائية بين قطر والدول الاخرى

وثمن الامير " تميم " جهود الوساطة الكويتية التي يقوم بها امير الكويت الشيخ صباح الاحمد والتي دعمتها قطر منذ البداية معبراً عن شكره ومعتبراً تلك الوساطة فرصة بما قام ويقوم به أمير الكويت ، وأمل ان تكلل هذه الوساطة بالنجاح ، كما قدر المساندة الامريكية وجهود تركيا وأستنكر اغلاق المسجد الاقصى عسا ان يكون ماتتعرض له القدس حافزاً للوحدة والتضامن بدلاً من الانقسام

وختم امير قطر خطابه بالتلاحم والعزم والتصمييم والسلوك الحضاري مهنئاً النبل والمحبة والالفة التي تسود الشعب القطري خلال هذه الفترة التي تعد ذخيرة وزاد وعتاد في التصدي للتحديات الكبرى التي تنتظر قطر .

حول الموقع

سام برس